أسرة ومجتمع

استخدام الأطفال الأجهزة الذكية .. والحد من خطر التكنولوجيا عليهم ؟

📷كتب : يحيي يونس

في عالم تغزو فيه التكنولوجيا بسرعة فائقة، بانتشار الأجهزة الذكية واستخدامها في العملية التعليمية، أصبح استخدام الأطفال لها أمر حتمي، للاستفادة من مميزاته، لكن في المقابل علينا التحكم في استخدمهم له لتفادي أضراره حيث أصبح من المستحيل أن تجد طفلا لا يستخدم الهواتف الذكية والكمبيوتر و الآيباد فلا يجد الطفل صعوبة في استخدام شاشات اللمس أو الضغط على الأزرار التي تحتويها تلك الأجهزة التكنولوجية الحديثة. و بذلك أصبحت التكنولوجيا جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية لأي طفل و هو ما يطرح عدة تساؤلات و اختلاف الآراء حول ايجابيات و أضرار التكنولوجيا و هل لها أخطار تهدد نشأة و حياة الطفل فيما بعد.
أجريت الكثير من الأبحاث والنقاشات على المستوى العلمي و حتى بين الآباء بعضهم البعض حول إيجابيات وسلبيات التكنولوجيا للأطفال و دور الأهل في تجنب أخطار التكنولوجيا بل وتحويل سلبياتها إلي مميزات تساعدهم في تربية و تعليم الطفل.
دور ربة المنزل في استخدام الأطفال للأجهزة الذكية
نحن نعيش في عصر التكنولوجيا، ويصعب أن نمنع أطفالنا تماماً من استخدام الأجهزة الذكية، بالتالي تقع الأم في حيرة بين ترك طفلها يستمتع بها، أو منعه منها حتى لا تؤثر بالسلب على صحته وسلوكياته.
في كثير من الأحيان تضطر الأم لترك طفلها لفترات طويلة أمام هذه الأجهزة بسبب انشغالها بأمور أخرى، فتصبح سبيلاً للتخلص من عبء الطفل، وبالتالي يعتاد على الجلوس أمامها لفترات طويلة ويصبح من الصعب الاستغناء عنها.
إيجابيات استخدام الطفل للأجهزة الذكية
تعليم إلكتروني للأطفال: للتكنولوجيا دور لا يمكن إنكاره في تعليم الطفل وتنمية ذكائه. فمن خلال الأجهزة الحديثة مثل الآيباد والهواتف الذكية للأطفال يمكنهم التعلم من خلال بعض التطبيقات الحديثة الخاصة بالهواتف الذكية مثل تطبيقات الكتب الإلكترونية الناطقة، بل ويمكنهم تعلم لغات جديدة أيضا عن طريق التطبيقات. هذا بالإضافة إلى أنها تتيح للأطفال فرصة لقراءة الكتب بشكل سهل في أي مكان و أي وقت بدلا من الذهاب إلى المكتبات في أوقات محددة.
تنمية المهارات الاجتماعية للطفل: من خلال التكنولوجيا والأجهزة الحديثة يكتسب الطفل المهارات اللازمة لتنمية العلاقات الاجتماعية. فإذا استخدمت هذه الأجهزة بشكل صحيح يستطيع الطفل التواصل مع أصدقائه و أقاربه من خلال برامج التواصل مثل سكايب.
تحقيق الأهداف: الكثير من الألعاب و الأنشطة التي يمكن ممارستها باستخدام اللابتوب أو التطبيقات على الهواتف الذكية تساهم في تعليم الطفل ضرورة إنجاز المهام من خلال قيامه بإنهاء مستوى في لعبة أو برنامج تعليمي حتى ينتقل للمستوى الآخر.
تطوير مهارات الطفل: تساعد الأجهزة التكنولوجية الحديثة في تطوير مهارات الطفل بشكل ملحوظ، فهي تساعده في تنمية مواهبه أو دعمه بالمعلومات اللازمة و التوسع في القراءة عن مجالات يهتم بها و التي بكل تأكيد تقوم بتوسعة مداركه و اكتسابه ثقافات ومعلومات في مجالات مختلفة.
سلبيات استخدام الطفل للأجهزة الذكية
هناك العديد من الأضرار التي تؤثر على الطفل في حالة الجلوس لأوقات طويلة أمام الأجهزة الذكية، وهي:
التقصير في الدراسة: فالطفل يفضل الجلوس أمام هذه الأجهزة عن استذكار الدروس، ويفكر دوماً فيها حتى أثناء تواجده بالمدرسة، مما يشتت انتباهه ويجعله يتأخر دراسياً عن زملاءه.
الميل إلى الانطواء والعزلة: لأن الطفل يجد المتعة أكثر في الألعاب الإلكترونية، ويفضل البقاء أمامها لساعات طويلة أكثر من الجلوس مع الأشخاص، ومع الوقت يعتاد على هذا الأمر ولا يستطيع الاستغناء عنه.
الإصابة بالبدانة: فمع كثرة الجلوس وعدم الحركة، يمكن أن يزداد وزن الطفل ويصبح ممتلئاً، كما أنه يميل للكسل وقلة الحركة.
اضطرابات النوم: فيمكن أن يتخلى الطفل عن النوم من أجل اللعب على الجهاز اللوحي، وبالتالي لا يصبح نومه منتظماً، ويؤثر على نشاطه وحياته بشكل عام.
القيام بسلوكيات خاطئة: حيث يلجأ بعض الأطفال إلى إخفاء الأمور على أمهاتهم، فيخبرها بأنه نائم ويجلس أمام الجهاز الإلكتروني، ويعتاد على الكذب وبعض السلوكيات السيئة الأخرى.
أضرار صحية: قضاء الأطفال ساعات أمام شاشات التلفاز أو اللابتوب أو حتى الهواتف الذكية تعرض الطفل للأشعة المنبعثة منها مما يؤدي إلي ضعف النظر و تحسس العين، هذا بالإضافة إلى مشاكل صحية أخرى مثل السمنة لكثرة جلوس الأطفال و تناولهم الأطعمة الكثيرة دون إدراك الكمية.
الانفتاح غير المحدود: من خلال الأجهزة التكنولوجية و الانترنت قد يتعرض الطفل لمحتوى غير لائق لعمره فهو عالم مفتوح ليس له حدود أو شروط و مع سن الأطفال الصغير لا يدركون كيفية التمييز بين ما هو صحيح و خاطئ مما يؤثر بالطبع في سلوكياتهم.
اكتساب العنف: قد يكتسب الطفل العنف و ذلك نتيجة لمشاهدته بعض الأفلام التي تقدم مشاهد عنف بشكل أو بآخر أو عن طريق الألعاب التي تتضمن حروب أو قتل وعادة ما يتأثر الطفل بما يشاهده بل و يحاول ممارسته في الحياة الواقعية.
و هنا يأتي دور الآباء في توجيه ورعاية الأطفال للحد من أضرار التكنولوجيا و أجهزتها الحديثة عليهم حيث أن الإفراط في استخدام أي شي يقلب مزاياه إلي عيوب وأضرار.
طرق التحكم في استخدام الطفل للأجهزة الذكية
تدرك كل أم أهمية تلك الأجهزة الذكية في حياة أبناءها، حيث أنها تلعب دوراً كبيراً في تعليمهم وتطوير عقلهم ونموهم، ولكن يجب أن نتحكم في جلوسهم أمام هذه الأجهزة حتى لا تتحول هذه المزايا إلى عيوب تضر بالطفل.
فيجب علي كل اسرة إيجاد البدائل المناسبة للطفل
يصعب على الأم أن تقول لطفلها لا تجلس أمام الجهاز اللوحي الان، ولكن الأسهل أن توجد له بدائل ممتعة أيضاً، فتطلب منه أن يصنع لعبة ورقية، ويمكن استغلال التكنولوجيا في طباعة خطوات صنع دمية أو أي شخصية كرتونية يحبها الطفل.
اجعليه يتحمل مسؤولية
في حالة انشغالك ببعض الأمور بالمطبخ، فيمكن أن تطلبي من طفلك مساعدتك في إنجاز بعض المهام، مثل ترتيب بعض الأغراض، فهذا يجعله يشعر بتحمل المسؤولية، وفي نفس الوقت يستمتع بها.
ولكن يجب أن يكون هذا تحت إشرافك ومتابعتك، حتى لا يضر بنفسه.
شاركيه اللعب
بدلاً من أن تمنعي طفلك تماماً من استخدام الأجهزة الذكية ، قومي بمشاركته في اللعب، حتى يكون التوجيه للتعلم وليس لإضاعة الوقت.
اقترحي عليه تجربة لعبة تعليمية جديدة على الجهاز اللوحي، حتى تجعليه يفضل الألعاب المفيدة عن تلك التي لا جدوى لها.
وينطبق هذا أيضاً على المحتوى الذي يشاهده، فلابد أن يكون ملائما له ولعمره، لأن هناك محتويات تظهر للطفل بشكل تلقائي وتجدب انتباهه، ولكنها في الحقيقة لا تناسبه وتعمله بعض التصرفات السلبية مثل العنف، أو السلوكيات التي لا تتلاءم مع مجتمعاتنا العربية.
ممارسة الأنشطة والهوايات
تعتبر الأنشطة المختلفة هي سبيلك لجعل الطفل يترك الأجهزة الذكية قليلاً، فجعليه يمارس الهواية التي يحبها، وكذلك النشاط الرياضي الذي يميل له، فهذا أفضل بكثير من جلوسه في المنزل وشعوره بالملل وبالتالي اللجوء إلى الجلوس لفترات طويلة أمام الأجهزة الرقمية.
وإذا شعرتي بأن لدى طفلك موهبة ما، فلتدعميها بالأجهزة التي تحتاجها، فمثلاً إذا كان طفلك يحب العزف، فلتحضري له الة العزف التي يفضلها، حتى ولو كانت الة صغيرة للمبتدئين وليست للمحترفين.
تحديد أوقات محددة للطفل
إذا إعتاد الطفل على أنه حر في التصرف بشكل كامل، وأمامه الفرصة للجلوس على الأجهزة الرقمية كما يشاء، فإنه يصعب عليك التحكم بالأمر فيما بعد عندما تجديه يزداد عن الحد.
لذلك، فمن البداية يجب أن تحددي لطفلك وقت لهذه الأجهزة، ووقت للمذاكرة، ولتناول الطعام، ووقت للنوم، ليصبح يومه منظماً.
ويفضل ألا يزيد وقت الأجهزة الإلكترونية عن ساعة يومياً، وتحدثي مع طفلك ووضحي له لماذا يجب ألا يفعل هذا، فمن الضروري أن تصل له وجهة نظرك وتتناقشي معه بدلاً من أن تقولي له لا تفعل هذا بدون أسباب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى