غير مصنف

عصيت مني الشوق

عصيت مني الشوق
بقلم مصطفى سبتة 
انا من نثرت الشوق فوق دروبك
ومن استجاب القلب خفقه بهواك
علمتني في البعد عنك توهما
دون رؤاك كيف أحيا ناعما برباك
وسقيتني بعض الملامة راغما
عصيت مني الشوق يا رحماك
وغلبتني في كل واد سرت به
وشوقي في الدروب يتبع خطاك
أنرت حين سرى طيف منك أودية
إلا وادي هواك من عنه خلاك
أموت شوقا حين تنظرني عين لك
فقل لي بربك أسحر ترى غشاك
رأى الفؤاد في هواك مصاعبا
لكنه عند اللقاء يتنسم لشذاك
وكل صيب في هواك ناعم
ودت روابي الشوق منك لقاك
ترى الزهور بكل واد أينعت
غنت إليك بلحن قد تغناك
تتعلل بين المودة والجفا
وليس الجفا إن كان من سجاياك
فأنت النعيم في حياة مقفرات
وفي البعد نار من عطاياك
ألست أنت القلب مني يسكن
فلما العذاب يأتي من هداياك
أخاف الهمس أن تبدو لديا
وكل الهمس لو كان خفيا يراك
أرى الحبة في هواهم خاصموا
إلاه قلبي ما تخاصم ما عصاك
يبيت ليلا في عذابات الضنا
هلا عدلت فقلبي من رعاياك
نثرت شوقي حبا سأزرعه
بكل واد فيه ظل محياك
عسى الأيام بعد البعد تجمعنا
فتنبت الورد غضا فيه شذاك
وتجمع الطير حرا في حديقتنا
يغني للهوى فيا طيب لقياك
يموت الأحمق فينا عيظا لا نراه
ويبقى الحب موفورا سماك
قميئ القلب قد ضاقت حجاه
وأعمي العين أعماه ضياك
فلا تثريب إن تبدو ضلالات
فرب العرش للحسن إصطفاك

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى