القطيعة بين الإخوة وذوي الأرحام أشد تحريما
القطيعة بين الإخوة وذوي الأرحام أشد تحريما
كتب : حمدى صابر احمد
في الآونة الأخيرة بدأت ظاهرة اجتماعيَّة في الظُّهور على السَّطح بشكل مُقلق وهي “تأزّم العلاقات بين الإخوان والأخوات
الأخوة ليست علاقات صداقة تُنهيها حين يغدر بك الصَّديق ويخون هي دمٌ يجري في عروقك، لذلك حتّى لو تجاهلت وجوده في حياتك فستصرخ كريات الدَّم في عروقك لتشعرك بالحنين إليه
يقول صلَّى الله عليه وسلَّم (ليس الواصلُ بالمُكافئ) فإنْ زرتني زرتك وإنْ أعطيتني أعطيتك .. وإنْ أحسنت إليّ أحسنت إليك .. فمنْ يقيسون عطاء الأخوة بقانون الأخذ والعطاء لنْ يحصدوا سوى جفاف المشاعر وتصحُّر الأحاسيس وتباعد المسافات
من الضَّروري أنْ تضع خطوطاً حمراء لزوجتك (أو لزوجكِ) ولأبنائك وبناتك حين يكبروا ولا تسمح لهم بتجاوزها فيما يختصّ بإخوانك وأخواتك فأغلبُ مشكلات القطيعة بين الأخوة تكمن في تدخّل الزَّوجات أو الأزواج والأبناء والبنات وإيغار صدور الأخوة على بعضهم البعض.
لذلك لا تسمحْ لهم أو لغيرهم أنْ يتدخّلوا في تشكيل إطار علاقتك بأخوتك ويدفعوا بك نحو طريق القطيعة والبُعد.
وإذا ما سمحت بذلك فسترى المشهدَ نفسه يتكرَّر بين أبنائك والقطيعة تدبُّ بينهم وأنت تتحسَّر عليهم روعة الأخوة أنْ تُشعر أختك أو أخاك بقيمته في حياتك .. باشتياقك له بأنَّ أمره وهمومه ومشكلاته تعنيك .. بأنّ دموعه تنحدر من عينيك قبل عينيه أنْ تسنده قبل أن يسقط أنْ تكون عكّازه قبل أنْ يطلب منك ذلك.
الأخوة ليست أسماءً مرصوصة في بطاقة رسميَّة ولا أوراقاً مرسومةً في شجرة العائلة ولا أرقاماً هاتفيَّة مُسجَّلة في هاتفك.
أنتم أخوة حملتكم الرَّحم نفسها، وأرضعتكم الأمّ نفسها، وعشتم في البيت نفسه، وأكلتم من الصَّحن نفسه، وشربتُم من الكأس نفسها، واحتفظتم بالذّكريات نفسها، ولذلك لنْ تستطيع أنْ تمحو كلَّ ذلك، وحتّى لو حاولت ستشعُر في نهاية كل يوم بتأنيب الضَّمير فالدَّم الذي يسري في عروقك سيشعرك بالحنين لإخوة يُقاسمونك كريات دمك نفسها فإيَّاكَ ثم إيَّاكَ أنْ تُفرِّط بأخوتك من أجل أيِّ شيءٍ في هذه الدّنيا فكلّ شيءٍ يمكن تعويضه .. الزّوج يأتي بداله زوج آخر والأبناء يأتي غيرهم من الأبناء ولكن أخوتك إن ذهبوا فلن يأتي غيرهم وبرُّ الأم إنْ ماتت نوصله في برّ الخالة وبرًّ الأب يوصل في برّ العم .. فأيُّ دين غير إسلامنا يهتم بقوَّة الرَّوابط بين الأخوة فهنيئاً لكلِّ واصلِ رحم.