الطب مهنة العظماء
كتب/الدكتور:مصطفي العوامي
وصاحبها يربط الله على قلبه ، ويمن عليه بالحكمة
حتى صار الطبيب يلقب بالحكيم
وهذه الحكمة لم تأت من فراغ ، ولكنها أتت بعد صبر ومشقة
وعناء وسهر لسنوات طوال وتدريب أطول
ووهبهم الناس العمر بأكمله
فقلما تجد طبيبا سيئا أو صاحب أخلاق مشينة
فأغلب من يتخرج من كلية الطب تتغلغل الرحمة في قلبه
لأنه يعيش مع التأوهات وألحان الآهات
فتنبت عين الرحمة في شقاق صدره
فيرى بها كل من حوله و تستبعد رؤية النفس
وتجنب الكيان وتقصي العنجهية الكاذبة
والغطرسة الآثمة التي تفتك بكل شعور نبيل
فتكون هذه العين هي المرشد والدليل
والهادي والبشير
فتهديه تارة إلى الخير حيث كان ؛ وإن كان يخالف فيها قانون المهنة وأساسيات قواعد عمله
وتبشره تارة بسعادة الفؤاد الذي يرقص طربا إثر سببيته في تخفيف ألم مريض
ويتهلل فرحا إثر دعوة فقير لا يقوى على تكاليف العلاج
الباهظة والتي لا تتاح إلا لعلية القوم ، ويرضى عن نفسه بعد
خروجه من غرفة العمليات التي لا يخرج منها منذ التاسعة
صباحا حتى الثانية عشر ليلا فتحتضنه عيون ذوي هذه
الحالات بالحب والتقدير والإشادة
فتنهال دعواتهم عليه بطول العمر وجزاء الرب ورفع مكانته
بين عباد الرحمن التي تخرج من قلوبهم قبل ألسنتهم
تتسع هذه العين مرة بعد الأخرى
حتى يرى بها العالم أجمع لينشر رسالة الحب والسلام
والسعادة والأمان ليعلي عين الرحمة فوق تلكم
الموجات الحسية ولتحيا كل المشاعر النبيلة المعنوية
وهذه العين تتغاضى عن المرتب الذي يتقاضاه الطبيب
والذي يكفيه لوسائل مواصلاته مع وجبة فطوره كل يوم
وتتغاضى عن مصاريفه الشخصية ومصاريف من يعول
والجميع يعلم أنه لكي يجني الطبيب المال لابد أن يفني قرابة
الخمسة عشرة عاما في هذا المجال وبعدها يبدأ في تكوين
حياته المادية وتكون حياته العمرية في طريقها للنفاذ
في هذه المجال تتطرق عين الرحمة على جميع أولادها
ومما لامسته بنفسي مع الطبيب المحترم الجميل
د/ عمرو خيري
الذى وهب الجميع ابتسامته التي تخرج من صفاء القلب وسماحته
التقيت به في غرفة عمليات جراحة التجميل بمستشفى المنيا الجامعي
والتي أصبحت هذه الغرفة حياته هو ورفاقه
ومن هنا رأيت عين الرحمة ترسم الأمل على وجوه البأسين وتكتب الفرحة على نفوس الخائبين
راجيا أن ينظر كل من تقلد أمرا أن ينظر إلى الآخرين بهذه العين التي لا تومأ أبدا
زر الذهاب إلى الأعلى