أهالى دكرنس بين التشاؤم والتفاؤل الجزء الثاني : عدم توحيد الرأي والصف
أهالى دكرنس بين التشاؤم والتفاؤل
الجزء الثاني : عدم توحيد الرأي والصف
طارق سالم
لا شك أن التفاؤل والتشاؤم يؤثران في السلوك الإنساني من نواحٍ عدة حيثُ تسيطر على الفرد أحيانًا نزعة إلى توقع الخير والسرور وأحيانًا تغلب عليه نزعة إلى توقع الشر وسوء الطالع (مع أن الإسلام ينهى عن التشاؤم: «لا تشاؤم ولا طيرة») وهذا يعني أنّ التفاؤل والتشاؤم لهما تأثير في السلوك الإنساني وفي الحالة النفسية للفرد وفي توقعاته بالنسبة للحاضر والمستقبل سواء كانت تفاؤلية أو تشاؤمية.
· منذ زمن ليس بالبعيد كان بندر دكرنس على قلب رجل واحد ورأى واحد يعمل للصالح العام ويوقر كبيرهم ورموزهم التى كانت تحمل على أعناقها حل مشاكله وتطويره وتوصيل صوته إلى المسئولين بالدولة من خلال عضوية مجلش الشعب أو المحليات ولنا في بندر دكرنس كثير من هؤلاء الرموز والقيادات التى كان البندر يفتخر بهم ويعلو من شأنهم ويقف من خلفهم بود وحب حتى تتحسن خدمات البندر وتتحسن الحالة المعيشية للأهالى وتقديم يد العون لكل محتاج من خلال التكافل الإجتماعى بينهم من خلال وحدة الصف وتوحيد الرأى وكان أهالى البندر في سعادة بالغة عند لقاء هؤلاء الرموز التى عملت على إسعادهم وتنفيذ رغباتهم وطلباتهم .
· ومرت الايام والسنون وتغير حال البندر من حال إلى حال ولم يتبنى شخصية تواصل المشوار في قضاء حاجاته وطلباته وخدماته واصبح البندر عاق لا ينجب مثل هذه الرموز التى منهم من رحل ومنهم من على قيد الحياة واصبحت ساحته خاوية حتى من العشب الأخضر الذي يسر الأعين ويسعد القلب ويبعث الأمل في أهله وبلده .
· أصبح أهالى البندر اليوم في شتات من أمرهم والكل يتسابق ويلهث وراء مصالحه الشخصية وفقط حتى ولو على حساب بلده واصبح أهالى البندر بلا ساحات سياسية يمارس فيها حقهم السياسي والوطنى بل ذهبوا ليمارسوها خارج أرضهم دون النظر للمكسب أو الخسارة منهم من هو يريد التقرب والتمسح لساحات الأخرين وفقط وقضاء حاجته وهو لا يحسن اللعب اصلا ولا لديه مهارات تعينه على النزول إلى هذه الساحات ولكنه يعامل كمتفرج تابع يصفق ويهلل بالمدرجات التى لو أمعن النظر بجدية من حوله لم يجد غيره بهذا المدرج وصوته لم يسمع وتصفيقه لم يؤثر على من بالساحة ولا يعلم أنه هو الخاسر الأول بين أهالى البندر والكل ينظر إليه نظرة الوصولى المنتفع وعندما تقدم له النصيحة بلدك أهم يتمطع وكأنه بقربه وتمسحه ملك الدنيا وما عليها ويقول ياعم أنا ليا مصالح وبس البلد مش هتتغير للأسف .
· بندر دكرنس اليوم يبكى على ليلاه بعد فوات الأوان ويقولون ياليتنا تبنينا من بيننا شخص ذو شخصية ومنصب وجاه وعقل ذو حكمة وفكر يوافق ثقافة هذا البندر ولكنه فشل وفشلت معه كل المحاولات في هذا التبنى وعندما حان الوقت لتصحيح المسار والتفكير في التبنى واختيار شخصية من بينهم تراى أهالى البندر في شتات وانقسام بالرأى والصف لأن أصبحت المادة هي الطاغية بالإختيار والمال السياسي هو الذي يجذب البعض من الأهالى الذين يرون أن صاحب هذا المال هو النافع المعين ويتمسكون برايهم لأنهم هم المنتفعين من هذا المال لفترات طويلة من بداية المشوار الترشحى ولأخره حتى ولم يحصل على هذا المقعد الذي تم الترشح من أجله وهنالك يفر هؤلاء من حوله بعد ما اكتسبوا المال ولم يعبأو بما حدث لمن كان من إختيارهم .
وأتمنى من أهالى بندر دكرنس كل الأمنيات والرجاء على توحيد الصف والرأى من أجل الصالح العام وقضاء حوائج البندر الذي يفتقد الكثير من الخدمات في جميع المجالات والعمل على تبنى شخصية منه والوقوف خلفها شخصية مجردة من كافة الشبهات المالية والعقائدية والفكرية شخصية جادة ذو رأى ومعرفة بمواطن الأمور شخصية مثقفة عالمة بالقوانين والحقوق التى تسمح له جلب حقوق البندر الخدمية والصحية والتعليمية والمحلية التى تنعكس بالطبع على الأهالى وتتحسن معيشتهم وحياتهم ومستقبل أولا دهم شخصية محبوبة من بين أهالى البندر ليس عليها شائبة يتوافق عليه الجميع يدا واحدة وقلب واحد ورأى واحد .
وهنا عند التوافق والترشح لهذا الشخص أتمنى أن يتوارى الأخر الذي يريد أن يخوض هذه التجربة للخلف ويترك ساحة البندر لإعادة العشب الأخضر لها مرة أخرى ويعم التفاؤل بين أهالى البندر وتختفى نبرات التشاؤم الذي مكث في قلوبهم سنوات طوال .
هل أنتم أهل هذا البندر قادرون على توحيد الصف والرأى ونتعلم من السنوات العجاف ؟