مقالات وتقارير

بردة البوصيري“.. القصيدة العجيبة في مدح النبي

بردة البوصيري“.. القصيدة العجيبة في مدح النبي
كتب // هشام حسن
اسيوط _ مصر
في القرن السابع الهجري، الحادي عشر الميلادي، كان يعيش مداح وصوفي يقرض الشعر في محبة رسولنا الكريم ”محمد“ صلى الله عليه وسلم، يدعى محمد بن سعيد البوصيري، نسبة إلى بلدته أبو صير، بين الفيوم وبني سويف، بمصر، لأسرة ترجع جذورها إلى قبيلة ”صنهاجة“، إحدى قبائل البربر، ثم انتقل بعد ذلك إلى القاهرة حيث تلقى علوم العربية والأدب.
”البوصيري“، أصابه شلل نصفي، ففكر في إنشاد قصيدة، يستشفع بها إلى الله في أن يعافيه، وكرر إنشادها، وأكثر من دعاه، وتوسلاته، وذات ليلة نام ”البوصيري“، فرأى النبي ”محمد“ صلى الله عليه وسلم، يمسح على وجهه بيده المباركة، وألقى عليّه بردة، ليستيقظ البوصيري فيجد نفسه قد برؤ من الفالج ”الشلل“، وعاد إلى الحركة، وهذا هو السبب الرئيس لتسمية قصيدته في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وطلب شفاعته لشفاء سقم جسده بالبردة، وتسمى أيضاً ”بالميمية“ لأن آخر قافيتها حرف الميم والقصيدة اسمها ”الكواكب الدرية في مدح خير البرية“.
وللإمام البوصيري، ديوان من الشعر المنظوم المختلف الأغراض، وبه الكثير من المدائح النبوية، وأشهرها قصيدتاه ”الميمية“ أو ”البردة“، و“الهمزية“، وهي القصيدة المسماه ”أم القرى في مدح خير الورى“، وهذا الديوان، تم طبعه أكثر من مرة، وهناك طبعات شتى في عصرنا الحالي، والقصيدة تقع في أكثر من 450 بيتاً،
ولقد أجمع معظم الباحثين على أن قصيدة البردة، أو قصيدة البُرأة أو الكواكب الدريَّة في مدح خير البرية للإمام البوصيري من أفضل وأعجب قصائد المديح النبوي إن لم تكن أفضلها، حتى قيل: إنها أشهر قصيدة مدح في الشعر العربي بين العامة والخاصة، وقد انتشرت هذه القصيدة انتشارًا واسعًا في البلاد الإسلامية، يقرأها بعض المسلمين في معظم بلاد الإسلام كل ليلة جمعة، وأقام لها الصوفيون مجالس عرفت بـ“البردة الشريفة“، أو مجالس الصلاة على النبي.
يقول العالم الجليل، الإمام ”السيوطي“ عن قصيدة البردة للإمام البوصيري:
كان البوصيري، رحمه الله تعالى من عجائب الله في النظم النثرية وإن لم يكن له إلا قصيدته المشهورة بالبردة، تكفيه فخرًا، وكذلك قصيدته الهمزية البديعة، وقد ازدادت شهرة البردة حتى أن الناس أصبحوا يتدارسونها في المساجد.
تقع قصيدة البردة في 160 بيتاً وتتناول 10 موضوعات منها: في مدح سيد المرسلين، في مولــده، في معجزاته، في شـرف القرآن ومدحه، في جهاد النبي، في التوسل بالنبي، في المناجاة وعرض الحاجات.
ومن أشهر أبيات بردة الإمام البوصيري:
مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدًا علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
ظلمت سنة من أحيا الظلام إلــــــــــى أن اشتكت قدماه الضر مــــــن ورم
وشدَّ من سغب أحشائه وطــــــــــوى تحت الحجارة كشحاً متـــــرف الأدم
وراودته الجبال الشم من ذهــــــــــبٍ عن نفسه فأراها أيما شـــــــــــــــمم
وأكدت زهده فيها ضرورتـــــــــــــــه إن الضرورة لا تعدو على العصــــم
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة مـــن لولاه لم تخرج الدنيا من العـــــــــدمِ
وعلى الرغم من أن بردة البوصيري، لها هذا التبجيل والمكانة الأدبية، إلا أن علماء السلفية عابوا على القصيدة ما يرون أنه غلو في مدح النبي محمد.
وقد ترجمت بردة البوصيري الى عدة لغات، منها الإنجليزية والفرنسية و الألمانية والتركية والهندية والفارسية وغيرها، لما تحظى به من مكانة روحية وفكرية كبيرة، جعلتها أيقونة المديح النبوي عابرة لـ800 قرن من الزمان، منذ أن خطها الإمام البوصيري، في القرن السابع الهجري.
أما التأثير العجيب لقصيدة البردة للإمام البوصيري، فقد كان كبيراً حيث ألهمت البردة الكثيرين من الشعراء والأدباء والعوام على مر العصور، وأشهر من نهج على نهج البوصيري ”الماوردي“، في مؤلفه كشف الغمة في مدح سيد الأمة ”ونظم أيضاً على نهجها أمير الشعراء أحمد شوقي قصيدة الشهيرة ”نهج البردة“ ومطلعها..ريمً على القاعِ بين البانِ والعلمِ
عاش الإمام البوصيري سنواته الأخيرة، في مدينة الإسكندرية ملازماً للصوفي الكبير ”أبو العباس المرسي“، ومعه رفيق الدرب، ابن عطاء الله السكندري، ولازم البوصيري، أستاذه وأخذ عنه ومدح رسول الله عليه الصلاة والسلام، وذاع صيته وملأت قصائده الآفاق.
تُوفِّي البوصيري بالإسكندرية عن عمر بلغ 87 عامًا ودفن بمسجده على شاطىء البحر بحي الأنفوشي في منطقة ميدان المساجد، وفي مواجهة مسجد أبي العباس المرسي، ويأخذ نفس الشكل المعماري تقريباً، حيث ضريحه، الذي أصبح مزاراً للمحبين من جميع أنحاء العالم الإسلامي.
المصدر: – إرم نيوز
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين
وكل عام والامه الاسلاميه والعالم اجمع بسلام وامان بمناسبة مولد رسول السلام سيد نا محمد صل الله عليه وسلم
حفظ الله مصر المأمنة بأل البيت

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى