غير مصنف

ياأهل السنة رفقاً بأهل السنة

ياأهل السنة رفقاً بأهل السنة
بقلم مصطفى سبتة
وكم قد رأينا من أناسٍ بِجهلِهم
لأشياخِهِم في كُلِّ قولٍ تعصَّبوا
فما الرأيُ إلا رأيهُم دون غيرِهِم
وإن قال فقهاً غيرَ ذا القولُ مذهبُ
وإن قُلتُ: هذا القولُ قالت بغيرِهِ
مشايخُ، قالوا: بدعةٌ ليسَ تُحجَبُ
فلانٌ علـى سـوءٍ وشـرٍ وبدعـةٍ
وذاك خبيثٌ سيِّءُ الصّيتِ مُذنِبُ
وإن قلتُ: فَريُ العالِمِينَ انتقاصُهم
وغيبةَ أهلِ العلمِ نصحاً تجنَّبُوا
وما فـي عبـادِ اللـه وافٍ وكامـلٌ
ومن ذا الذي في الكون ما فيه مثلبُ؟!
لقالوا فلانٌ شيخنا ليسَ في الورى
قرينٌ لهُ بالفضـلِ والخـيرِ ينسـبُ
تملَّـكَ عِلـمَ الـدينِ فِقهـاً وحِكمـةً
معينٌ وبحرٌ دافقٌ ليس ينضبُ
ونحنُ نجومٌ للورى ليس تنطفي
ونحنُ شموسٌ لا يُواريهن غَيهبُ
وقد قالها خيرُ الورى في حديثِهِ
بأنَّ الهدى في أمة ليس يَذهبُ
وإن كانتِ الأحزابُ فيهم تفرَّقَت
بِبِضعٍ معَ السبعينَ فِرقاً تحزَّبوا
فنحنُ هنا الناجونَ لا ليسَ غيرُنا
ونحنُ على نهجِ النبيِّينَ أقربُ
أما والذي لا رب في الكون غيرُهُ
لقد حَرَّضَ الأعداءُ حقداً وألَّبُوا
وقد سرَّهُم في ذي الحياةِ- انقسامُنا
ونحنُ – علـى حبلِ الحمـاقات – نلعبُ
فرفقاً بأهلِ الخيرِ من كُلِّ فِرقَةٍ
فهم أخوةٌ أيضاً وللحق ما أَبَو
وخلُّوا سهامَ القدحِ تأوي جرابَها
يُرَح منكمُ – في الذمِّ – نابٌ ومِخلَبُ
وإن بان عَيبٌ لا تسلُّوا سيوفَكم
– بجرحٍ وتعديلٍ علينا – وتضرِبوا
وما الخيرُ في ذمِّ امرئٍ ليسَ ذنبُهُ
سوى أنَّهُ في غيرِ ذا الشَّقِّ يرغبُ
ويا قادحاً بالعيبِ مِنَّا مشايخاً
تَرَفَّق فهُم للناسِ في الموجِ مركبُ
فإن وُفِّقُوا للحقِّ بعدَ اجتهادِهم
لهم أجرُهُم بالضّعفِ في اللوحِ يُكتَبُ
وإن أخطأوا فالأجرُ وافٍ حصولُهُ
وأبئسْ بشخصٍ هفوةَ الشيخِ يَرقُبُ
فكم قد صَدَرنا دُونَ علمٌ برأينا
ونحنُ لنا في الرأيِ جهلٌ مركَّبُ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى