شاكر أحمد عبد التواب البدوي البطل الحقيقي لفيلم الرصاصة لاتزال في جيبي.
شاكر أحمد عبد التواب البدوي البطل الحقيقي لفيلم الرصاصة لاتزال في جيبي.
كتب محمد حسن حمادة.
لم يكن الرقيب شاكر أحمد عبد التواب البدوي من أبناء الصمت ولم يقبل بضيم وذل وهوان نكسة 5 يونيو 1967. التي كتب له فيها القدر عمرا جديدا بعدما حصد الموت أرواح ثلاثة من زملائه استشهدوا وهم بجانبه في خندق واحد فجمع أشلائهم وقرر الثأر لهم وللوطن.
كان مقتنعا بأن العمر لحظة هذه اللحظة هي التي تفصل بين الرجال وأشباه الرجال، هذه اللحظة هي اللحظة الفاصلة بين الحلم والكابوس، بين الهزيمة والنصر، هي اللحظة التي يستعيد فيها الوطن كرامته وعزته وكبريائه، فوقف كالأبطال وبحسب رواية رفقاء سلاحه: كان يقتحم النيران والأخطار والصعاب لينقذ زملائه”.
قبيل العبور بسويعات نجحت ضفادعنا البشرية في سد فتحات (النابالم) التي كانت كفيلة بإلغاء وتدمير ونسف فكرة العبور إلا فتحة واحدة لم تسد، فدخل أحد جنود مصر الأبطال الشجعان وسد الفتحة برأسه ليفسح الطريق لإخوانه لعبور القناة بالقوارب المطاطية، فذاب كما يذوب الرصاص في النار، وعندما شاهد الرقيب شاكر أحمد عبد التواب البدوي هذا المشهد الأسطوري لم يتمالك نفسه فأخذ يبحث عن لحظة الاستشهادليلحلق بصاحبه، فصال وجال في المعركة، فعبر خط بارليف مستعينا بشحنة إيمانية وقودها صيحة (الله أكبر) ليفر الصهاينة أمامه كالجرذان.
ومن أحد الخنادق يضرب الجنود الصهاينة بقوة فيستأذن الرقيب شاكر أحمد عبد التواب البدوي قادته بتولي هذه المهمة وبالفعل وافقوا له فيشير لزملائه بالهدوء والتسلح بسلاح الصبر وانتظر حتي نفاذ ذخيرة الجنود الصهاينة ثم قام باقتحام الخندق ليقتل من فيه ويأسر أربعة جنود صهاينة.
كان البطل شاكر أحمد عبد التواب البدوي في طليعة الكتائب التي وطئت أقدامها أرض سيناء ورفعوا علم مصر عاليا خفاقا فوق أرض الفيروز ولكن مهلا فالرقيب شاكر أحمد عبد التواب البدوي دخل التاريخ من أوسع أبوابه بعدما تفرد بمشهد حصري نقلته عنه السينما المصرية في فيلم( الرصاصة لاتزال في جيبي ) للكاتب الفذ إحسان عبدالقدوس والمخرج القدير حسام الدين مصطفي وبطولة الفنان القدير محمود ياسين وحسين فهمي ويوسف شعبان ونجوي إبراهيم، فقبل أن يرفع بطلنا علم مصر كتب عليه بدمه( الله أكبر) هذا المشهد الذي كان (ماستر سين الفيلم ) مستوحي من بطلنا شاكر أحمد عبد التواب البدوي بحذافيره.
أما ماهو أغرب من الخيال، بعد انتهاء الحرب يقع الاختيار علي بطلنا شاكر أحمد عبد التواب البدوي ليشارك في تصوير الفيلم بجانب أبطاله، ولمً لا وهو البطل الحقيقي في الواقع وعلي أرض الميدان.
بعدها عاد البطل لقريته طنان محملا بأكاليل الغار والنصر لتستقبله بالفرح والزغاريد والطبل والزمر احتفاءً ببطلهم الذي جلب لهم الفخر والنصر.