مقالات وتقارير

داروين وخرافة أصل الأنواع

داروين وخرافة أصل الأنواع
كتب الدكتور/ عبدالعزيز آدم 
الباحث والمتخصص في علم النفس السلوكي
أثارت نظرية التطور لداروين ضجة كبيرة في علم الأحياء، ونتج عنها الكثير من اللغط في الأوساط العلمية، وبرغم أنها نالت ترحيب من بعض الملاحدة الذين يؤمنون بفرضية نشأة الكون والمخلوقات صدفة إلا انها قوبلت بالرفض التام من مجموعة معتبرة من العلماء، وكان الرفض مبني على أسس علمية واضحة يعتد بها، لم تلبث إلا أن أكد عليها العلم الحديث وقام بدحض هذه النظرية من جذورها.
تعتمد نظرية التطور على فرضية أن جميع المخلوقات الحية تنحدر من خلية واحدة (الاميبا- Ameba) وقد نشأت هذه الخلية الحية عن طريق الصدفة في ظروف استثنائية، وانحدرت منها مخلوقات أولية -وحيدة الخلية- ما لبثت أن تطورت عبر ملايين السنين إلى أشكال الحياة المختلفة التي نعرفها، اعتماداً على قانون الانتخاب الطبيعي. وبذلك ربطت هذه النظرية بين ظواهر طبيعية في صفات ونشاط الكائنات وتخيل ما كانت عليه في بداية تكوينها، وحتى نكون منصفين فإن بعض الحفريات أثبتت صحة فرضية تطور الكائنات عبر الزمن وهذا بالفعل ما تناولته العديد من النظريات العلمية المعتدلة، وهو بديهي وظاهر للعيان.
ولكن نظرية التطور تحديداً شابها الكثير من الخرافة التي ليس لها أي أساس علمي قبل أن تكون منافية لكل الأديان. مثال ذلك، عندما افترض داروين جهلا أن الإنسان نتج عن تطور أحد سلالات القردة العاليا (الرئيسات) ناهيك عن أعتباره أن أصل الإنسان وجميع الأحياء قبل ذلك هو تلك الخلية الحية التي نشات نتاجا لصدفة وهمية. وقد أثبت العلم أن خلايا وتكوين عقل الإنسان مغاير تماما في الصفة والوظيفة لمثيله في أي مخلوق آخر، وأن الصفات الجينية في كل الكائنات الحية مهما تم تهجينها أو تطوريها لا تعدو كونها صورة مغايرة أو مشوهه من الصورة الاساسية ولا ينتج عنها أبدا مخلوق مغاير. كمان أنه مع كل وسائل التقدم العلمي المذهل لم يستطع الانسان أن يصنع هذه الخلية المزعومة وبرغم من أنى أتناول هذه النظرية من منظور علمي بحت ولكن ما ذكرته طبقا لشواهد علمية موثقة يذكرني بالآية الكريمة “إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ” سورة الحج. ولكن داروين وغيره من المتنطعين دعاة الإلحاد أستغل جهلا التشابه الظاهري الممسوخ بين الإنسان وبعض الرئيسات من القردة العليا للتسليم بخرافة أن أصل الإنسان قرد، في حين أكد العلم على أن إحتمال تكون الخلية الحية (الاميبا- Ameba) بالصدفة هو صفر%.
ولسنا بصدد شرح نظرية داروين أو حتى تناولها بالنقد، فهذا الأمر قد قتل بحثا منذ ظهور هذه النظرية في منتصف القرن الثامن عشر، ولكن المغذي هو الرد على هذه الفئة من المتنطعين مروجي الإلحاد الذين يجدون ترحيبا من بعض وسائل الإعلام لبث سمهم في ثوابت العلم والدين معا، ويتخذون هذه النظرية ومثيلتها من الخرافات للتسليم بصدفية نشأة الكون والمخلوقات والترويج لهذه الأفكار الوهمية عن عناد وجهل. ولكن من يملك القليل من الفطنة لن يجاوزه اليقين في أن هذا الكون المعجز والمخلوقات بأنواعها التي لا تحصى، ليست أبدا نتاج لصدفة خرافية وإنما هي خلق من خالق عظيم لا يعجزه شيء وأقل من نقطة في مَحيط وقدرته، ونداء من هذا المنبر الإعلامي لكل الأقلام والأصوات الحرة بالتصدى معا لكيد هؤلاء بالعلم والفكر المستنير لنخرس ألسنتهم الملثوة بِسم نوياهم، وبهذا يتم استئصال هذه الأفكار المشوهة, لنبني متجتمع راسخ الفكر والبنيان.
“بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ” سورة البقرة (117)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى