بقلم / اشرف فوزى
لم يكن انتصار أكتوبر مجرد انتصارا عسكريا فقط ؛ بل كان اتتصارا لقيمة السلام ؛ وترسيخا لمبدأ السلم في العالم ، وترجمة للسالة الأخلاقية للامة المصرية . فيذكر التاريخ دائما أن مصر لم تكن على يوما داع للحرب والعنف والاحتلال ، ولم تكن يوما بلدا محتلا لارض الغير ولم تكن طرفا معتد .
ولكي نفك شفرات حرب اكتوبر المجيدة علينا العودة بالتاريخ الي ماقبلها بسنوات طويله لنكتشف أن التاريخ مترابط مع بعضه بسلسة طويلة وقوية من الأحداث والتشابكات الزمانيه والمكانيه . ودون الخوض في ملابسات التاريخ وارتباطات حرب اكتوبر بالاحداث والحروب العديدة التي سبقتها ؛ سنمر سريعا بحرب 48 واثرها على منطقة الشرق الأوسط ، وما نتج عنها من تغيرات سياسيه واستراتيجيه انعكست على الوضع في المنطقه ، مرورا بحرب 56 والتي بدأت ترسخ فعليا لفكرة وضع مصر على خط المواجهه المباشرة مع العدو الصهيوني ، وصولا الي نكسة 67 والتي كاتت بمثابة الزلزال بالنسبه للمصريين .
ولكن كان ذلك الجيل على قدر الحدث وتحمل الامانه بكل مسؤلية وشجاعه وصبر رغم الألم والمرارة ورغم الصورة القاتمه وغياب الأمل وهول الحدث ، إتحد الجميع وعبرت مصر والأمة العربيه عبورا تاريخيا نحو النصر .
ومن يتأمل في تلك الحرب المجيدة وماقبلها من السنوات الست التى لم تخلو ايضا من اتتصارات وبطولات سطرها أبناء الحيش المصري في أصعب حرب يمكن لجيش نظامي أن يخوضها بهذه الإمكانيات الضئيله ؛ وهي حرب الاستنزاف الشاقه والتي أنهكت العدو بشكل واضح جدا .
اليوم ونحن في 2019 أجلس متأملا في عير التاريخ وسيرة الاجيال الماضيه واقارن وافكر لقد تحمل الاباء نكسة 67 وكانو على قدر المسؤلية وقامت القوات المسلحة بتخطى اثار الهزيمة وبناء نفسها وأعاد المجتمع شحن طاقته المعنوية بأسرع مما يتخيل أحد وناضلو وانتصرو في 73 ؛ وسلمو الأمانه من جيل إلي جيل وصولا إلى جيل الشباب. وهانحن2019
ولقد مرنا بحرب أخري تحمل آلامها ومرارتها وهي حرب الإرهاب ؛والشائعات وتزييف الوعى ولكن ليس كل الجيل فكان قسما من هذا الجيل قد وقع فريسة سهلة للحرب الفكرية ؛ حرب المعلومة والاعلام وتكتيكات حروب الجيل الرابع .
وكان وعي الشعب وثقته في قواتة المسلحة هي الركيزة الأهم في سبيل تخطى هذه المحنه ، واستطاع الشعب أن يطهر صفوفه من الخونة والمرتزقه وأن يتعافي الوطن بأسرع مما يتخيل احد .
وانا اعتبر أن انتصار مصر على الارهاب لا يقل ابدا في اثره عن نصر اكتوبر ، ولكن للأسف الشديد نجد البعض لا يزال واقعا تحت تاثير دعاية العدو المزيفه بالديموقراطية المزعومة ؛ وماهي الا شعارت يتخفى خلفها الخونة والمرتزقة وعملاء العدو باستراتيجيات جديدة وهى حرب المعلومات واحتلال العقول .
: في حرب اكتوبر تخطت القوات المسلحة محنة الأمة المصرية بمؤازرة الشعب وعبرنا إلى النصر في 6سنوات فقط رغم المؤامرة الدولية وهي ضعف التسليح و الامكانيات المحدودة ولكن انتصرت الإرادة المصرية….