يامن رحلتي بأعماقي
بقلم مصطفى سبتة
طاف العقل ببلاد لا تتكلم
كان التأمل حديث المتكلم
زرت دول النمل كي اتعلم
ان العمل للجميع قد تقسم
كلهم في نظام قد تنظم
لاأحد فيها منها يتظلم
لاأحد فيها منها يتألم
نعم الخالق لها المعلم
الذي وهب فطره تعلم
من يريد ان يتعلم.
مكثت وقتا قصير بدوله الصراصير
تراهم فرادي بالدرب والمسير
ان اجتمعوا فلا قائد او نذير
اصواتهم تعلو بالظلام تصفير
يعيشون بخوف من المصير
فالقذاره مكانهم الحقير
فلن اعود إذ لبسوا حرير
فالثوب لايزل يخفي صراصير.
لبست التاج قبل تخطي الحدود
لمملكه النحل التي تهب وتجود
فأخفيت وجهي من لسع الخدود
قلت للحرس فأ طياف الشهود
اريد الملكه في قصرها المعهود
حملوني الي الوادي البعيد
حيث تتراقص الذهور في عيد
قلت إحساسا فشعور جديد
عزف البلبل لحنه السعيد
غني الكروان لنا النشيد
العبير يرحب ترحابا شديد
الملكه تمتص بحبهم ماتريد
بعد الحفاوه سلام بسلام
الملكه تشرح لنا النظام
التأمل يترجم الكلام
مرحبا بشاعر الإلهام
الطبيعه مأوي الفنان
سنهديك لغه البيان
امرنا الرب الا ننام
ان نعمل كل الأيام
نمتص رحيق الذهور
بالأمر صار وكان
عسلا لكل لسان
من بطوننا للإنسان
اسألوا الزمان او الأيام
مامن طيور او حيوان
أحب نفسه او خان
فقد وهب حياته
تضحيه وبرهان تسبيحا للرحمن
لا عبور للحدود لوطن الأسود
لا ميثاق لاقسم لا عهود
الخيانه طبعهم دوما يسود
البطانه من ذئاب من سباع من فهود
النفاق فالرياء واضح برقصات القرود
الغريزه الشريعه دماء منذ العهود
من يزور من يخاطر لن يعود عودتي
عدت من رحلتي بوداعي نسمات العبير
هتفت الطبيعه تنادي وتقول ياسمير
لقد اردناك لنا السفير
التأمل يردد ويشير
يلفت نظري للتفكير
صفق الشجر والنخيل
حينما اصبحت وزير
الطير يغرد ويميل
الصمت يجيد التعبير
كاد القلب مني يطير
من الحفاوه والتقدير
زر الذهاب إلى الأعلى