مقالات وتقارير
فارس الأحلام
فارس الأحلام
الكاتبة فاطمة المصرى
إن العروسة التى تحلم دائماً بفارس الأحلام الذى يخطفها على حصانه الأبيض لا تعرف جيداً معنى الزواج ومواصفات العريس
المناسب لها والآن مع تطور التكنولوجيا أصبح الحصان سيارة مرسيدس والعش شقة فيها غرف كثيرة وحمامات وفى الواقع
هذا الحلم يجب أن يكون فى المعقول ولا داعى للبنت أن تغالى فى طلباتها وتتمنى أن
تحقق كل أحلامها عن طريق هذا العريس فهو ليس بيده مصباح علاء الدين ليحقق لها كل
ما تتمناه ويجب أن تدرك جيداً ظروفه وتقدرها لإن الحياة صعبة وثمن الجهاز والشقة
المطلوبة من العريس والأسعار غالية جداً عن الماضى فكانت الطلبات بسيطة والعروسة
ترضى بالقليل وهى سعيدة ومقتنعة إن أهم شئ فى الزواج هو الإهتمام والتفاهم
ويكون العريس على خلق ولكن حالياً التركيز على العريس الذى يملك شقة ويستطيع
فرشها بشكل رائع وفى هذه الحالة يكون عدد قليل من الشباب الذى يملك كل هذا ولكن
الأغلبية ليس لديهم هذه الإمكانيات العالية ومرتفعة التكاليف فالشاب الذى يبدأ حياته
يكون قد أتم دراسته الجامعية ويعمل فى اى عمل ولا يكتسب منه الكثير الذى يستطيع
أن يحقق الشقة وباقى الطلبات التى يطلبها أهل العروسة ويجب على أهل العروسة أن
تختار مكان الشقة بما يتناسب مع حالة العريس وإمكانياته وتبعد عن المغالاة وتختار
لإبنتها الزوج المحترم المهذب الذى يراعى الله فى إبنتهم ولا يبحثون عن زوج غنى فقط
يستطيع شراء الشقة وباقى الطلبات دون أن يهتموا بالسؤال عنه وعن أسرته وسيرته
بين الناس وفى عمله وسط زملائه لإن إختيار شريك الحياة أهم من الماديات وبمرور
الوقت يستطيع أن يعمل ويجتهد ويشترى لبيته وأولاده الطلبات لكن بحكمة وعقلانية
ونجد فى هذه الأيام الطلبات الكثيرة فى تصميم العروسة على شبكة ذهبية غالية الثمن
وعدم مراعاة الغلاء فى ثمن الذهب حالياً أيضاً الفرح تختار مكان غالى لا يستطيع
العريس دفع كل هذه التكاليف من شبكة وفرح وفستان وبدلة وشقه وفرشها لا داعى
تقارنى نفسك بالصديقات أو الأقارب أو الجيران لإن كل زواج له ظروفه وإمكانياته ومن
ترضى بالقليل يعوضها الله بالكثير بعد ذلك فارحموا شبابنا ولا داعى للطمع والمغالاة
حتى تتزوج إبنتكم علموها الرضا والقناعة بكل شئ والرزق بيد الله وحده علموها أن
الطعام واللبس والشرب واشتراء إحتياجات البيت تكون فى المعقول لإننا فى زمن يحدث
فيه مشاكل كثيرة بين أسرة العروسة وأسرة العريس بسبب الطلبات الكثيرة الغير
معقولة وبعد الزواج تتعود العروسة على الطلبات التى تحتاجها والتى لا تحتاجها المهم
عندها شراء الكثير لتشعر إنها أفضل من صديقاتها وأقاربها وزملائها وكل ذلك خطأ لإن
الزوج الذى يتعب فى العمل ويجتهد لتلبية طلباتها له إمكانيات محدودة لا يستطيع تلبية
كل هذه الأشياء ويجب أن تطلب الضروريات وفى المعقول بل تفكر فى تدبير بعض النقود
لينتفعوا بها وقت ضيق لتثبت له انها جديرة به وتشعر بتعبه من أجلها إن الزواج حالياً
أصبح من الصعب ومن المستحيل لبعض الشباب بسبب ضعف الإمكانيات وطلبات
العروسة وأهلها فهى تفكر فى كل شئ تحققه ظناً إن العريس هذه مهمته وواجب عليه
ولكن لا يكلف الله نفساً إلا وسعها والفتاة العاقلة هى التى تقف جانبه وتدعمه وتشجعه وترضى بالمعقول لإن الإعتدال فى كل شئ يؤدى إلى نجاح الزواج والفتاة المحترمة هى
التى لا يملكها الغرور مهما كانت جميلة بل يجب أن تكون متواضعة وتثق فى الشخص
الذى تختاره وتقدره وتحترمه وتتقبل ظروفه وتساعده وتهتم بمعرفة إمكانياته والتكيف مع
هذه الظروف ووضع خطة جيدة لنجاح الزواج ولا داعى للتباهى والتفاخر بفرح كبير أو
فستان غالى الثمن أو شراء ذهب كثير إن الرقة والبساطة أفضل من كل هذه الأشياء
وعندما يختاروا الشقة والأثاث لا داعى للمغالاة بل إهتمى بمعرفة إمكانياته وإختارى ما
يتناسب معها تأكدى إن نجاح الزواج أول عامل له هو مساندة العريس وتقبل وضعه
وظروفه المادية وعدم تدخل الأهل الذى يتسبب فى إنفصالهم لتكبير المشكلات وإرهاق
العريس بالطلبات التى فوق إمكانياته لذلك دور الأهل هام جداً فى تقديم النصيحة
لإبنتهم وأن تفهم ظروفه ولا تطلب مزيد من الطلبات التى تفوق قدرته المادية وتعليمها
إن مع الوقت تستطيع أن تشترى الأشياء التى تنقصها وإنه إنسان يعمل لكى يتزوج
ولكن لا تطلب فرش للشقة بأسعار باهظة إن الأثاث المنزلى كلما كان بسيط ورقيق
كلما كان شيك وملفت وليس بغلاء ثمنه ولكن بالإختيار الجيد لخامته والألوان الرقيقة
وهل يتناسب مع حجم الشقة وإختيار السجاد والستائر والإضاءة الرقيقة إن المبالغة فى
كل شئ يضيع جمالها والذوق الرقيق يظهر الجمال الحقيقى للشقة وللفرش ونجد هذه
الأيام الشباب تفكر بالزواج من فتيات أقل منهم فى المستوى المادى والعلمى والفكري
والإجتماعى لإن هذه الفتاة تكون أحلامها أقل من الفتاة التى تكون من نفس مستواه
فتكون ليس لديها طلبات كثيرة بل تشعر إنها إختارت شاب أحسن مما تتخيل أن تتزوج
وتكون سعيدة وراضية بكل الأشياء التى يشتريها فى طلبات الزواج عكس الفتاة
المناسبة له لإن هذه الفتاة سوف تطلب الكثير وفوق قدرته المادية إن تربية الأهل لها
عامل كبير فى نجاح أو فشل هذا الزواج لما تغرسه من أخلاقيات وصفات فى إبنتهم وتجد
نوعية من الأهل تعلم إبنتها أن تتزوج الشاب الذى يكون أخلاقه حميدة وعليها أن تتقبل
ظروفه وتقدرها وتجد نوع آخر من الأهل التى تشجع إبنتهم على الزواج من شخص يكون
مقتدر مادياً وتطالبه بطلبات كثيرة وتفكر إن ذلك من حقها ومن يريد الزواج عليه بتلبية
هذه الطلبات دون اعتراض وهذا خطأ كبير لأن هذه العلاقة ستفشل سواء قبل الزواج
أو بعده بسبب التفكير الخاطئ الذى يغرسه أهلها إن هذه حقوقها ويجب أن ينفذها لها
والحقيقة إن الزواج هو إرتباط بين الزوجين بالمودة والرحمة والمحبة والرضا والقناعة
والإهتمام هو سر نجاح الزواج بينهما وعدم تدخل الأهل فى حياتهم أكبر عامل لنجاح هذا
الزواج من يتعامل بالإعتدال والرحمة سينال الرزق والصحة والحياة السعيدة الهادئة
الهانئة إختاروا الزوج الذى يراعى زوجته وليس الزوج الذى يدفع فواتير فقط وحياة جافة
ومشاعر جامدة بينهم ركزوا على من يعطى الحب والإهتمام وليس المال فقط فإن النقود
ليست هى كل شئ فى الحياة والزواج الناجح هو المبنى على المحبة والإحترام والزوج
لا يعيبه جيبه ولكن يعيبه قلة أخلاقه إنتقوا جيداً قبل الوقوع فى المشاكل والطلاق بعد
الزواج لا هتنفعك المرسيدس ولا الخاتم السوليتير مش هينفعك غير سند لما الدنيا تجيب آخرك.
نصيحة لكل فتاة مقبلة على الزواج ولكل أب وأم يجب إختيار الزوج المناسب الذى
يستطيع الحفاظ على ابنتكم وتكوين أسرة ويراعى ابنتكم وأولادهم فاختاروا من يكون
جدير بالثقة ويكون مهذب وصادق ومحترم ومن يتناسب سنه مع سن العروسة يكون اكبر
منها فى حدود المعقول ومن يتناسب إجتماعياً وفكرياً معها حتى يفهموا بعض ويكون
بينهم تكافوء ومن يحترمها ويكون كريماً وغيوراً على أهل بيته اختاروا صح قبل أن تندموا
على سوء الإختيار ولا يكون تركيزكم على من يدفع ثمن الشقة والفرش فقط فالأخلاق
الحميدة أهم من المال لأنه سيحافظ على ابنتكم ويهتم بها ويكون زواج ناجح ويدوم
ويستمر لأن من يهتم بإمكانيات العريس المادية فقط سيصدم بالمشاكل الكثيرة
والإنفصال السريع بسبب سوء الإختيار ويعتبر الإختيار الصحيح من كل الجوانب أهم عامل
لنجاح الزواج واستمراره فاهتموا بحسن الإختيار ووفق الله كل عروسين مقبلين على
الزواج وأصلح بينهم وأسعدهم جميعاً .