مقالات وتقارير

أنت والدنيا والسعادة

أنت والدنيا والسعادة
كتب/ خالد عاشور
كيف تنظر للدنيا من داخلك وتتعامل معها هل أنت ممن يرى نصف الكأس الممتلئ ويتفاءل ، أم من يرى النصف الفارغ ويتشاءم ؟
_ تستطيعُ أنْ تغني للدنيا وتبتهج بها وترى كلَ الأشياء منْ حولكَ جميلة وواعدة . وتستطيع أيضاً أن تكره الدنيا وتكتئب لها ولا ترى فيها إلا كل ما هو رديء ومحزن وباعث على التشاؤم والدنيا هي الدنيا في الحالتين ، وأنت هو أنت في حال الإبتهاج بها , وحال الإكتئاب منها.
_ لكن جهاز الإستقبال الداخلي عندك هو الذي تغيرتْ ” شفرته ” فتغيّر تأثرك بها وتجاوبُكَ معها وهذه حقيقة نفسية عرفها الحكماء منذ قديم الزمان وفسرها علماء النفس في العصر الحديث وبرروها , ففي تاريخ الفلسفة الإغريقية حكاية معروفة عن فيلسوفين هما : (هيروقليطس وديموقريطس )
كانا ينظران إلىْ سخافات الناس فيختلفُ تأثرَ كل منهما بها ، فيرى فيها الأول سبباً للضحك من عقول البعض وسماجتهم ، ويرى فيها الثاني مبرراً لأن يحزن لحال البشر ويكتئب له.
_ فكان (هيروقليطس) ينظر إلى الحياة بعين التفاؤل ، ويرى أخطاء الناس في حقه وحق الآخرين تافهةً ولا تستحق إلا الضحك من تفاهة أصحابها ، وكان ( ديموقريطس ) ينظرُ إليها بعين التشاؤم ، فيراها مأساوية وتستحق البكاء من أجلها.
_ ولكن أنت كيف تنظر لها وكيف تتأثر بها؟هل مازلت تنتظر السعادة تأتيك من الآخرين ؟ لو كانت الإجابة بنعم ، فستنتظر كثيرًا وكثيرًا ولن تحصل عليها إلا قدرًا ، فالسعادة هي قرار داخلي ينبعث من داخلك ليشع نوره إلى كل عالمك فيرتد إليك فى صورة أفعال تقدمها لمن حولك بحب وتجرد فينقلب عالمك إلي سعادة وكلما أعطيت أكثر وقدمت أكبر سترتد إليك مشاعر من الحب والفرح والسرور تنشر بين أرجاء روحك شلالات من السعادة، فكُن سعيدًا واسعد غيرك تكُن أسعد الناس.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى