غير مصنف
موضوع: إضاءة نقدية في شعر سحر القوافي
موضوع: إضاءة نقدية في شعر سحر القوافي
بقلم الناقد المصري
..محمود الصافي حميده
المثقفون يرسمون خارطة الطريق لتقدم الأمم وفشلهم يجعل الحكام يسيطرون
ويفكرون منفردين فتحدث أفظع
الكوارث مثلما فشل مثقفو المانيا فى أواخر العشرينييات فقام هتلر بإشعال
العالم بنيران عام 1939 لذلك وقفت الشاعرة سحر القوافي ضد التخلف
والانكسار والتبعية والضياع شاهرة قلمها فى مواجهة الرجعية والنرجسية*
تقول الشاعرة فى قصيدة ( معابر النسيان) : وعلى قلبى أحمل نعش
وطنى المستكين.
جسده الممدد من المحيط إلى الخليج.
مزقته الخطوب.
ترعف روحه من خطايا العرب٠
تدور الشاعرة بين ألم واستكانة وترهل. وجانب آخر من الحلم الجميل ..
وقد عبرت عن الحلم الجميل بقولها * ،
وذاك الطائر الشريد.
يحلم بفجر جديد.
فى مخيمه البعيد.
يستحم فى الدماء.
كما عبرت عن الترهل والعمالة والضعف بقولها * :
منابر للهذيان والدجل.
معابر حفرها النسيان.
تترنح على شفا حفرة من وهن ٠ والجدير بالذكر أن الشاعرة تعيش حالة يقين أقرب إلى الدوام وسيطرت على
أفكارها حالة صدق شبه كاملة لذلك استعملت الاسلوب الخبرى فى أغلب قصائدها لتقرير حقائق وأفكار ثابتة لا
تقبل الشك وقد وجدناها فى بعض القصائد تنوع بين الأسلوبين الخبرى
والإنشائى لتعطى الكلام حيوية وقوة تأثير مع تحريك المشاعر ودفع الملل
عن القارئ وهذا واضح فى قصائد كثيرة منها إحدى قصائدها الرومانسية ا
حبا وعشقا وإحساسا مبثوثا فى القلب وساكنا فى أعماق الشاعرة التى تحيل
الحبيب الى وطن٠ تقول سحر القوافي فى قصيدة( ظلال عينيك ) :
حين اتامل فى عينيك..
ينتابنى الجنون. .
يسكننى الحلم. .
أفكر فى ان اقتحم صمتك. .
واخترق الجدران والحصون
.
ينتابنى الوهن.
ترتعد وشائجى.
يتمرد قلبى
افقد وعيى.
وانسى من اكون.
يهرب منى الزمن.
تتوحد فيه الأشياء.
ويغرق فى عينيك الوطن
والشاعرة سحر القوافي بحثت عن مساحة غير فارغة مخذولة بالكتابة
فشمرت عن ساعديها وهمت ان تستحم بدماء القصيدة النازفة من قلوب النساء
الفلسطينييات فكتبت قصيدة ( فى غسق الدجى )
فى غسق الدجى.
وخلف أسوار الحديد.
بين سعير وجليد.
تقبع أرملة الشهيد
فى جوانتنامو الجديد.
والجراح تشق شرخا فى الوريد.
لفقوا لها الجرائم.
ومٱسى الانسانية
كأنها شيطان.
عاث خرابا فى البرية.
ألبسوها عار الجرائم.
وعلى أوجاعها أقاموا الولائم٠
الشاعرة سحر القوافي فى ديوانها ظلال من ريح استعملت الفعل المضارع الدال
على التجدد والاستمرار واستحضار الصورة لتشيد متخيلا شعريا شديد
الصدق باستعمال الصور الجزئية المتمثلة فى التشبيه والاستعارة و
والمجاز والصور الكلية ذات اللون والصوت والحركة بالإضافة إلى
التصوير الممتد والصور المركبة وكل القصائد متخمة بالخيال.
وفى قصيدة ( السفر الأخير) والتى تتعرض فيها لقضية الهجرة غير
الشرعية تقول *
من افريقيا السمراء جاؤوا.
مثقلين بعصور من المحن.
يخيطون قاربا من كفن
لملموا اوجاعهم.
اتراحهم
حزموا بقاياهم فى حقيبة السفر*
والملاحظ أن الشاعرة تعاملت بإيجاز
مع بعض الجمل ( مسافرة فى الحرف * مبحرة فى التيه * غريبة الوجه والدار )
وفيها إيجاز بحذف المبتدأ للاهتمام بالخبر * وهناك استعمال للعطف بالواو.
فى كثير من القصائد وذلك للتنويع ومشاركة مابعد الواو لما قبلها فى
الحكم * وبقراءة ديوان (ظلال من ريح ) نجد أن الشاعرة سحر القوافي تربض
فى إيقاع مثير معبأ المخزون اوفر من الرؤى والتعابير الجمالية البديعة
والمدهشة ذات الواقع السري لسحر القوافي وحدها حيث إنها تفردت
بايحاءاتها العطرة ومفرداتها الخاصة وأقول عن سحر القوافي انها القابضة
على قواعد اللغة والمسكونة بشيطان الشعر