غير مصنف

دعيني في ظلالك أسْتريحُ

دعيني في ظلالك أسْتريحُ
بقلم مصطفى سبتة 
فأنْتِ الأرضُ والوطنُ الفســيحُ
دعيني فوق صدرك مثل طفلٍ
بِقُبْلتِهِ الجوارحُ تسْـــــــــــتريحُ
فأنتِ الشّعرُ في خلدي وروحي
وأنتِ النّورُ والطّربُ المـــليحُ
رميْتُ بكِ البلاغةَ فاسْتقامتْ
ومنْ ألْفاظِكِ انْتُشِلَ القـــــبيحُ
دعيني فوق صدرك يا حياتي
فَخلْفَ الأحْرُفِ الكَلِمُ الفَـــــصيحُ
لسانُ الضّادِ أثّرَ في لساني وعلّمني
البَراعــــــــةَ في البيــــــان
كساني بالفصاحة مِنْهُ قولاً
وحرّرَ مَنْطِقي فشدا لســاني
عشقتُهُ عشقَ قيسٍ حُبَّ ليْلى
وعشقُ الضّاد أثّرَ في كـــــياني
فكانَ لجوْهَرِ العــــقْلِ انْشراحٌ
أضاءَ قَريحتي وســـقى بناني
لسانُ الضّاد ما أغْلاه عنــدي
وما أقــــواهُ في وجْــه الزّمان
لسانُ الضّادِ سهّرني اللّيالي
ومتّعني بعبْـقرِهِ خــــــيـالي
فصرتُ إذا أصابتْـــــني همومٌ
وجدتُ الأمْنَ في ذكْرِ الجــلالِ
به الآياتُ تغْــــــسلُ كلَّ غمٍّ
وقد يُنْجينَ من خَــبَبِ اللّيالي
لسانُ الضّادِ قَرّبنــــي لربّي
فتاهَ العــــقْلُ في كَرمِ الخلالِ
لسانٌ مثلُ نورِ الشّمسِ فيه
ووحْـيٌ للنّــــــساءِ وللرّجالِ
وما التّأنيثُ في الأسْماء عيْبٌ
ولا التّذكيرُ يرْفعُ في الخصـالِ
لسانُ الضّاد بحْرُ المُلهـــمينا
وصرحٌ من صُـروحِ الأوّلينا
تلحّفَ بالبهاءِ فصار ســــحراً
وبالفُــــــرْقان أحْيا المــيّتينا
بهِ شمسُ الحضارةِ قد أشّعتْ
فطـــــوّرتِ الورى أدباً ودينــا
كأنّ قراءةَ القُــــــــــــرآنِ فينا
تدلُّ على انتصارِ المُــــسلمينا
ورثنا الضـــــادَ في لُغتي كتاباً
فَنعْمَ الخيرُ إرثُ الصّالحـــيـنا

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى