الجزءُ الأَوَّلُ مِن: كيفَ تزولُ الهوَّةُ بَينَ الْشيعَةِ وَ الْسُنَّة؟
………
بقلم:
رافع آدم الهاشميّ
الباحث المحقّق الأديب
مؤسّس و رئيس
مركز الإبداع العالميّ
………
هُوَّةُ الصراعِ بَينَ الشيعةِ وَ الْسُنَّةِ، غيرُ خافيةٍ على أَحدٍ مُطلَقَاً، بعدَ أَن كانَ مُجرَّدَ خلافٍ
سياسيٍّ برزتْ جذورُهُ الأُولى مُنذُ مئاتِ السنينِ على شكلِ خلافٍ عَقائديٍّ بدفعٍ مُتَستِّرٍ
مِن مارقةِ الدِّينِ وَ الضميرِ (وَ أَعني بهِم: مِن غَيرِ المسلمين؛ اِبتغاءَ شقِّ صَفِّ المسلمين)،
وَ أَنا (وَ أَعوذُ باللهِ منَ الأَنا) لستُ هُنا في هذا المقالِ بصدَدِ السردِ التَّاريخيِّ لجذورِ هذا
الخلافِ، إِنَّما أَنا هُنا بصدَدِ وضعِ حلولٍ عمليَّةٍ لإِزالةِ الهُوَّةِ بَينَ الطَرفينِ بشكلٍ جذريٍّ، إِذ:
اِعتادَ غالبيَّةُ المؤلّفينَ وَ الْكُتَّابِ وَ الْمُحللينَ على خوضِ غمارِ الموضوعِ ذاتِ الْعَلاقَةِ، وَ
الإِسهابِ بأَسبابهِ وَ مُسبِّباتهِ، وَ أَحياناً إِيرادِ النتائجِ الْمُترتبةِ عَليهِ، دُونَ التطرُّقِ لكيفيَّةِ
مُعالَجَةِ الخللِ الحاصلِ أَوِ الكامنِ فيها!! وَ هذا (مَعَ بالغِ الأَسفِ الشديدِ) أَحَدُ أَهمِّ الأَخطاءِ
الَّتي يرتكِبُها هؤلاءِ الأَشخاصُ؛ حَيثُ يُجهِدونَ فِكرَ القارئ وَ الْمُتلقي على حَدٍّ سواءٍ،
بتوليدِ اِحتمالاتٍ متزايدةٍ عَمَّا ترسَّبَتْ في عَقلهِ الباطنِ مِن أَرثٍ تاريخيٍّ أَو موروثٍ
اِجتماعيٍّ، وَ بالتالي: إِجهادُ العَقلِ الواعي دُونَ الوقوفِ على حلولٍ جذريَّةٍ أَو حتَّى وقتيَّةٍ
للمُشكلةِ ذاتِ الْعَلاقَةِ!!! وَ هذا بدورِهِ يُزيدُ مِن تفاقُمِ الْمُشكلةِ بشكلٍ أَكبرٍ!
في مقالتي هذهِ، كما في الغالبيَّةِ منها، أَضَعُ (بتوفيقٍ مِنَ اللهِ تعالى) علاجاتٍ غيرَ
مسبوقةٍ مِن قَبلُ، وَ بهذا أَكونُ بفضلِ اللهِ تعالى أَوَّلَ مَن اِبتكرَها وَ أَوجدَها للمنظومةِ
الفكريَّةِ في العالَمِ قاطبةً، إِذ أُرَكِّزُ على وَضعِ الحلولِ الجذريَّةِ للمُشكلةِ ذاتِ الْعَلاقَةِ، دُونَ
الاكتفاءِ بعَرضِ أَسبابها وَ مُسبِّباتها وَ النتائجِ الْمُترتِّبةِ عَليها؛ إِذ المهِمُّ في علاجِ أَيِّ مَرضٍ
كانَ، أَن يَضَعَ الطبيبُ الدواءَ الْمُناسِبَ للقضاءِ على ذلكَ المرضِ قَضاءً تامَّاً لا رَجعةَ للمرضِ
فيهِ نهائيَّاً، طبعاً إِذا اِلتزمَ المريضُ بالدواءِ الْمُخصَّصِ لَهُ مِنَ قِبَلِ الطبيبِ!
وَ كما أَنَّ الأَمراضَ لا تتوقَّفُ على العُنصرِ الجَسديِّ أَوِ البدَنيِّ حسَب! إِنمَّا تتعدَّاها إِلى
جَميعِ مَفاصلِ الحياةِ، فهُناكَ أَيضاً توجَدُ الأَمراضُ الفِكريَّةُ وَ النَّفسيَّةُ وَ الروحيَّةُ
وَ الاقتصاديَّةُ وَ الاجتماعيَّةُ وَ غيرُها، إِلَّا أَنَّ جُلَّها ينتُجُ بسببِ الفِكرِ، لذا: فإِنَّ الأَمراضَ
الفكريَّةَ هيَ الأَخطرُ على الإِطلاقِ!
وَ لأَنَّنا نعيشُ في كَونٍ مُترابطٍ فيما بَينَ أَجزائهِ، لذا: فإِنَّ الانطلاقَ مِن أَيِّ نقطةٍ مِن هذا
الكونِ، بمقدورهِ أَن يوصِلَنا إِلى أَيِّ نُقطةٍ نشاءُ الوصولَ إِليها، خاصَّةً إِذا نظرنا إِلى الأَشياءِ
جَميعاً نظرَةً شموليَّةً تحتوي الْمُشكِلَةَ أَيضاً، وَ ليسَ مُجرَّدُ النظرِ إِلى المشكلةِ ذاتِها دُونَ
النظرِ إِلى ما سِواها!
عليهِ: سأَنطلِقُ مِن نُقطَةِ خَبرٍ تناولَهُ نُشطاءٌ على بَعضِ مواقعِ التواصلِ الاجتماعيِّ، وَ مِنها: موقع الـ (فيسبوك)، وصولاً منها إِلى الإِجابةِ عَن سؤالِنا المزبورِ، الّذي هُوَ عنوانُ مقالتي هذهِ:
– كيفَ تزولُ الهوَّةُ بَينَ الْشيعَةِ وَ الْسُنَّة؟
في الخبرِ الْمُشارِ إِليهِ سَلَفاً، أُذيعَ على لسانِ أَحدهِم: أَنَّ المرجعَ الدِّينيَّ للشيعَةِ في
العراقِ قَد توفِّيَ مُنذُ سَنواتٍ، وَ أَنَّ الرَّجُلَ الَّذي يَحِلُّ مَحلّهُ الآنَ هُوَ شخصٌ بَديلٌ عنهُ،
وَ أَنَّ البديلَ يهوديٌّ!!! فيما (وِفقاً للخبرِ المزبورِ الّذي تناولَهُ أُولئكَ النُشطاءُ) تمَّ التكتُّمُ على
خبرِ وفاتِهِ؛ لإبقاءِ قَبضةِ إِيرانَ على الثرواتِ العراقيَّةِ قاطِبةً، وَ مِن ثَمَّ (بفتحِ الثاءِ لا بضمِّها)
فَرضِ أَوارقِ الضغطِ على دُوَلِ الخليجِ العَرَبيِّ الَّتي تُسمَّى وِفقَ الرؤيةِ الإِيرانيَّةِ بدُوَلِ الخليجِ الفارسيِّ..
كما أَنَّ هؤلاءِ الْنُشطاءَ أَيقَنوا (أَو أَرادوا إِيهامَ الآخرينَ بأَنَّهُم قَد أَيقَنوا) بصِحَّةِ ما وردَ في
الخبرِ المزبورِ؛ باعتمادِهِم على مَقطَعٍ فيديويٍّ يُظهِرُ رَجُلاً عِبريَّاً يتحدَّثُ لْمُدَّةِ (33) ثلاثٍ
وَ ثلاثينَ ثانيةً بالتمامِ وَ الكمالِ، وَ وِفقاً لشريطِ الترجمةِ المرفَقِ مَعَ الفيديو المذكورِ، فإِنَّ
الرَّجُلَ العبريَّ كانَ يقولُ ما يلي:
– “كانَ السيستانيُّ مُعلِّمَاً في كَنيسِ الخانِ يُونُسٍ الّذي يَبعُدُ عَنِ الْقُدسِ مسافةَ مائةَ
كيلومترٍ، وَ كانَ والِدُهُ يَقودُ الطائفَةَ اليهوديَّةَ في المدينةِ، وَ كانَ يملِكُ محطَّةَ بنزينٍ وَ خالُهُ
كانَ عُضواً في الكنيست، فإِنَّ أَمطارَ الْخَيرِ تسقطُ في إِسرائيلَ وَ أَتمنَّى زوالَ الإِسلامِ
بكُلِّ مذاهبهِ، وَ قَد اِقتربَ ظهورُ (المسيحِ) للسيطرَةِ على العالَمِ”.
إِلى هُنا اِنتهى ما وَرَدَ مِن ترجمَةٍ تضمَّنها شريطُ الترجمةِ في الفيديو المذكورِ، مَعَ
مُلاحظَةِ: أَنَّ الترجمةَ في الأَصلِ لَم تخلُ مِنَ الأَخطاءِ النحويَّةِ، وَ ما بَينَ حاصرتينِ قَد
أَوردتُهُ بعدَ تقويمٍ لُغَويٍّ أَجريتُهُ عليها شخصيَّاً، فتبصَّر (ي)!
وَ قولَهُ: “اِقتربَ ظهورُ (المسيحِ) للسيطرَةِ على العالَمِ”؛ إِشارَةٌ مِنهُ إِلى مَعرَكةِ
هرمجدونَ الَّتي يُعِدُّونَ الْعُدَّةَ لها على قَدَمٍ وَ ساقٍ، وَ الَّتي قَد أَتناولُها في مَقالٍ مُخصَّصٍ لها إِن شاءَ اللهُ تعالى.
أَمَّا الخبرُ الّذي تناولَهُ أُولئكَ النُشطاءُ، وَ الّذي وردَ على لسانِ قائلِهِ في الفيديو الإِخباريِّ
الّذي حملَ عدَّةَ عناوينٍ واضحَةٍ نصَّتْ على ما يلي (حسب التسلسلِ الترتيبيِّ تتابُعيَّاً وِفقاً لظهورِها في الفيديو الإِخباريِّ):
– “فضيحَةٌ تهزُّ الْمَرجعيَّةَ الأَعلى في العراقِ”.
– “فضيحَةٌ تهزُّ العراقَ؛ السيستانيُّ توفِّيَ مُنذُ سنواتٍ”.
– “الصافي يُعلِنُ موتَ الْسيستانيِّ في كَربلاءَ!!!”.
– فضيحَةٌ كُبرى: الْسيستانيُّ ماتَ في لُندُنَ وَ مَن نراهُ اليومَ هُوَ بَديلٌ إِيرانيٌّ أَو إِسرائيليٌّ مِن أَصلٍ عِراقيٍّ”.
– “الْجَعفَريُّ دَفَنَ الْسيستانيَّ في لُندُنَ وَ أَتى ببديلٍ لَهُ؛ ليُصدِرَ فتوى عدمِ مقاومَةِ الْمُحتلِّ”.
– “مُنشَقٌّ مِن تَجمُّعِ الْجَعفريِّ: أَتحدَّى الْسيستانيَّ الحالي أَن يقولَ جُملةً واحدةً عَن قضيَّةٍ تخصُّ العراقَ حاليَّاً عبرَ بثٍّ حيٍّ”.
– مصادِرٌ: اِرتباكٌ يَسودُ الْمَرجعيَّةَ في النجفِ؛ بسببِ أَخبارٍ عَن قُربِ زيارةِ وفدٍ عربيٍّ خليجيٍّ رفيعِ الْمُستوى للسيِّدِ الْسيستانيِّ الْمُختَفي عَنِ الأَنظارِ مُنذُ أَعوامٍ”.
– “مصادِرٌ: اِبنُ السيِّدِ السيستانيِّ سيضطَرُّ خِلالَ أَيَّامٍ لإِعلانِ خَبرٍ مُهِمٍّ حولَ الحالَةِ الْصَّحيَّةِ للسيِّدِ عليٍّ الْسيستانيِّ قَبلَ زيارةِ الوفدِ العربيِّ الخليجيِّ رفيعِ المستوى”.
فإِنَّ مُدَّتَهُ كانت دقيقةً واحدةً، أَيّ: (60) ستَّونَ ثانيةً بتمامِها وَ كمالها، وَ قَد جاءَ في الْخَبرِ ما نصُّهُ:
– “يَقتَرِبُ وَفدٌ خليجيُّ رَفيعُ الْمُستوى مِن دَولَةٍ خليجيَّةٍ لزيارةٍ بدعوَةٍ رسميَّةٍ مِنَ العراقِ، وَ لكن! يُصِرُّ الوفدُ الْخَليجيُّ على زيارَةِ مدينةِ الْنَجفِ الشيعيَّةِ، وَ زيارةِ الْمَرجِعِ الأَعلى للشيعةِ في العالَمِ: السيِّد عليِّ السيستانيِّ، وَ لكن! الاِرتباكُ يَسودُ الأَوساطَ في
المرجعيَّةِ الْشيعيَّةِ الْعُليا الَّتي تقولُ: مَن يُعارِضُها مِن كِبارِ عُلماءِ الشيعةِ، أَنَّ الْسيِّدَ عليٍّ السيستانيِّ غيرَ موجودٍ على قَيدِ الْحياةِ، وَ أَنَّهُ اِنتقلَ إِلى رحمَةِ اللهِ تعالى مُنذُ سنواتٍ طويلةٍ، وَ مَن يُمَثّلُ الآنَ وَ يتحدَّثُ باسمِ الْسيستانيِّ هُوَ رَجُلٌّ يهوديٌّ غَيرُ مُسلمٍ جاءَت بهِ إِيرانُ وَ النظامُ الإِيرانيُّ للإفتاءِ وَ لإِصدارِ الأَوامرِ وَ الفَتاوى الّتي تُناسِبُ النظامَ الإِيرانيَّ”.
إِلى هُنا اِنتهى ما وَرَدَ مِن تقريرٍ إِخباريٍّ في الفيديو المذكورِ، مَعَ مُلاحظَةِ: أَنَّ ما بَينَ حاصرتينِ قَد أَوردتُهُ بعدَ تقويمٍ لُغَويٍّ أَجريتُهُ عليهِ شخصيَّاً، فتبصَّر (ي)!
وَ قبلَ الخوضِ في حَيثيِّاتِ الموضوعِ، أُصَحِّحُ لك معلومةً وردَتْ في التقريرِ الإِخباريِّ المزبورِ! مَعَ الأَخذِ بنظَرِ الاعتبارِ: أَنَّ التقريرَ الإِخباريَّ المزبورَ ضَمَّ عِدَّةَ أَفكارٍ مَغلوطَةٍ لا أَساسَ لها مِنَ الواقعِ، لا يسَعُ المقالُ سَردَها وَ الإِسهابَ فيها؛ توخِّياً للتركيزِ في موضوعِ المقالِ مِن جهةٍ، وَ للاختصارِ مِن جهةٍ أُخرى! فدقِّق (ي) وَ حقِّق (ي) وَ تدبَّر (ي)!
جاءَ في التقريرِ الإِخباريِّ ما نصُّهُ:
– “الْمَرجِعُ الأَعلى للشيعةِ في العالَمِ: السيِّدُ عليٌّ السيستانيُّ”.
وَ كَثيراً ما أَقرأُ أَو أَسمَعُ مِن بَعضِ مُقلِّديهِ، أَنَّ عَددَ مُقلّديهِ أَكثرُ مِن مليارِ شخصٍ!! وَ هذا الرقَمُ ليسَ صَحيحاً البتَّةَ؛ لأَنَّ عَددَ الْمُسلمينَ في العالَمِ في يومِنا هذا يُقدَّرُ بـ: مليارٍ وَ ستّمائةٍ وَ عشرينَ مليون شخصٍ، بكُلِّ فِرَقِهِم وَ طوائفِهِم، وَ عدَدُ الشيعَةِ بجميعِ طوائفهِم
وَ فِرَقِهم هُوَ: مائتانِ مليونِ شخصٍ كَحَدٍّ أَقصى! وَ المعلومُ أَنَّ مُقلّدي السيِّدِ السيستانيِّ هُم مِن بَعضِ الطائفَةِ الاثني عشريَّةِ وَ ليسَ مِن بقيَّةِ طوائفِ الشيعَةِ أَو حتَّى من جَميعِ
الطائفَةِ الاثني عشريَّةِ، يعني: هُم أَقلُّ بكَثيرٍ جدَّاً جدَّاً جدَّاً مِن الرَقَمِ الّذي يُرَوِّجونَ لَهُ أَو يتناقلونهُ دُونَ تدقيقٍ أَو تحقيقٍ! ناهيك عَن أَنَّ السيِّدَ السيستانيَّ لا يُنادي بولايةِ الفقيهِ، في حينِ أَنَّ قائِدَ الثورَةِ الإِسلاميَّةِ في إِيرانَ، يُنادي بهذهِ الولايَةِ، وَ هذا يعني:
– إِذا كانَ السيِّدُ السيستانيُّ هُوَ المرجعُ الأَعلى للشيعَةِ في العالَمِ، وَ في الوَقتِ ذاتِهِ هُوَ لا يُنادي بولايةِ الفقيهِ، فما الّذي سيكونُ عليهِ قائِدُ الثورَةِ الإِسلاميَّةِ في إِيرانَ؟!
– أَمْ أَنَّ السيِّدَ السيستانيَّ يُعارِضُ مَرجعيَّةَ قائِدِ الثورَةِ الإِسلاميَّةِ في إِيرانَ بشكلٍ غَيرِ مُباشرٍ بينَ القيادَتينِ؟!
– أَمْ أَنَّ قائِدُ الثورَةِ الإِسلاميَّةِ في إِيرانَ يَسمَحُ بقياداتٍ مُتجزِّئةٍ للشيعَةِ في العالَمِ، كُلٌّ على حسَبِ تقليدِهِ وَ مرجعيَّتِهِ القياديَّةِ الّتي يختارُها الْمُقلِّدُ بنفسِهِ هُوَ دُونَ سِواهُ؟!
وَ في جَميعِ الحالاتِ، فإِنَّ عبارَةَ “الْمَرجِع الأَعلى للشيعَةِ في العالَمِ” لا يُمكِنُ حِصرُها بشخصٍ دُونَ سِواهُ؛ لتجَزُّءِ القيادَةِ بينَ أَطرافِها! فلاحِظ (ي) وَ تبصَّر (ي)!
أَقولُ:
لَقَدِ اِعتدنا نحنُ الساعونَ للحقِّ دُونَ سِواهُ (أَنا وَ أَنت وَ مَن هُوَ مثلُنا) كمَا هُوَ دَيدَنُنَا أَن نُدافِعَ عَنِ الحَقِّ أَينما كانَ؛ طلَبَاً لرِضا اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ، لا اِنحيازاً لأَيِّ جهَةٍ كانت؛ لأَنَّ النَّاسَ سَواسِيَّةٌ كأَسنانِ الْمُشطِ، وَ أَكرَمُنا عِندَ اللهِ أَتقانا، لِذا: وَ كما هُوَ دَيدَنُنا أَقولُ:
أَمّا موتُ الرَّجُلِ (السيستانيّ) فهُوَ لَيسَ ببعيدٍ، وَ كُلُّ شيءٍ في عَالَمِ السياسةِ وارِدٌ لا محالَةَ، فليسَ ببعيدٍ أَنْ يكونَ مَن هُوَ الآنَ مكانُهُ (حسبَ الْمُفترَضِ) بديلاً عَنهُ!
وَ أَمَّا: الفيديو الْمُرفَقُ كدَليلٍ يتناولُهُ أَؤلئكَ الْنُشطاءُ على صِحَّةِ التقريرِ الإِخباريِّ، وَ الَّذي تُشيرُ الترجَمَةُ إِلى أَنَّهُ يهوديٌّ، دُونَ الإِشارَةِ إِلى مَن هُوَ اليهوديُّ:
– هَل هُوَ السيستانيُّ الّذي يَفتَرِضُ الخبَرُ موتَهُ قَبلَ سنواتٍ في لُندُنَ؟!
– أَو هُوَ البديلُ عَنهُ؟!
وَ في الحالتينِ مَعَاً، فإِنَّ الفيديو الْمعوَّلُ عَليهِ لدى أُؤلئكَ الْنُشطاءِ، ليسَ دليلاً على يَهوديَّةِ الرَّجُلِ الْمَعنيِّ مِنهُما..
– لماذا؟
لأَنَّ الّذي يُخبرُنا بذلكَ في الفيديو هُوَ شَريطُ الترجَمَةِ فَقَط لا غير، لأَنَّنا لا نفهَمُ اللُّغةَ العِبريَّةَ، فرُبَّما كانَ الرَّجُلُ العبريُّ يَقولُ شيئاً آخَرَ لا عَلاقَةَ لَهُ بالسيستانيِّ لا مِن قَريبٍ وَ لا مِن بَعيدٍ وَ شريطُ الترجَمَةِ يَدَّعي عَن لِسانهِ شيئاً آخَرَ يَخصُّ السيستانيَّ! بدافِعٍ مِن
جهةٍ ثالثةٍ تريدُ إِيقاعَ العداوةَ بَينَ الطَرفينِ، وَ أَعني بهما: (الشيعَةَ) وَ (السُنَّةَ)، وَ الجهةُ الثالثةُ واضحةٌ تمامَ الوضوحِ، وَ هيَ: (الاستعمارُ العالميُّ) دُونَ أَدنى شكٍّ في ذلكَ، سواءٌ كانَ ذلكَ مُباشِراً أَو بشكلٍ غَيرَ مُباشرٍ عَن طريقِ أَذنابهِ، وَ ليسَ مِن اِستعمارٍ عالميٍّ غيرَ اِستعمارِ سُفهاءِ الدِّينِ كَهنةِ المعابدِ (وَ ليسَ الفُقهاءُ الأَبرارُ رضوانُ اللهِ تعالى عليهِم أَجمعينَ)..
وَ أَيضاً: رُبَّما تكونُ الترجمَةُ صحيحةً بالفعلِ وَ الرَّجُلُ العِبريُّ في الفيديو يتحدَّثُ فِعلاً عَن شَخصٍ لقَبُهُ السيستانيُّ، إِلّا أَنَّهُ غيرُ السيستانيِّ الّذي محتوى الخبرِ بصددِ الإشارةِ إليهِ؛ لأَنَّ السيستانيَّ لَقَبٌ يحمِلُهُ الشخصُ نسبةً لمدينةٍ حدوديَّةٍ تَقَعُ في شرقِ إِيرانَ أَو نسبةً
لكنيسةٍ تَقَعُ في مدينةِ الفاتيكانِ الواقعةِ في قَلبِ العاصمةِ الإِيطاليَّةِ روما وَ الّتي سُمِّيَت نسبةً إِلى كنيسةِ (سيستينا) أَو (سيستين)، وَ الّتي هيَ أَكبرُ كنيسةٍ كاثوليكيَّةٍ موجودةٍ في القَصرِ الباباويِّ..
لذا: لا بُدَّ مِن خُبراءٍ مُتخَصِّصينَ في اللُّغةِ العِبريَّةِ مِن كِلا الطَرفينِ، أَعني: (الشيعةَ) وَ (السُنَّةَ)؛ يُخبروننا على الملأ بحقيقَةِ ما وردَ في الفيديو عَن لسانِ الرَّجُلِ العِبريِّ ذاتِ العَلاقَةِ..
ثُمَّ (بضمِّ الثاءِ لا بفتحِها): الرَّجلُ (السيستانيُّ) اِتَّخذَ صِفةَ المرجعيَّةِ الدِّينيَّةِ لا السياسيَّةِ، وَ هيَ مرجعيَّةٌ أَعلى، كونها روحيَّةٌ، عليهِ: فَهُوَ قَد اِتَّخذَ مقامَ الأَبِ تجاهَ أَبنائهِ جميعَاً
(مُقلّديهِ)، وَ مِن واجبِ الأَبِ أَن يَظهرَ أَمامَ أَبنائِهِ وَ يحُدِّثهُم عَلَناً في جميعِ قضاياهُم وَ يزورَهُم وَ يسعى لعَقدِ علاقاتٍ وديَّةٍ صادقةٍ مَعَ جَميعِ الأَطرافِ مِن جيرانهِم، لا أَن يَختفي عَنِ الأَنظارِ وَ يتركَ أَشخاصاً يتحدَّثونَ نيابةً عَنهُ أَو يُصدِرونَ الفتاوى باسمِهِ!! حَتَّى وَ إِن كانوا أَولادَهُ مِن صُلبهِ؛ لأَنَّ أَولادَهُ بالنسبةِ لأَبنائِهِ مِن مُقلّديهِ ليسوا سوى أُخوةٍ لهم، وَ لَن يَصِلوا لِمَقامِ الأَبِ الّذي اِختارَهُ هُوَ لنفسِهِ، خاصَّةً وَ هُوَ على قَيدِ الحَياةِ!!
لذا: فعَلى الرَّجُلِ الخروجُ مِن دائرةِ الظلِّ الّذي أَحاطتهُ أَو أَحاطَ هُوَ نفسَهُ فيها مُنذ سنواتٍ طويلةٍ جدَّاً، تعودُ لتاريخِ تولّيهِ قيادَةِ المرجعيِّةِ الدِّينيَّةِ الشيعيَّةِ الْعليا في العراقِ!
عليهِ الخروجُ أَمامَ الملأ جَميعَاً، وَ التحدُّثُ باللُّغةِ العَربيَّةِ الفُصحى وَ ليسَ بلُغَةٍ أُخرى! وَ أَنْ تُقامَ مَعَهُ مُناظراتٌ إعلاميَّةٌ على الملأ تُبَثُّ مُباشرةً أَمامَ العالَمِ أَجمَعٍ، وَ الدعوةُ فيها عامَّةٌ للجميعِ، يوجِّهُ فيها إِليهِ جَميعُ الأَسئلةِ وَ الإشكالاتِ وَ الشُبهاتِ الْمُتخذَةِ تجاهَهُ أَو تجاهَ
مُقلّديهِ أَو حتَّى تجاهَ الشيعَةِ الاثني عشريَّةِ بشكلٍ عامٍّ، وَ عليهِ أَن يُجيبَ عَنها جميعاً بالأَدلّةِ وَ البراهينِ العلميَّةِ وَ العقليَّةِ و النقليَّةِ، بما يتطابَقُ مَعَ القُرآنِ الكريمِ جُملةً وَ تفصيلاً وَ يتوافَقُ مَعَ أَحاديثِ سيِّدنا النبيِّ الْمُصطفى الأَمين (روحي لَهُ الفداءُ)..
فهُوَ بهذهِ المناظراتِ العَلنيَّةِ، سيكونُ مُدافِعَاً عَن أَبنائِهِ (مُقلّديهِ) أَمامَ مَن يُشكِّكونَ بمصداقيَّةِ عقيدتهِم!! وَ سيمنَعُ الأَذى عَنهُم جميعاً؛ لأَنَّهُ أَمامَ الآخَرينَ قَد اِختارَهُ مُقلِّدوهُ أَنْ يكونَ مُمَثِّلاً أَعلى لهم، يَرجِعونَ إِليهِ في آرائِهِ، فليُلاحِظِ الجَميعُ هذهِ الإِشارَةِ، بما فيهِم مُقلِّدوهُ، وَ ليتبصَّروا!
بهذا الأَمرِ، أََعني: خروجُ الرَّجُلِ مِن دائِرَةِ الظلِّ وَ إِجراءِ مُناظراتٍ علنيَّةٍ مَعَهُ، سَيَتمُّ وأَدُ الفِتنَةِ مِن جذورِها، وَ يُمكِنُ لِعصا الْمُسلمينَ أَنْ تنتصِبَ قائمةً مِن جَديدٍ، وَ إِلّا: فإِنَّ نارَ العَداوَةِ وَ البَغضاءِ ستُحرِقُ كُلَّ الأَطرافِ، بمَن فيهِم الرافضون لهذا الأَمرِ، وَ أَعني بهِ: (الْمناظراتُ العَلَنيَّةُ) الّتي لا تنتهي جلساتُها إِلّا بانتهاءِ جميعِ الأَسئلةِ وَ الإشكالاتِ وَ الشُبهاتِ الْمَطروحَةِ..
عِلمَاً: و الْمُقرَّبونَ مِنِّي يَعلمونَ ذلكَ جَيِّداً، وَ هيَ حَقائقٌ اِحتواها عَدَدٌ مِن مؤلّفاتي، بما فيها المطبوعَةُ مِنها: إِنَّني مِنَ السُلالَةِ الفاطميَّةِ الغَرَّاءِ (نسَبَاً وَ لَيسَ عَقيدةً وِفقَ عَقيدَةٍ يُشاعُ جُزافاً أَنَّها عَقيدَةُ الفاطميينَ الأَشرافِ)، وَ أَنَّ في سُلالتي أَيضاً وَ أَقارِبي مَن هُم مَراجِعُ دِينٍ كِبارٍ اِثنيَ عشريَّةٍ، وَ جذوريَ ترتبِطُ بمكّةَ الْمُكرَّمَةِ وَ المدينةِ الْمُنَوَّرَةِ وَ مِصرَ وَ
المغربَ وَ سوريِّا وَ العراقِ وَ إِيرانَ وَ، وَ، وَ… الخ اِرتباطاً تاريخيَّاً وَ عِرقيَّاً صميميَّاً مُتشعِّباً طولاً لا عَرضَاً؛ كونيَ مِن ذُريَّةِ الأَئمَّةِ الأَطهارِ (عليهِمُ السّلامُ جَميعاً وَ روحي لَهُمُ الفِداءُ)، وَ ليَ في كُلٍّ مِنها أَقارِبٌ نسَبَاً وَ سَبَباً، إِلّا أَنَّني لا أَحمِلُ إِلّا عقيدةً واحِدَةً فَقَط لا ثانيَ لها
مُطلَقاً، هيَ: عَقيدَةُ (الإِسلامِ) الأَصيلِ الّذي لا شيءَ فيهِ اِسمُهُ سُنّيٌّ على حِدةٍ، أَو شيعيٌّ على حِدَةٍ، الإِسلامُ الّذي لا طوائِفَ فيهِ، الإِسلامُ الّذي أَنزلَهُ اللهُ تعالى على جَدِّيَ
الْمُصطفى الأَمينِ (صلّى اللهُ عليهِ وَ على آلهِ الأَطهارِ وَ صحبهِ الأَخيارِ وَ سلّم تسليماً كثيراً وَ روحي لَهُ وَ لَهُم جميعاً الفِداءُ)، الإِسلامُ الّذي يَحتَرِمُ الإِنسانَ بغَضِّ النظرِ عَن عِرقِهِ
أَوِ اِنتمائِهِ أَو حتَّى عَقيدَتِهِ، الإِسلامُ الّذي يُعطي للإِنسانِ حُريَّةَ الاعتقادِ بأَفكارٍ يراها هُوَ صحيحَةً دُونَ إِحداثِ ضَرَرٍ يُصيبُ الآخرينَ، الإِسلامُ الّذي لا فَرقَ لديهِ بينَ عربيٍّ أَو أَعجميٍّ إِلَّا بالتَّقوى، الإِسلامُ الّذي أَوجبَ عَلينا جميعاً أَنْ نحترِمَ زوجاتَ جَدِّيَ رسولِ اللهِ
(روحي لَهُ الفداءُ)؛ كَونهُنَّ أُمَّهاتُ المؤمنينَ، أُمَّهاتُنا، بما فيهِنَّ أُمُّنا وَ سَيِّدَتُنا عائشة
(رضيَ اللهُ تعالى عَنها وَ أَرضاها وَ عليها السَّلامُ وَ روحي لها الفِداءُ)، وَ أَن نحتَرِمَ جَميعَ
أَصحابِ جَدِّيَ رسولِ اللهِ (عليهِ وَ عَليهِمُ السَّلامُ وَ روحي لَهُ وَ لَهُم جميعاً الفِداءُ)،
وَ أَنْ لا نتدخَّلَ بأُمورٍ جَرَتْ فيما بَينهُم، تخصُّهُم هُم وَ لا تخُصُّنا نحنُ، وَ أَن لا نُزَّكّي أَحَدَاً، حتَّى أَنفُسَنا، لأَنَّ اللهَ هُوَ الّذي يُزكّي الأَنفُسَ لا نَحنُ..
قالَ تعالى:
– {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً، انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْماً مُبِيناً}..
[القُرآنُ الكريم: سورة النِّساء/ الآيتان (49 و50)]..
فمَن زكّى نفسَهُ أَو غيرَها إِمَّا أَنْ يرى نفسَهُ هُوَ اللهُ، وَ بهذا أَوجَبَ على نفسِهِ الكُفرَ،
وَ إِمَّا أَنَّهُ يُخالِفُ أَوامِرَ اللهِ، فأَوجَبَ على نفسِهِ النِّفاقَ، وَ في الحالتينِ مَعَاً أَصبحَ مَصيرُهُ الأُخرويُّ في الدَرَكِ الأَسفَلِ مِنَ النَّارِ!!
– لماذا؟
لأَنَّ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَكّدَ لنا أَنَّ الْمُنافقينَ وَ الْمُنافقاتَ في الدَرَكِ الأَسفَلِ مِنَ النَّارِ..
قال تعالى في مُحكَمِ كتابهِ العَزيزِ:
– {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَ لَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً}..
[القُرآنُ الكريم: سورة النِّساء/ الآية (145)]..
وَ قالَ تعالى:
– {الْمُنَافِقُونَ وَ الْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَ
يَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ، وَعَدَ اللهُ الْمُنَافِقِينَ وَ
الْمُنَافِقَاتِ وَ الْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَ لَعَنَهُمُ اللهُ وَ لَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ}..
[القُرآنُ الكريم: سورة التوبة/ الآيتان (67 و68)]..
وَ قَد بَيَّنَ لنا جَدِّيَ الْمُصطفى الأَمينُ رسولُ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وَ على آلهِ الأَطهارِ
وَ صحبهِ الأَخيارِ وَ سلّمَ تسليماً كثيراً) أَنَّ آيةَ الْمُنافقِ ثلاثٌ، مِنها: “إِذا حَدَّثَ كَذبَ”!!!
فليتبصَّرِ الجَميعُ وَ ليُلاحِظ، وَ لا حَظَّ لِمَن لا يُلاحِظ، لذا: ليسَ أَمامَنا سوى الصراطُ
الْمُستقيمُ، صِراطُ الّذينَ أَنعَمَ اللهُ عليهِم، {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّين}..[القُرآنُ
الكريم: سورة الحمد/ آخر الاية (7)].. وَ هُوَ: الإِسلامُ الأَصيلُ الّذي يَعتصِمُ فيهِ الْمُسلمونَ
وَ الْمُسلماتُ جَميعاً بحبلِ اللهِ وَ لا يتفَرَّقونَ مُطلَقاً! طاعَةً لقولهِ تعالى:
– {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَ لاَ تَفَرَّقُوا وَ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ
قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَ كُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ
اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}..
[القُرآنُ الكريم: سورة آل عمران/ الآية (103)]..
وَ طاعةً لقولهِ تعالى:
– {وَ لاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}..
[القُرآنُ الكريم: سورة آل عمران/ الآية (105)]..
هذا هُوَ الإِسلامُ الّذي أُؤمِنُ بهِ شخصيَّاً، وَ ما آمنتُ بهِ جُزافاً؛ بَل عَن عَقيدةٍ راسِخَةٍ
تمخَّضتْ بَعدَ التدقيقِ وَ التحقيقِ العلميِّ الرصينِ في جميعِ العقائدِ الّتي حَمَلتها البشريَّةُ
قاطبةً مُنذُ نشوءِ الإِنسانِ على الأَرضِ وَ حتَّى يومِنا هذا، وَ لو قامَ ليَ الدليلُ على أَحقيَّةِ
غيرِهِ مِنَ العقائدِ، لآمنتُ بما قامَ عليهِ الدليلُ وَ أَعلنتُ على الملأ صراحةً دُونَ خَجَلٍ أَو
وَجَلٍ! وَ لَن يَقومَ لي دليلٌ على عقيدةٍ حقَّةٍ سوى الإِسلامِ الأَصيلِ، فلاحِظ (ي) وَ تأَمَّل
(ي) وَ تبصَّر (ي)!
………
بقيَّةُ المقالِ في الجُزءِ الثاني منهُ إِن شاءَ اللهُ تعالى.