تَسيلُ على اللِسانِ بكُلِّ يُسرِ
………
من أَشعار: رافع آدم الهاشمي
الباحث المحقّق الأديب
مؤسّس و رئيس
مركز الإبداع العالميّ
………
قصيدةٌ شعريَّةٌ تتأَلَّفُ من (27) سَبعٍ وَ عِشرينَ بيتاً
………
يُحارُ الْمَرءُ حِيناً لَيسَ يَدري
هَلِ الأَيَّامُ كالأَنهارِ تَجري؟!
أَمِ الأَعوامُ في سَبقٍ سَريعٍ
تَذوبُ كما الْثلوجِ بيَومِ حَرِّ؟!
أَمِ الأَفرادُ شَتَّى في شَتاتٍ
وَ فيهِمْ تَصطَلي نارٌ بجَمرِ؟!
أَمِ الأَوهامُ أَضحَتْ في مَسيرٍ
يُسارُ بها بطَوعٍ دُونَ جَبرِ؟!
أَمِ الأَهدافُ أَمسَتْ في سُباتٍ
عَميقٍ فاستَطابَتْ تَحتَ قَبرِ؟!
أَمِ الإِنصافُ في زَمَنٍ توارى
بجُبٍّ مُظلِمٍ مِنْ غَيرِ نَصرِ؟!
أَمِ الْعَدلُ اِنكِسارٌ في هَوانٍ
يَجُرُّ الْذُلَّ عُسراً بَعدَ عُسرِ؟!
أَمِ الأَلفاظُ ماتَتْ وَ هِيَ حُبلى
بفَيضٍ زاخِرٍ مِنْ كُلِّ سِرِّ؟!
أَمِ الْعَقلُ الْحَصيفُ غَدا سَجيناً
يُكَبِّلُهُ الْهَوى إِصراً بإِصرِ؟!
أَمِ الأَفكارُ باتَتْ في سَرابٍ
فأَسكَرَها شَرابٌ مِثلَ خَمرِ؟!
أَمِ الأَشعارُ نَزفٌ مِنْ جُروحٍ
تَسيلُ على اللِسانِ بكُلِّ يُسرِ؟!
أَمِ التَّقوى قُيودٌ قَدْ توالَتْ
بسَوطٍ صارَ صَوتاً دُونَ فِكرِ؟!
أَمِ الإِهمالُ في نِعَمٍ تَنامى
نَعيماً مُكثِراً مِنْ غَيرِ شُكرِ؟!
أَمِ الإِحسانُ شَينٌ لَيسَ إِلَّا
أَتى بالشَرِّ دَوماً بَينَ شَرِّ؟!
أَمِ الْغَدرُ انتِباهٌ كانَ حِلَّاً
أَصابَ بأَهلِهِ خَيراً بخَيرِ؟!
أَمِ الأَفراحُ أَغصانٌ تَداعَتْ
تَئِنُّ وَ تَشتَكي بُعداً لِطَيرِ؟!
فَهَلْ مِنْ مُسعِفٍ يأَتي بشَيءٍ
يُعالِجُ مَنْ أَحَبَّ بغَيرِ مَكْرِ؟!
فإِنِّي عاشِقٌ أَبكي بلَيلٍ
طَويلٍ هَدَّني مِنْ بَعدِ صَبرِ!
أُناجي اللهَ مَنْ أَحبَبتُ أَرجو
رِضاهُ بكُلِّ وَقتٍ وَ هُوَ أَجري
فأَسجُدُ لِلحَبيبِ بفَيضِ دَمعٍ
يُقَطِّعُ في الْحَشاشَةِ وَ هُوَ يَسري!
وَ أَسأَلُ خالِقي إِيَّاهُ صِدقَاً
أَقولُ وَ في الْفُؤادِ وَضَعتُ عِطري
أَتاكَ مُتَيَّمٌ فيكَ اختياراًً
فأَمسى عاشِقَاً إِيَّاكَ تَدري!
أَغِثنِي عاجِلاً فالْسِجنُ أَبكى
حَنيناً لِلوِصالِ بكُلِّ حِجرِ
وَ ذي الْقُضبانُ أَوجَعَتِ اِنتِهاكاً
فَصَبَّتْ غَيضَها في كُلِّ شِبرِ
فأَهلَكَتِ الْشَّبابَ وَ صارَ يُفنى
مُنايَ بأَرضِ قَحطٍ عِندَ قِفرِ
فَفاضَتْ أَبحُرٌ بالْدَمعِ مِنِّي
وَ جَفَّ عَلى الْسُطورِ جَميعُ حِبري!
فَعجِّلْ رَحمَةً مِنكَ اِستَطابَتْ
وَ طابَتْ دائِماً في كُلِّ أَمرِ.

زر الذهاب إلى الأعلى