غير مصنف

كيف يتوب الانسان ولم يعترف بذنبه ؟؟؟؟

كيف يتوب الانسان ولم يعترف بذنبه ؟؟؟؟
بقلم / محمــــــد الدكــــــرورى 
أما آن لنا الآوان أن نعود الى طريق الله – عز وجل – وأن نتوب الى الله – سبحانه وتعالى – بتوبه صادقه ونعلم أن الله خلقنا وخلق هذا الإنسان آدم عليه السلام أبا البشر، وجئنا نحن من سلالة آدم عليه السلام من ماء مهين، وهو يعلم ما نفعل وما نعلن وما نخفي وما نقول، كله الله تعالى يعلمه، ويعلم أننا خطاؤون، ويعلم أننا مذنبون، ونقع في الذنوب والخطايا الكثيرة ..
وإذا ما نمنا ثم استيقظنا فأوّل ما نفتح أعيننا؛ تفتح على ماذا؟ تفتح على أشياء قد يكون فيها السيئات والخطايا والذنوب، العين تفتح على الشبكات العنكبوتية، أو القنوات الفضائية، ما تمر ساعة أو نصف ساعة وأنت تنظر؛ إلا ويعرض عليك ما يكسبك من الخطايا والذنوب، والخطايا والآثام والسيئات، هذا ما تكتسبه من العين.
وإذا فتحنا الأذن نستمع؛ فنكسب بسببها من الخطايا والذنوب، فلسنا معصومين، نحن بشر فتدخل الموسيقى والغناء، وأصوات النساء الفاجرات، وتدخل فيها الغيبة والنميمة، ويدخل في الأذن ما يدخل مما حرمه الله.
وإذا فتحنا الأفواه، هذا الفمُ إذا فتح؛ انطلق العنان للسان لارتكاب ما يغضب الرحمن سبحانه وتعالى؛ من كذب أو غيبة أو نميمة، واستماع وكلام وغيرها.
وإذا خرجنا من بيوتنا، بدأت الجوارح تفعل فعلها؛ بارتكاب المحرمات إلا من رحم الله، وهل نحن معصومون؟
وكم تكدست علينا من ذنوب في آخر النهار، في آخر الأسبوع، في آخر الشهر، في آخر السنة، في آخر العمر، مَن لنا إلا الله أن يغفر هذه الذنوب، ويمحوَ هذه الخطايا، ويعفوَ ويصفحَ عن السيئات؟ ما لنا إلا الله سبحانه وتعالى.
ولابد أن نتوب، لذلك يا عباد الله! ليس كل من :قال تبت إلى الله قد تاب، التوبة لها شروطها ولها أركانها، ولها صفاتها، فكيف يتوب إنسان وهو مصرٌّ على الذنب؟
كيف يتوب إنسان وهو لم يعترف بذنبه الذي اقترفه؟ وكيف يتوب إنسان وهو لم يعزم عزما أكيدا أن يقلع عن ذنبه؟ وكيف يتوب إنسان قد أكل مال غيره، أو انتهك عرضه ولم يستسمحه؟
وردّ الحقوقَ إلى أصحابها، هذا من شروط التوبة المقبولة، فالتوبة هى الإقلاع عن الذنب، والندم على ارتكاب الذنب، والعزم على عدم العودة إلى الذنب، وردُّ الحقوق إلى أهلها.
لذلك لنا قدوة في الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وما من نبي إلا قدّم التوبة إلى الله، من أي شيء؟ من أشياء هذا النبي اعتبرها خطيئة، واعتبرها معصية فتاب منها.
ومن أوائل التائبين الرجاعين إلى الله جل جلاله؛ آدم وحواء، عليها السلام، عندما أُمرا بعدم الأكل من شجرة، ونهوا عن الأكل من شجرة معينة، فبعد النسيان أكلوا منها نسيانا، فحسبت سيئة في حقهم واعترفوا قائلين: ﴿ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾. فغفر لهم ورحمهم.
كذلك نبى الله نوح عليه السلام، عندما طلب من الله أن ينجيَ ابنه، وابنُه كان مع الكافرين، والكافر لا شفاعة فيه، فماذا قال نوح عليه السلام؟ ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾.
 
كلها توسل وطلب مغفرة، وتوبة بين يدي الله عز وجل.
وموسى عليه السلام، عندما سأل الله الرؤية رؤية الله سبحانه وتعالى، عندما سمع الكلام لم يصبر على أن يراه، فطلب من الله؛ كما أسمعتني كلامك يا الله، فأرني أنظر إليك، لكنه ما استطاع أن يصبر على تجلي الله عز وجل للجبل، فقال موسى عليه السلام تائبا: ﴿ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾.
وداود عليه السلام، عندما اختبره الله عز وجل وامتحنه، بمن تسوّر عليه المحراب، فحكم لأحدهما قبل أن يسمع من الآخر، قال سبحانه: ﴿ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ﴾…. فما آن لنا الآوان من توبه صادقه ورجوع الى الله ؟؟؟؟
كيف يتوب الانسان ولم يعترف بذنبه ؟؟؟؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى