نجني يارب من ظلم الحياة
بقلم مصطفى سبتة
في ستر عزك يا إلهي تعلقت
روحي وفاضت بالدموع تعجل
زادت ذنوبي يا إلهي عظيمة
والعفو منك إن أتاني يشمل
طبت كثيرا والذنوب قد نمت
مثل الجراد بكل واد يهطل
أبكي بليلي قد رفعت لك يدا
رباه زدني بفضلا عزك أكمل
طغت الحياة بكل لون سافر
والناس صرعى بالمظالم قد علو
لا هذا يهدأ والحياة كئيبة
فالأخ عدو لا يبالي ويفعل
كل الذنوب في حياته راغبا
ذلا أبينا وكل خير عطلوا
لا خير فيهم والحياة مريرة
في كل باب للشرور قد بلوا
هذا يكيد دون وعي قد طغى
لا فضل منه حين بات يزلزل
يمشي كأن الكون ملكا قد ورث
يعلو بظلم فوق ظلم يقبل
كنت الغريب بين أهل أعرف
الظلم فيهم مثل الجحيم يجلجل
كل المظالم لست أدري ذنبها
بين الجميع كأني طيف مهمل
يعدو عليا بظلم ليل بغيهم
ماذا أقول وبظلمكم ما أفعل
حتى صغير الحي منهم قد عدى
والعدو أهون من عدو موحل
والجرو أن يعدو الطريق مغايرا
فالأب ينتظر الجناية يحفل
لي بين جنبيا قتيلا قد أبا
ظلما وبات على المواجع يذبل
يا فيض عدل من إله ماغفل
كل الوجود بفضله لا يغفل
أفعل بظلمك ما استطعت ظالمي
في الغد نلقى الله بأمر موجل
ماذا تقول وقد بغيت ظالما
فوق الجميع وكنت قولا أقول
منك الجراء قد تولوا سعيهم
لا خير فيهم فالمصائب تسعل
والحقد بات بلا هوادة تبتغي
كيف الفرار والظلم منه أثمل
ما عدت أقوى على المظالم كلها
ظلما بظلم وليس قلبي يفعل
في كل واد قد علمت بأثرهم
من كاد كان مثل نار يقتل
زر الذهاب إلى الأعلى