مقالات وتقارير
المعاناة والذات
المعاناة والذات
شريف تيتو
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله الذى زين القلوب أوليائه بأنوار الوفاق ،وسقى أسرار أحبائه شراباً لذيد
المذاق، وألزم قلوب الخائفين الوجل والاشفاق،فلا يعلم الانسان فى أى الدواوين كتب
ولا فى أى الفريقين يساق، فإن سامح فبفضله، وإن عاقب فبعدله،ولا أعترض على الملك الخلاق.
وأشهد أن لاإله إلا الله ،وحده لاشريك له,له الملك وله الحمد ،وهو على كل شيء قدير،
إله عز من اعتز به فلايضام، وذل من تكبر عن أمره ولقي الاثأم.وأشهد أن سيدنا وحيبنا
وشفيعنا محمد عبدالله ورسوله،وصفيه من خلقه وحبيبه ،وخاتم أنبيائه، وسيد أصفيائه
،المخصوص بالمقام المحمود ،فى اليوم المشهود ،الذى جمع فيه الأنبياء تحت لوائه.
أما بعد………
سوف أتحدث عن شعور يأتينا دائماً فى الحياة، فهذا الشعور لا يفرقنا بل يظل معنا حتى
اللحد، ثم يتركنا ربما لأننا لا نشعر بقيمتنا فى الحياة .فمحاور المقالة أثنان المحور الأول
المعاناة فى الدنيا وهى مرتبطة بالإنسانية وطرق المعيشة كأنسان لة حقوق وعلية من
واجبات ليستفيد من الحياة بالقدر الذى قدرة له الخالق ثم يساق إلى عالم أخرى خالى
من التفكر ليرى اليقين التام لحقيقة البشرية ،وأنه كان يعش فى خدعه كبيرة ساقته
إلى دار لا يستطيع أن يبدى برأيه بها وهى جهنم كما قال الحق سبحانه وتعالى بسم
الله الرحمن الرحيم (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ
صُنْعًا ) صدق الله العظيم. المحور الثانى معنى المعاناة فى الدين وماهى أسبابها ؟وما
الحكمة منها؟ وهل هى أبتلاء بشرى ناتج من سوء التفكير، أما من أبتلاء ألهى له حكمة فى ذلك.
قبل أن أوضح المحوارين يجب أن أوضح تعريف بسيط للمعاناة وهى الفجوة بين الواقع
وبين ما تريده ويقول الحق سبحانه وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم(فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا
الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ
بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ)أية رقم35 سوره الأحقاق،فالواقع فى الحياة يختلف
من أمة إلى أمة لذلك نجد الكثير من البشرية تحاول التخلص من المعاناة بطرق يعتقدون أنها الأفضل فى الحياة كالشعوذة والدجل وما إلى ذلك……..
ولكى نقضى على المعاناة فى الدنيا يجب أن نفعل أو نتخذ قرارين لتحديد المصير
الحتمى للتكيف مع البيئة التى نعيش فيها هما أما أن نغير الواقع ،أو نغير ما نريده مع
الاحتفاظ بالعقل كوسيلة للنجاة من المفاسد التى تتساقط علية من كل جانب لكى
تفسد الطبيعة البشرية فعلى الانسان أن يفكر فى كل أمر يفعله حتى يتجنب الوقوع فى المفاسد التى تقضى على النفس البشرية.
المحور الاول المعاناة فى الدنيا أو بلفظ أخرى الحياة ،فالحياة تشمل المادة والكائنات
الحية فأذا تمعنا فى كل هذا سنجدهم يعنون مثل البشر ،لماذا المعاناة ؟فاالإجابة على
السؤال لها شقين ،شق فلسفى يختص بالحياة التى نعيش فيها والانماط الشاذة التى
أنتشرت فى المجتمعات والتى بصددها تعرقل التنمية والذات وربما يأخذنا الامر إلى
أسوء من ذلك، وشق أخرى مبنى على دوافع وسلوكيات ناتجة من سوء الاستقامة
وتهذيب الذات على الافعال الصادقة وغرس الافكار المبنية على اليقين السليم فى المراحل العمرية الاولى (الطفولة) .
الشق الاول:فى مجال الفلسفة نحدد الشئ حسب الطبيعة التى يبنى عليها مبادئه
ويجد صعوبة فى تحديد من يتفق معه فى الحياة ،ويظل يجتهد فية لكى يحصل على
مراده، وتلك هى المعاناة عند البشر أثبات الذات فى الحياة حتى يكون له فائدة فى
المجتمع وكذلك الأشياء الثابتة تظل فترات من الزمن لكي تكون لنا في نسق منظم
تستفيد منه البشرية، أذا فالمعاناة بين البشر والجماد تشبة تماما المعاناة بين البشر
والبشر، ولكن الفرق بينهما أن الانسان يشعر ويفكر أما الذين يشبهون الجماد فلا يشعروا
ولا يفكروا فالامر واقع لا محال ليكونوا لنا الشئ الذى يصنعوا بذاتهم من ذاتهم،أى أنة
أجبار لا سلطة لهم فية.هذا ليس مقصد يقيني بل تعبيرعن مكنونات ودوافع سلوكية لا علاقة لها بالحياة داخل البشر مثل الجماد لا يتغيرون ويعتقدون أن التغير لعنة تصيب
الانسانية وتدحرجها عن المبادئ الصالحة للمجتمع،هؤلاء البشر لا يعتقدون أنهم هم بذاتهم اللعنة التى أبتلا بهم المجتمع فلا تقع الفاجعة ألا على المجتمع .
الشق الاخرى فهم يعتبرون هاجس من المرض النفسى الذى يصيب الانسان فى عقلة لأنة ينظر إلى الأمور بحساسية مفرطة وعندما يجد النقيض الذى كان يرى فية الشئ
الجيد ينكس عندما يجدة مختلف عما كان يرى فى الماضي فيصيب بالمعاناة بين الصواب والخطاء بين المنافق والكاذب وتحدث فجوة بين نفسة وتصديق الواقع ربما يؤدي بة الامر
إلى العزلة أو الانتحار أو اللامبالاة أو ينكر وجود الخالق ليجعلها صفة ذاتية من المخلوق وأن الاعمال التي تأتى من الخير كان الانسان مقياس لهذة الاعمال وليس للخالق لة أمر فيها أى الاعوج عن الطريق المستقيم وهو ما يسمى الألحاد.
الانسان الذى يعيش بلا هدف بلاشاطئ يسبح لة لتكون النهاية ليجد الامان فلا قيمة لة فى الحياة فالحياة لا تقبل الضعفاء الذين لا يؤثرون فى المجتمع حتي ولو ملك الخبز وافرا
كل الوفرة بسم الله الرحمن الرحيم(وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا (23)) .
المعاناة معرفة يقين ذاتك وما سبب وجودك في الحياة معرفة كلية وليست جزئية أن تعرف نفسك وتبحث عنها وتكون أنت قائدها وليس تابع لأحد فليست دائما الامور تسير بمنعطفات ترضيك .
فى النهاية أقول ليست الدنيا دار راحة بل هى دار شقاء وتعب وليس كل البشرية متفقين مع بعضهم البعض فمنهم يختلفوا وفيهم مختلفوا، لسنا كلنا نشبة بعض البعض،
من المعاناة أن نجادل من أجل التفرقة وبث روح الكراهية فى نفوسنا من أجل أعلاء الرأى الاخرى فأنظروا إلى الحروب والمعارك التى حدثت فى الماضي ما سببها ؟ ترى
هل يسأل أحد عن السبب؟ السبب هو أثبات الذات علي حساب الأخرين دون الشعور بالذنب.
بسم الله الرحمن الرحيم( لقد خلقنا الإنسان في كبد )المعاناة الحقيقية التى يجب أن نسعى أليها العبادة والاخلاص لله .