حكاية امرأة دافعت عن طليقها حتى الموت
كتبت/مرثا عزيز
حتى بعد تطليقها، لم تنسَ “مؤمنة. ع” وجود علاقة عاطفية بين طليقها وجارتها “سها” فحاولت مرارًا إنهاء تلك العلاقة؛ كان آخرها حينما التقت غريمتها أمام إحدى المطاعم لتنشأ بينهما مشاجرة انتهت بمقتل الأولى دفاعًا عن “أبوالعيال”.
قبل 8 سنوات تزوج “عماد. ح” نجار، “مؤمنة” ربة منزل، وسط حياة أسرية هادئة مستقرة رزقا خلالها ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 7 سنوات.
بحثًا عن فرصة عمل أفضل، انتقل عماد بأسرته الصغيرة من بني سويف إلى القاهرة منذ قرابة سنة متنقلًا بين أحيائها حتى استقر بمنطقة كوتسيا في المعادي، يقول “حسين. ا” جار المجني عليها.
رويدًا رويدًا، ذاع سيط الزوج في المنطقة، أصبح الجميع يتحدث عن مهارته وأمانته في مهنة النجارة، يشير الجيران في حديثهم انه
خلال شهر رمضان الماضي، استعان “عادل. ا” بجاره “عماد” لإتمام بعض الإصلاحات في الأبواب والشبابيك بشقته، حيث تعرف النجار على زوجة صاحب المنزل “سها”.
توطدت علاقة النجار بزوجة “عادل” ثم تطورت إلى علاقة عاطفية ضربت استقرار أسرة “عماد” بعدما علمت زوجته، فباتت مشاجراتهما معتادة لدى الجيران تنتهي بتدخل أحدهما للصلح بينهما.
مع استمرار خيانة الزوج لزوجته، غادرت “مؤمنة” منزل الزوجية وانتقلت غاضبة إلى منزل والدها في أحد الشوارع المجاورة وبعد فشلها في إبعاد زوجها عن جارته انتهى الأمر بالطلاق.
بالرغم من تطليقها وإقامتها لدى والدها إلا إن مؤمنة لم تتأخر عن خدمة طليقها فكانت تتردد على منزله لترتيبه وتجهيز الطعام الذي يكفيه عدة أيام، يقول أحد المقربين من الزوج: “استبشرنا خيرا بترددها على البيت”، ما دفعنا لمحاولة إعادتها مرة أخرى له وإنهاء الخلاف، وتم الاتفاق على عقد جلسة صلح يوم الجمعة الماضي، لكنّ ظرفا طارئا حال دون ذلك وتم تأجيل الجلسة لموعد آخر.
عقارب الساعة تشير إلى الحادية صباح الأحد الماضي، توجهت “مؤمنة” إلى مطعم بالمنطقة وما إن شاهدت جارتها “سها” عاتبتها على علاقتها العاطفية بزوجها السابق، مطالبة إياها بالابتعاد عنه، فتبادلا السباب، وتدخل الأهالي والمارة لفض المشاجرة.
دقائق معدودة وحضر “عماد” طليق مؤمنة، محاولًا تهدئتها وإبعادها عن المنطقة، بينما هو كذلك باغته “عادل” زوج “سها” التي يرتبط معها بعلاقة عاطفية طعنًا بكزلك، فأصابه في الوجه والظهر.
“مش هسيبك تموت”، مع خروج تلك الكلمات، اندفعت مؤمنة نحو طليقها تحتضن إياه لتتلقى طعنة قاتلة، بدلًا منه في أعلى الظهر لتسقط غارقة في دمائها أمام المارة، حسبما يصف شاهد العيان محمد إبراهيم الحادث.
تحول المتهم عادل إلى ثور هائج، أخذ يعتدي بالكزلك على كل من يحاول الإمساك به لإبعاده عن قتل “عماد” حتى تمكن الأهالي من السيطرة عليه واحتجازه داخل أحد المحلات بالمنطقة، ثم أبلغوا قسم شرطة المعادي.
انتقلت قوة أمنية إلى مكان الحادث، حيث ألقت القبض على عادل، وتحفظت على كاميرات المراقبة، وتحرر المحضر اللازم عن الواقعة، وإحالته للنيابة التي تولت التحقيق.
وأمام النيابة قال المتهم عادل إنه لم يتعمد قتل المجني عليها، وإنما قصد تأديب زوجها عماد، مضيفًا: “لقيتها حجزت بيني وبينه فالضربة جت فيها موتتها”، فقررت حبسه 15 يومًا.
وصرحت النيابة بتشريح جثة المجني عليها وتسليمها لذويها لدفنها، وانتقلوا لدفنها في بني سويف حيث نشأت.
ورغم مرور عدة أيام على وقوع الحادث، فما زال الحزن يكسو منزل “عبدالمغني. س” والد مؤمنة، ويرفض الحديث إلا بكلمات مقتضبة يرد بها على المعزين.
زر الذهاب إلى الأعلى