– أين الدليل في طريق الرحيل ؟!
بقلمي▪آيه سيد
-تلك التفاصيل الصغيرة و التراكمات الكثيرة التي تجعلنا نتألم و نتوجع؛
تلك اللحظات التي نقضيها بمفردنا نلوم فيها أنفسنا علي كل ما كان منا و
علي كل ما بذلناه دون أي مقابل و علي خساراتنا المتكررة؛تلك اللحظات
التي بكينا فيها من شدة الالم وحدنا ؛مع أنه من المفترض الا نكون في
تلك الأوقات بمفردنا لاننا نكون بحاجة لمن يحتوي اوجاعنا و يضمد جراحنا.
حينما يصبح العتاب بلا جدوي؛ حينما تؤلمنا مواقفهم و تصدمنا افعالهم
فتستدرجنا لعالم يملؤه الحزن من شدة قسوتهم؛ و لكننا من فرط حبنا
لهم نُصر علي أن نظهر في كامل ثباتنا و تحملنا؛ كما لو أننا لم نتأثر؛ لم
نتألم و لم نتأذي
مع أن افعالهم تحزننا و قسوة مواقفهم تعذبنا؛ كُنا لا نحظي بالتقدير
الكافي لنا؛ فنفقد ثقتنا بأنفسنا و نفقد جزءاً من أنفسنا ؛ و في كل مرةٍ
كان ينبغي علينا أن نرحل و لم نفعل و صممنا علي التحمل و البقاء فظنوا
ضعفٌ منا.
ف تمادوا في تحطمينا و إشعارنا بإنعدام القيمة و نحن تمادينا في تحملنا لهم ولم نرحل.
تجتمع كل تلك المواقف؛ كل تلك التصرفات و الافعال ؛و كل تلك
التراكمات؛ لتجعلنا نركض في طريق الرحيل دون النظر إلي الوراء؛ دون
الشعور بأي رغبة في العودة من جديد.
لأننا تحملنا الكثير و الكثير أكثر مما ينبغي؛ صبرنا حتي انفجرنا.
فلم يعد يهمنا إلا الخروج من نفق العلاقات المزيفة حتي لا نخسر ما تبقي منا.