العمل للصالح العام أساس التقدم في المجتمعات
كتب / محمود الحيله
إن المصالح العامة، والمصالح الخاصة من العبارات التي يكثر استخدامهما
في المجتمعات الإنسانية، وهي من لوازم الحياة، فلكل نوع مجاله،
وحدوده، وربما المعروفة لدى الكثير من أفراد المجتمع، وخصوصاً أصحاب
البصائر النيّرة، والرؤى المعتدلة، وإذا عَرف كل إنسان مسؤولياته،
وواجباته انتظمت الحياة، أما إذا قُدمت المصالح الخاصة على المصالح
العامة، فهنا تكمن المشكلة، وتتعالى الصيحات بالإصلاح ليتحقق للمجتمع
استقراره، وتقدمه، ورقيه.
إن بعض المجتمعات الإسلامية للأسف الشديد اليوم تعاني من تقديم
المصالح الخاصة على المصالح العامة في الكثير من شؤون الحياة، وقد
أشتهر تسمية ذلك بين الناس بالفساد الإداري، وأي فساد، وضرر أعظم
التعدي على المال العام، والحقوق العامة، والتساهل في ذلك دون خوف
من الله تعالى، أومن خلقه.
إن التعدي على المصالح العامة تعدٍّ على حقوق المجتمع بأكمله، وضرر
يلحق بالجميع، بل هو في الحقيقة جريمة في حق المجتمع لما له من
آثار سلبية خطيرة، ولا نبالغ في القول أن ذلك أصبح مشكلة متلازمة مع
المجتمعات النامية ومنها بعض المجتمعات في العالم الإسلامي.
ولاشك أن الثورات التي قامت مؤخراً في بعض المجتمعات الإسلامية
تؤكد بجلاء تام أنها عبارة عن ردود أفعال طبيعية لتفشي سيطرة المصالح
الخاصة على المصالح العامة، وهذه المشكلة الخطيرة من الأسباب
الرئيسة التي جعلت أكثر المجتمعات الإسلامية في تخلف، وموضع ازدراء
من المجتمعات المتحضرة اليوم.