كيف أوقعت الشرطة بعصابة بيع الأطفال بالإسكندرية؟ (القصة الكاملة)
كتبت/مرثا عزيز
باعت ضميرها وشرفها للشيطان، وألقت بجسدها في أحضان العشيق، بعد عامين ونصف من تركها عش الزوجية، واختفائها بشكل مفاجئ، إلا أن صفو علاقتها المشبوهة عكره خبر حملها سفاحًا، لتبحث “وفاء” وعشيقها الطالب، عن طريقة للتخلص من جنينها، إلى وقعت أعينهم، على إعلان لشراء الأطفال، فقررا ضرب عصفورين بحجر واحد، التخلص من الرضيعة، والحصول على أموال.
لم تكن تدري طالبة المعهد العالي للسياحة والفنادق، أن العقاب من جنس العمل، ولم تعي أنه سياتي اليوم الذي ستلقى فيه جزاء ما اقترفت من آثام، إذ أن العلاقة الآثمة التي جمعتها بعشيقها أثمرت عن طفلة سفاح، وظل العشيقان يبحثان عن طريقة للتخلص منها، خشية افتضاح أمرهما.
إعلان تبني
كانت الزوجة الخائنة تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، وبالها مشغول بتلك الرضيعة التي عكرت صفو حياتها، وفجأة صرخت من الفرحة وكأنها وجدت طوق النجاة، أسرعت بالنداء على عشيقها، وأخبرته بوجود إعلان على “فيسبوك” يطلب أطفال للتبني، إضافة إلى دفع مبلغ مالي لأسرة الأطفال.
خطة محكمة
“وفاء” لم تكن وحدها التي شاهدت الإعلان، إذ رصده الرائد محمد عبادي الضباط بمكتب إدارة مكافحة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر، وتبين أن صاحب الإعلان أرقام هاتفية لراغبي شراء الأطفال مقابل مبالغ مالية.
وضع الضابط تقرير بين أيدي قيادات الإدارة، وبناء عليه بدأ الضباط في وضع خطة محكمة للإيقاع بالتشكيل، وأسرع الرائد “عبادي” بالاتصال بـ”محمد. إ” أدمن الصفحة المشار إليها، مبديًا رغبته في شراء طفل حديث الولادة، ليعرض عليه المتهم طفلا يبلغ من العمر 8 شهور.
عقب صدور إذن من النيابة العامة، جرى تسجيل كافة المكالمات بين الطرفين، إلا أن المتهم أخبره هاتفيا بعدم تمكنه في التصرف في الطفل المتفق عليه، وعرض عليه طفلة أخرى مقابل 65 ألف جنيه، ووعده بتسليمها له يوم الثلاثاء 16 يوليو الجاري، أمام مستشفى الشاطبي بالإسكندرية.
تحرك الضابط، رفقة العقيد تامر سمير مدير المكتب، من القاهرة إلى الإسكندرية على رأس قوة بالتنسيق مع الأمن العام، لتنفيذ قرار النيابة العامة بضبط وإحضار المتهم.
موعد على المقهى
في الموعد المحدد، وصلت القوة، واتخذ أفرادها أماكنهم بمداخل ومخارج مقهى شعبي بجوار مستشفى الشاطبي حدده المتهم هاتفيا، للتقابل مع ضابط الشرطة، بعدما نجح الأخير في إيهامه بأنه زبون يريد شراء طفل.
“والدة الطفلة وضعت الطفلة المراد بيعها صباحا بمستشفى الشاطبي” هكذا قال المتهم لضابط الشرطة على المقهى المشار إليه، متابعا: “سيحضر الشخص المرافق للأم الآن وعقب استلام الطفلة ستقوم بتسليمه 50 ألف جنيه، وحلاوتي 15 ألف يابيه”.
دقائق قليلة مرت قبل أن يحضر عشيق الأم، ويخبرهما أن والدة الطفلة ستخرج من المستشفى خلال نصف ساعة، وانصرف رفقة المتهم الرئيسي لإنهاء إجراءات خروج الأم والطفلة بعدما طلب من ضابط الشرطة التحرك بالسيارة وانتظارهما خارج المستشفى.
سقوط العصابة
وفقا لتحقيقات النيابة، خرج المتهم الأول والثاني رفقة الأم وطفلتها من باب المستشفى، وداخل السيارة طلب الأول من الضابط المبلغ المتفق عليه ليسلمه الطفلة.
لم تمر لحظات حتى أعطى الرائد محمد عبادي إشارة الضبط للعقيد تامر سمير، الذي حاصر السيارة، وتمكن والقوة المرافقة من القبض على المتهمين وبحوزتهم الرضيعة.
باقتياد المتهمين إلى قسم شرطة باب شرقي الذي يبعد عن المستشفى المشار إليه أمتاًر قليلة، تبين من الفحص أن الأم تدعى “وفاء. أ” 27 عاما، طالبة بالمعهد العالي للسياحة والفنادق، مقيمة بدائرة القسم.
وبتفتيشها عثر بحوزتها على جواز سفر، إخطار ولادة من مستشفى الشاطبي مدون به نوع المولود أنثى، ومؤرخ بتاريخ 16 يوليو الجاري، وصورتين من عقد زواج خاصة بالمتهمة، وصورة رقم قومي لزوجها “ع. ع”، وهاتف محمول.
أما المتهم الثاني فتبين أنه “كريم. أ” 28 عاما، طالب، مقيم بمحافظة كفر الشيخ، ولا يحمل إثبات شخصية، بينما يدعى الثالث “محمد. أ”.
علاقة آثمة
وأمام المستشار خالد عبد القوي، رئيس نيابة شرق الإسكندرية الكلية، أدلت المتهمة باعترافات تفصيلية عن الواقعة، قائلة إنها متزوجة من “ع. ع” وهجرت منزل الزوجية منذ عامين ونصف بسبب خلافات بينهما، إلا أنها مازالت في عصمته.
وأوضحت المتهمة أنها تعرفت خلال تلك الفترة على المتهم الثاني “كريم” ونشأت بينهما علاقة غير شرعية، وعاشرها معاشرة الأزواج، ما نتج عنه حملها سفاحا، ما جعلهما يقررا التخلص من الطفلة خشية افتضاح أمرهما ولعدم قدرتها على الإنفاق على الطفلة.
وأضافت الأم أنها وعشيقها تواصلا مع المتهم الثالث من خلال الأرقام المدونة على صفحة “أطفال للتبني بمقابل مادي للأسرة” وأخبرهم بأن لديه مشتري للطفلة مقابل مبلغ 50 ألف جنيه.
وأقرت أنها قيدت الطفلة بسجلات المستشفى باسم زوجها المشار إليه من خلال استخدام صورة ضوئية لوثيقة عقد الزواج، وأخرى لبطاقة الرقم القومي