الحب لأولي الألباب أصدق
بقلم مصطفى سبتة
و الحب موهبة بعلم نافع
مصقولة تعطى من الوهّاب
و ثيابها الأمجاد تكسو جلدتي
في المشترى بيعت من الثوّاب
و الناي يطربني الجميل غناؤه
و فم الزمان يكون كالقصّاب
أوزانه رقصت على شطحاتها
أنفاسه بانت بلا الأعطاب
و المدح جاء بكثرة الأسباب
و السب يهوى خاطر السبّاب
في الشعر للغزل العجيب علوه
و السلب كان بهيئة السلاّب
في النظم للوصف الجميل نطاقه
قصر القصيد يصان بالسرداب
للفخر في الزمن المجيد سموه
طلب العلاء يروق للطلاّب
كل الهجاء بلا الدليل نذمه
و الطوب تصنع راحة الطوّاب
يحلو النسيب بنسبة الأنساب
و الشرب طاب بمشرب الشرّاب
أقماره تختال في أقداره
و تعلق الأشياء بالأذناب
و شموسه بدري تميل أمامه
مسحورة من نظرة الإعجاب
للشاعر الفحل المجيد سيادة
و قيادة مع أروع الألقاب
لعب و لهو في حياة فؤاده
كالطفل يعشق كومة الألعاب
في شدوه النفس الطويل أبانه
صلى صلاة الشكر في المحراب
تسري المعاني في المباني مثلما
تجري مياه الغيث في المئزاب
قطب الرحى إني الأديب بدولتي
فيها المحاور قوة الأقطاب
تقضي القوافي يا زمان بنظمها
طول الوسيلة غاية الآراب
روحي هو الحزن الشديد يشفها
و المشتكي بدني من الأوصاب
و الحب يعلو في المعالي قصره
و شهيده أرمى على الأعتاب
فيه القصيد فنونه و فتونه
يسمو الخطاب بمنبر الخطّاب
و تبيع وهما للجموع اميرتي
و الظلم سن بمجلس النوّاب
كالماء من تحت السماء حروفه
تسقي الورى في المنزل المجداب
علم الجمال و فنه عشق الخطيب
و تضرب الأحزاب بالأحزاب
مثل المحامي دافع الأفكار عنها
أجره المشمول بالأتعاب
طول الهوى طرح الفؤاد سؤاله
يرجو الجواب بمدخل الحجّاب
للحرف في دنيا السطور بريقه
كالبرق لاح بساحة الوثّاب
نهج البلاغة من إليه يهتدي
يحيا الخلود بدورة الأحقاب
و الشاعر الأشعار حربته رماها
في وغى الأفكار كالحرّاب
في الشعر أسئلة طرحت يرده
الدهر الجواب بباحة الأجواب
و سفينة الكون الإله يقودها
ما قد جرت بتعدد الأرباب
مثل الرحى ملهى الحياة و عندها
قد دار بالأزلام و الأنصاب
ديوانها العرب الجميل يكون قد
صار التفاخر فيه بالأنساب
أسياده نالوا المعالي أهله
مثل العبيد بحضرة الجلاّب
تزهو القصيد شموسه و بدوره
و بيوته تزدان بالأوقاب
عين الزمان ترى جميع عجائبي
تزداد طول الحسن بالأهدا
زر الذهاب إلى الأعلى