كلمة السيد الوزير في مؤتمر المدن الخضراء بلندن
كتب جهاد بكر كيلانى
أكد اللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية إن التحول إلى المدن الخضراء لم يعد
مجرد خياراً يمكن الأخذ به أو تجاوزه ، ولكنه أصبح الخيار الوحيد الذي يمكن من خلاله
مجابهة خطر التغيرات المناخية والتحديات البيئية التي يواجهها العالم ، وقال شعراوي
إن فكرة المدن الخضراء تكتسب أهميتها من أهمية وطبيعة التحدي الذي تواجهه
البشرية الآن في ظل الخطر الذي تمثله التغيرات المناخية، وأشار وزير التنمية المحلية
إلي أن العالم مطالب بتعظيم الاستفادة من الطاقة البديلة، وتبني منظومة متكاملة من
الإجراءات والحلول التي تطبق على مرافق المباني ومكونات المدينة فتقلل من استهلاك
وانبعاثات الطاقة والفاقد منها ، وتحولها إلى عناصر مفيدة للبيئة وللمدينة وساكنيها.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها اللواء محمود شعراوي في مؤتمر المدن الخضراء الذى
نظمه البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية بالعاصمة البريطانية لندن والذي حضره عدد
كبير من مؤسسات التمويل الدولية والمشاركين من الدول والعواصم في الدول التي تأتي ضمن مبادرة البنك
واستعرض شعراوي التجربة المصرية المتعلقة بتعزيز التوجه نحو إقامة مدن وحلول
عمرانية قادرة على التخفيف من أثر التغيرات المناخية وتحقيق غايات الهدفين الحادي عشر والثالث عشر من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030.
وقدم وزير التنمية المحلية الشكر للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار لما يقدمه من دعم
ومساهمة في مشروعات تعزز من التوجه نحو المدن الخضراء والنظم المستدامة
المخففة من أثر التغيرات المناخية في مصر .
وأشار شعراوي إلى التعاون القائم حالياً بين مصر والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار في
تنفيذ مشروع التحول إلى المدن الخضراء الذي يستهدف التطبيق على عدد 4 مدن
مصرية كنموذج رائد وهي «وسط القاهرة، والإسكندرية، وبورسعيد، وأسوان» مشيراً
الي قيام البنك بتقديم الدعم الفنى وتحديد الأولويات والتأثيرات البيئية والمشروعات
المطلوب تنفيذها لتحويل المدينة إلى مدينة خضراء وهو أحد المشروعات الطموحة التي
نعول كثيرا على التوسع فيها بالمستقبل القريب.
وشدد شعراوي علي إن مصر – وفي إطار استراتيجيتها التنموية الشاملة التي انطلقت
منذ خمس سنوات – وضعت نصب أعينها عنصر الاستدامة البيئية في التنمية من خلال
الحرص على دمج الأبعاد البيئية في تخطيط وتصميم وتنفيذ كافة المشروعات التنموية
التي يجري تنفيذها على أرض مصر, وأولت أهمية قصوى لتبني ” الحلول ” التي تدعم
التحول نحو المدن الخضراء سواء كانت ” حلول الطاقة” ، أو ” حلول البيئة ” أو حلول المياه والصرف “.
وأشار الوزير إلى مصر فيما يخص ( حلول الطاقة) ضخت استثمارات غير مسبوقة في الاستفادة من الطاقة البديلة كالرياح والطاقة الشمسية، وتبنت خطط ومشروعات طموحة للتوسع في استخدامات الطاقة البديلة المستدامة خاصة الطاقة الشمسية ،
وربما يكون وجود أكبر مشروع من نوعه لانتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في جنوب مصر دليل قوى على ذلك ، وهو مشروع ” بنبان ” الذي يشارك البنك الأوروبي لإعادة الإعمار في تمويله ضمن عدد آخر من شركاء التنمية ويجسد نموذج متميز للشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وتابع الوزير : أما على مستوى حلول البيئة فإن الدولة المصرية، وفي إطار التزاماتها الدستورية وتكليفات القيادة السياسية تولي اهتماماً كبيراً بقضية التعامل مع المخلفات
الصلبة ، ويعكس برنامج الحكومة المصرية هذا الاهتمام بشكل واضح، حيث يستهدف البرنامج تحسين ممارسات معالجة تدوير المخلفات وزيادة نسبة التخلص من المخلفات الصلبة بصورة أمنة، ورفع كفاءة جمع المخلفات البلدية وزيادة نسبة المخلفات البلدية الصلبة المجمعة وتدويرها بطريقة سليمة بيئياً.
وأشاد اللواء محمود شعراوي بمساهمة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار في هذا الملف من خلال دعمه لمشروع مصرف كتشنر والذي نعول عليه كثيراً في دعم المنظومة الجديدة لإدارة المخلفات ، والتخلص من أحد أهم مصادر التلوث البيئي في مصر.
وفيما يخص البعد الثالث من أبعاد التحول للمدن الخضراء وهي حلول المياه والصرف قال شعراوي إن مصر تبذل جهوداً كبيرة حالياً لتحسين كفاءة استخدامات المياه في أغراض الشرب والري وتقليل الفاقد منها والاستفادة بتكنولوجيا التحلية والمعالجة على نطاق
واسع ، وتفتح أبواب الاستثمار في هذه المجالات أمام القطاع الخاص وشركاء التنمية ،
فضلا عن البرنامج الطموح للحكومة المصرية لسد الفجوة القائمة في معدلات التغطية
بخدمات الصرف الصحي وتوصيل هذه الخدمة الحيوية إلى كل مدن وقري جمهورية مصر العربية.
وأكد شعراوي أن الدولة المصرية تتبنى مخططًا استراتيجيًا طموحا للتنمية العمرانية في
مصر، يستهدف زيادة مساحة المناطق المعمورة، وإنشاء التجمعات العمرانية والمدن
الحضارية التي تراعي الأبعاد البيئية ويتوفر بها عنصر الاستدامة ، وذل بهدف تخفيف
الازدحام عن المدن القديمة، ومجابهة الزيادة السكانية المطردة .
وأضاف : فإن ما يتم بناؤه الآن ليس مجرد مدن جديدة ، ولكنها مدن تقترب من مفهوم
المدن الخضراء ، مدن ذكية وصديقة للبيئة ومستدامة حيث تم البدء في تنفيذ 14 تجمعًا
عمرانيًّا جديدًا في شتى أنحاء الجمهورية أهمها العاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة
، والعلمين الجديدة والمنصورة الجديدة على ساحل البحر المتوسط ، ومدن غرب أسيوط
و غرب قنا بصعيد مصر ، ومدن الإسماعيلية الجديدة ورفح الجديدة على أرض سيناء .
وأكد شعراوي علي أهمية وجود شراكة بين المستوي القومي والمحلي ومع القطاع
الخاص ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية من أجل توجيه الاستثمارات
نحـو البنية التحتية المستدامة، وتغييـر أنمـاط الاستهلاك غير المستدامة.
زر الذهاب إلى الأعلى