فَتَبَيَّنُوا
بقلم نورهان السيد عبدالحليم
إذا أقبلت الفتنة عرفها العقلاء، وإذا أحرقت
عرفها السفهاء ؛ فالإشاعة يؤلفها الحاقد ؛
وينشرها الأحمق؛ ويصدقها الغبي ، لذا حاول ألا
تكون من هؤلاء الثلاثة.
عزيزى القارئ:
الكلمة مسؤولية لابد أن تعى كيف تتعامل معها؛
فرب كلمة نابية أدت إلى خصومة؛ ورب كلمة
جافية فرقت شمل أسرة؛ ورب كلمة طاغية
أخرجت الإنسان من دينه ؛ ولكن رب كلمة حانية
أنقذت حياة؛ ورب كلمة طيبة جمعت شملا.
اجعل دائما كلام المولى -جل شأنه- سراجا منيرا
لدربك ونورا تهدى به فى حياتك؛ فالله- سبحانه وتعالى – يقول
**يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فَتَبَيَّنُوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين**
وهنا يأمرنا الله بضرورة التحقق من كل أمر
نسمعه وألا نتسرع فى الحكم على الأمور خشية
إفساد علاقتنا مع من نحب.
فكم من علاقات تقطعت ؛ وكم من صداقات
تدمرت؛ وكم من أسر ضاع شملها بسبب أنهم تجاهلوا قول الله سبحانه ولم يضعوه فى حسبانهم.
ما أكثر الوشاية فى عصرنا هذا ؛ وما أكثر الحاقدين الذين يريدون بنا السوء ولا يألون جهدا فى إفساد علاقتنا مع أصدقائنا لغرض دنئ فى نفوسهم المريضة.
فمثلا إذا كنت موظفا ناجحا فى عملك ولك مكانة متميزة لدى مديرك ؛ فإنك تجد بعض الحاقدين يدبرون لك المكائد وينشرون الأقاويل المذيفة حتى يفقدوك مكانتك المرموقة هذه ؛ لذا على مديرك أن يتبين صحة ما قيل وألا يتسرع فى اتخاذ قراره..
عزيزى :
نعلم جيدا أن الصداقة الحقيقية أروع ما فى
الوجود ويعد كنز ومفازة أن تجد صديق يشاركك
نوائب الدهر وعواصف الحياة ولكن واأسفاه
هناك من يريد إفساد هذه الصداقة الطيبة ؛
فيسعى بالوشاية بينكما ويتصنع الأكاذيب حتى
تخسر صديقك ورفيق دربك ؛ لذلك عليك أن
تحقق من كل خبر تسمعه وألا تتهم أحدا ظلما
دون دليل قاطع ؛ حتى لا تندم.
سيدنا الإمام على ابن أبى طالب-كرم الله وجهه- يقول:
لحظة صبر فى لحظة غضب تمنع ألف لحظة من الندم.
نعم ؛ فكم من روح أزهقت ظلما؛ وكم من مشاعر ماتت من سوء الظن؛ وكم من العلاقات انقطعت بسبب أخطاء أرتكبت نتيجة السرعة فى الحكم على الأحداث ؛ لذلك كن حكيما رزينا وتبين قبل أن تتخذ أي إجراء.
نعلم جيدا أن الوشاية خلق ذميم وسلوك مشين يقطع الأواصر وينشر الفساد ويفرق بين الناس؛ ويذكر التاريخ فى صفحات سيئة ذلك الدور المشين الذى لعبه الوشاة فأشعلوا النفوس حقدا وأوقدوا للحرب نيرانا فى مختلف العصور؛ بفعل الوشاية فى المجتمعات حيث أنها تبدأ فى القلب ويترجمها اللسان وترجع بنتائجها إلى القلوب ؛ فتوصد الأبواب وتقطع السبل وتفتح أبواب الشر.
نرى الواشى يعتقد أنه أرضى نفسه وأراح فكره محققا مآربه ناسيا ما وصفه به القرآن بأنه**فاسق** ؛ متناسيا أنه محاسب على كل ما يلفظ به لسانه .
عزيزى:
عليك أن تعلم أننا نواجه حربا دعائية وكلامية من جانب المتربصين بنا الدوائر ؛ فنرى إشاعات تنتشر بسرعة البرق فى ظل عصر التنكولوجيا الذى نحياه والهدف منها هو زعزعة الأمن والإستقرار العام.
لذلك عليك ان تتحرى الدقة فى كل خبر تتداوله ولابد أن تعلم مصدره جيدا ؛ ومن هنا يظهر دور الإعلام الحر فى نشر الوعي لدى الشعب ومحاربة أي إشاعة أو فتنة.
فنحن الآن نعيش فترة عصيبة من تاريخ مصر وتتعدد الأسلحة الفتاكة التى يستخدمها أعداؤنا من أجل الإطاحة بنا وتعد الحرب الكلامية والشائعات أرخص انواع هذه الأسلحة؛ لذلك تبينوا وتحققوا قبل نشر وترديد أي شائعة.
زر الذهاب إلى الأعلى