المبدعون يتحدثون عن تجاربهم بالحياة
مقال د/منى فتحى حامد
يتساءل الكثيرون عن مدى سر الإبداع
و من متى الموهبة و الإثراء الفكرى ازدهر بالعقول و بالأذهان
فطرقنا الأبواب على أغلب المبدعين و الموهوبين ، و مناقشتهم حول تلك
الأمور و ماهية و أهمية الأسباب للإبداع و التميز و الإلهام .
فتعددت الآراء للمبدعين و منها :
(1) – أن الإبداع و الموهبة أحتوته منذ الصغر ، و ترعرع و نما وسط بيئة
مشجعة له على تلك الموهبة و الإبداع ،فى ظل هدوء و هناء و تشجيع و فرحة للنجاح .
(2) – ابداعه و موهبته نتاج ألم و مأساة حدثت له بالدنيا أو حدثت لغيره ،
فمنها و نتاج أحزانها ، أخرج كل ما بداخل عقله الباطن فى صورة فن و
إبداع ، حتى يداوى جراحه أو يتناسى لآلامه أو يترجم مشاعر و أحاسيس
الآخرين عن طريق هذا المنفذ ، و هو الإبداع .
(3) – الوحدة القاتلة ، سواءً بين البشر ، أو بعيداً عنهم ، فهى إحساس
مميت قاتل ، يشعر به المرء بوحدته و عدم الانصات إليه ، و عدم الشعور
به ، فإلى من يلجأ بالحوار عن ما بداخله ؟ و يبدأ الحوار النفسي بينه و مع
ذاته يأخذ اتجاه المسار الصحيح ، حتى يصل به التفكير لأن يمارس موهبة
يعشقها أو فناً يبدع به ، كي يحيا واقعه بسعادة و بهناءِ .
(4)- الغيرة و التنافس من أجل التميز و النجاح الأكثر من المعتاد ، و
تحقيق كيان مثالي ، و منه يتحقق أيضاً تكريمات معنوية و مادية و ارتقاء
دائم ، بالإصرار و المواصلة على التألق و الإبداع .
(5) – التحدى و التصدى لأفكار ناقمة و ماقتة الإنسانية ، و تجهل مشاعر و
احساس الفرد ، و تنكر ذاته و وجدانه ، و تقلل من شأنه بعتاب و ملام و
سخرية ، فمن هذا يظهر موهبة جياشة ، فريدة ، محطمة للنفوس الرديئة
، مستمدة قوتها من الإبداع و الترقى و الإزدهار .
(6) – احترام الرجل للمنظومة الفكرية و الإبداعية للمرأة ، و إيمانه
الداخلى بنجاحها و تميزها فى شتى المواهب و الفنون .
و تعددت الآراء أكثر فأكثر ، من تجاه رؤى و منظور كل مبدع ، و مدى
التجارب التى مرت عليه ، و كيف نبغ فيها ، و تألقت موهبته و تصدى بالحلول و العلاج لمشكلاته …إلخ
فتحية منا لكل مبدع ، صاحب فكر و صاحب رؤية و صاحب قلم
لكل موهبة بالكتابة و الرسم و الغناء و الشعر
حقا ، بالمبدعين و النوابغ و العظماء ملايين التحية من الروح و نبض القلب