المارد المصري العظيم
بقلم: نورهان السيد عبدالحليم
الجيش المصري الأبي ذلك المارد العظيم صاحب الإرادة القوية والمبادئ
الراسخة والعقيدة الثابتة رغم كل هذه الأحداث التى تتوالى يوما بعد يوم
والمشاهد المتغيرة والحكام الذين يتعاقبون جيلا بعد جيل.
ورغم كل هذه التحديات والتغيرات التى تطرأ كل حين إلا أن الجيش
المصري ظل على عهده مع شعبه العظيم ، فكيف له أن يصبح غير ذلك
وهو درع الأمة الواقى وحصنها الحصين على مدار الأزمنة والعصور.
يعد الجيش المصرى من أقدم الجيوش النظامية فى العالم حيث تأسس
أول جيش نظامى فى عهد الملك مينا عام 3400 ق.م.
وصاحب الفضل فى تكوين أول إمبراطورية فى العالم هو الجيش المصري
العظيم ؛ وهذه الإمبراطورية مترامية الأطراف ؛ امتدت من تركيا شمالا
إلى الصومال جنوبا ومن العراق شرقا إلى ليبيا غربا.
يحتل الجيش المصري المرتبة الثانية عشر ضمن أقوى جيوش العالم
وذلك وفقا للتصنيف الأخير الذى أعلنه موقع(جلوبال فاير باور) الخاص
بتصنيفات الجيوش والأسلحة المختلفة.
كما احتل الجيش المصرى المرتبة الأولى أفريقيا ؛ وجاء فى المرتبة
الثانية على مستوى الشرق الأوسط متفوقا على إسرائيل وإيران.
واأسفاه فى هذه الفترة العصيبة من تاريخ مصر نرى أعداء الوطن
يشوهون صورة الجيش العظيم واصفين إياه بالمرتزقة!!!!
هؤلاء الأوغاد الذين شوهوا الدين وتواروا فى عبائته متخذين من القرآن
شعار والله ورسوله برئ من أعمالهم الخسيسة.
كيف يصفون الجيش العظيم بذاك اللفظ الشنيع؟؟!!!
أليس هذا هو الجيش المصري الذي ظل يتحين الفرصة حتى يخلص
الشعب المصرى من الإحتلال الإنجليزى الغاشم الذى غزى مصر واعتدى
على حرمتها فى سبتمبر عام 1882م؟؟!!!
ألم يتذكر أعداؤنا الجهود العظيمة والمخاطر الجسيمة التى خاضها الضباط
الأحرار حتى يكونوا تنظيمهم السري رغم قواعد الجيش الصارمة التى
تمنعهم من العمل السياسي.
فذلك التنظيم السري بقيادة البكباشى جمال عبدالناصر قاد البلاد إلى
فجر الحرية حيث اليوم الموعود يوم الثالث والعشرون من يوليو عام
1952م وجاء البيان الأول الذى نص على تولى محمد نجيب القيادة العامة
للقوات المسلحة؛ كما نص البيان على ضرورة التخلص من الفساد والرشوة والمحسوبية.
التاريخ ملئ بالمواقف المشرفة للمارد المصري العظيم ومنها:
عدوان 1956 والحرب غير المتكافئة التى خاضها الجيش المصري ضد
ثلاثة قوى كبرى غزت أرضه وانتهكت حرمتها ولكنه انتصر عليها بالتعاون
مع المقاومة الشعبية وأخرجها من بلاده.
نذكر جيدا الهزيمة المنكرة التى وقعت 1967 نتيجة بعض الأخطاء ولكن
الجيش الأبي لم يستسلم لها وكان شعاره إما النصر أو الشهادة.
وخاض حرب الإستنزاف التى كبدت العدو الإسرائيلى خسائر عدة تمهيدا
لمعركة حاسمة أظهرت معدن الجندى المصري العظيم وهي حرب
السادس من أكتوبر 1973.
هذه الحرب التى حققت نصرا عظيما لبلادنا وكسرت أنف العدو
المتغطرس الذى كان يدعى أنه الجيش الذى لا يقهر!!!
الجيش المصري العظيم الذى قال عنه المصطفى:
إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد
الأرض.
الجيش العظيم الذى قال عنه نابليون بونابرت:
لو كان عندى نصف هذا الجيش المصري لغزوت العالم.
ووصف أودلف هتلر قوة الجيش المصرى قائلا:
لو كان معى سلاح روسى، وعقلية ألمانية، وجندى مصرى لغزوت العالم.
نعلم جيدا القوة العظمى التى منحها الجيش المصري للشعب المنتفض
إبان ثورة الخامس والعشرون من يناير عندما أعلن المجلس الأعلى
للقوات المسلحة وقوفه بجانب الشعب وتأكيده على أنه جزء من الشعب
وأبدا لن يكون وسيلة لقهره أو لقمعه بل لنصره دائما حتى يحقق مطالبه.
لا نستطيع أن ننسى ما فعله الجيش الذى لبى دعوة الشعب المنتفض
عن بكرة أبيه وأسقط حكم المعزول مرسى وجماعته.
وحتى الآن مازال الجيش يحارب هذه الجماعة الإرهابية المتطرفة التى
أزهقت الأرواح البريئة ؛فلم ولن يتخاذل الجيش العظيم عن اجتثاث فلول
عصابات الإرهاب من جذورها.
لقد أزيلت أمم وتفككت شعوب وتجزأت دول ؛وبقيت مصر أمة واحدة أبية
صانت حدودها بوحدة جيشها وشعبها ؛ فالجيش المصري يقف شامخا
شموخ العزة والكرامة لحماية الشعب المصري وممتلكاته؛ لتعلن القوات
المسلحة المصرية فى كل تحركاتها مبدأها الأساسى الذى لا تحيد عنه::
(نحن من الشعب وإلى الشعب).
حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وقادتها الحكيمة.
زر الذهاب إلى الأعلى