قسوة ومرارة الفراق
بقلم مصطفى عبدالحميد
الحرمان كلمة تحمل في طياتها
الكثير والكثير من المعان
في كل معانيها تترك أثراً سيئاً
ومرارة شديدة لدى الإنسان
فهو لم ينل شيئاً يحتاجه
بشدة كي يشعر بالأمان
فقد يُحرم المرء من أبيه
أو أمه أو كلاهما الاثنان
ويتجرع قسوة ومرارة الفراق
التي تستمر معه كل الزمان
وكلما احتاج لأحدهما أو كلاهما
يشعر بشدة بقسوة الفقدان
وربما يُحرم الإنسان من المال
في أي وقت ولأي سبب كان
وقد يكون في أشد الحاجة إليه
لتستمر الحياة و يكتمل البنيان
وعدم وجوده معه في هذا الوقت
يُشعره بشدة بقسوة الزمان
وقد يُحرم الإنسان من تعليم
أو أخ أو أخت أو قريب أياً كان
أو من صديقِ أو جارِ له
أو طعامِ أو شرابِ لوقت آن
أو ابناً أو ابنة كان ينشده
ليمنحه كثيراً من الحب والحنان
أو يُحرم من صحته وعنفوانه
في وقت لامجال فيه للإتيان
أو بصره الذي يرى به
ويدقق في الأشياء بإمعا
أو يد أو قدم تعينه على
فعل الأشياء بكل دقة وإتقان
وقد يُحرم الإنسان من النوم
بسبب مرض أصابه أياً كان
أو من كثرة التفكير والقلق
أو كثرة الانشغال بعض الأحيان
ويبقى الحرمان من الحبيب
هو أشد وأقسى أنواع الحرمان
لأنه بالنسبة للإنسان الذي يحبه
لايعوضه أي شيء مهما كان
فهو له نبض القلب والروح
وكل الحب وأحلى أنواع الحنان
وجوده بجواره حتماً فيه الحياة
وفقده لأي سبب قد يأخذ معه البنان
والحرمان من الحبيب أو فقده
قد لايحتمله كثيراً أي انسان