موسى أباظة يكتب : سؤال وجواب
موسى أباظة يكتب : سؤال وجواب
السؤال : سماحة الدكتور/ موسى اباظة رئيس المجلس الدولي للعالم
الاسلامي
ما رأيكم في العمليات التي تحدث في بلاد المسلمين وتستهدف قتل
الأجانب ولكنها تؤدي إلى قتل عدد من المسلمين أيضا وتدمير بعض
المباني والمنشآت، وهل هذا من الجهاد كما يقول منفذوها؟
نص الجواب :
أولاً :
هذه العمليات التي تحدث في بلاد المسلمين وتستهدف كما ذكرت
الأجانب ، ليست جهاداً ، بل هي فساد وإفساد ، وتخريب وتشويه ، وهي
دالة على جهل مرتكبيها وطيشهم ، فإن هؤلاء الأجانب مستأمنون في
بلاد المسلمين ، لم يدخلوها إلا بإذن ، فلا يجوز الاعتداء عليهم ، لا بالضرب
ولا بالنهب ، فضلا عن القتل ، فدماؤهم وأموالهم معصومة ، والمتعرض
لهم على خطر كبير ، كما روى البخاري (3166) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا
لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا) .
وهذا شامل للذمي والمعاهد والمستأمن .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في “فتح الباري” : ” وَالْمُرَاد بِهِ : مَنْ لَهُ
عَهْد مَعَ الْمُسْلِمِينَ سَوَاء كَانَ بِعَقْدِ جِزْيَة ، أَوْ هُدْنَة مِنْ سُلْطَان ، أَوْ أَمَان
مِنْ مُسْلِم ” انتهى .
وفي قوله رحمه الله : ” أو أمان من مسلم ” إشارة إلى ما هو معروف
عند الفقهاء من أن الأمان لا يشترط أن يكون من الحاكم والسلطان ، بل
يجوز أن يكون من رجل من عامة المسلمين ، وهؤلاء الأجانب المشار
إليهم يدخلون بلاد المسلمين بأمان من الدولة ، وبأمان أيضاً من أحد من
المسلمين في كثير من الأحوال ، فلا يجوز التعرض لهم ، ولو كانوا في
الأصل محاربين .
و للحديث بقية.
زر الذهاب إلى الأعلى