احذر! علامات عدم قبول الصيام!
كتب: المستشار/ هشام فاروق
عضو شرف نقابة القراء
ورئيس محكمة استئناف الإسكندرية.
إياك أن تظن أن عبادتك في رمضان وحده كل سنة – دون
سائر الشهور – ستكفيك في تكفير وغُفران ذنوبك ودخول
الجنة! وإياك أن تفهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
“الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ ، وَرَمَضَانُ إِلَى
رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتْ الْكَبَائِرُ” خطأ! فهناك
شرط في الحديث هو اجتناب الكبائر! والإصرار على الصغيرة
يُحَوِّلها إلى كبيرة! فلا صغيرة مع إصرار! ولا كبيرة مع
استغفار! فإصرارك على صغائر الذنوب – إن جاز وصفها
بالصغائر – يجعلها مِن الكبائر! فلا يتحقق لك شرط الحديث ، ولا ينطبق عليك!
فمَن عَبَدَ الله تعالى في شهر واحد في السنة ؛ ومَن لم تتحَسَّن أعماله بعد رمضان ولم تتهذب أخلاقه ولم يستقِم سلوكه
فتلك أمارة على عدم قبول صيامه وأعماله في هذا الشهر
المُبارك! لماذا؟ الإجابة في قول الله تعالى:”إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ
الْمُتَّقِينَ”(المائدة-27) حَصَر الله تعالى القبول على المتقين
فقط! فالله مع المتقين ؛ ويُحِبّ المتقين ؛ ووليّ المتقين ؛
ويتقبَّل مِن المتقين ؛ والآخرة عند ربك للمتقين! ليس لأحد
غيرهم مِن القبول نصيب! فلقد كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى
رَجُلٍ:أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ الَّذِي لا يَقْبَلُ غَيْرَهَا ، وَلا يَرْحَمُ إِلا
أَهْلَهَا ، وَلا يُثِيبُ إِلا عَلَيْهَا ، فَإِنَّ الْوَاعِظِينَ بِهَا كَثِيرٌ وَالْعَامِلِينَ
بِهَا قَلِيلٌ! (حلية الأولياء لأبي نعيم وتاريخ دمشق لابن عساكر
وسيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي وجامع العلوم والحكم لابن رجب)
فاعرض نفسك أيها المُسلم على حقيقة التقوى لتعرف إن كنت
مِن أهلها أم لا ؛ و لتعلم إن كان عملك – صياما كان أو غيره
مُتقبَّلا أم لا! وغنيّ عن البيان أن مَن لم يُحَقق غاية الصيام
ومَن يعبد ربه وسيده وخالقه الأعلى شهرا واحدا في السنة
ليس مِن المتقين حتما!
فلئن كان التوفيق للعمل الصالِح نِعمة كُبرى ، ولكنها لا تتم إلا
بنِعمة أخرى أعظم مِنها ، وهي نِعمة القبول! فقد يُفتح للعبد
باب العمل ، ويُغلَق عليه باب القبول! فرُبّ قائم حظه مِن
قيامه السهر! وصائم حظه مِن صيامه الجوع والعطش! فاللهم سلم سلم!
زر الذهاب إلى الأعلى