الكتائب الإلكترونية
بقلم/ أشرف فوزى المستشار الامنى للجريدة
باتت الكتائب الإلكترونية على الإنترنت وصفحات مواقع التواصل
الاجتماعي «السوشيال ميديا»، أذرعا لنشر الشائعات وحروب الجيل
الرابع، بهدف تخريب الوطن وهدم الاستقرار والتشكيك في الإنجازات،
وتكمن الخطورة في تصديق بعض مرتادي صفحات «السوشيال ميديا»
لهذه الشائعات، ما يتطلب دق ناقوس الخطر حول خطر تلك الكتائب
الإلكترونية على المجتمع ومستقبل بناء الوطن. إن الكتائب الإلكترونية
تعتبر أحد أخطر عيوب السوشيال ميديا، والتى شهدت أوج ازدهارها مع
الربيع العربي الذي شهدته المنطقة العربية اعتبارًا من 2011. أن هناك ما
يسمى بـ«بوتات» أو أدوات التقنية التي تقوم بالتأثير في مجرى النقاش
الدائر على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك من أجل تعزيز أو الإساءة
لطرف أو فكرة، أن من أهم الأمثلة اللجان التي تنشأها بعض الحكومات
العربية والأجنبية وبعض اللجان التي تنشأها بعض الجماعات مثل داعش
وجماعة الإخوان المسلمين. أن لوسائل الإعلام دورا هاماً فيما يخص
الكتائب الإلكترونية؛ فلابد أن تدرك أن كل ما يظهر على السوشيال ميديا
لا يعكس الحقيقة بذاتها، ولكنها تعكس وجهات نظر مصطنعة أو مختلفة
لذلك يجب التعامل معها بحرص وحذر، ويجب على وسائل الإعلام أن
تتحرى من وجود هذه اللجان، وأن تكشف للرأي العام طرق عملها، وأن
يقوموا بتوعية الجمهور فيما يخص الكتائب الإلكترونية. إحباط المجتمع
وفى نفس السياق، من المعروف أن الكتائب الإلكترونية تشن حرب
إعلامية وإلكترونية وتكون لها التأثير النفسي السياسي والإعلامي، وذلك
عن طريق أخبار مُتعمد نشرها لإحباط الجانب المستهدف والمبالغة فى
عرض أوضاع الدولة ونقاط ضعفها وتضخيمها. أن فكرة الكتائب الإلكترونية
بد أن بعض المواقع تقوم بنشر أخبار بغرض الإحباط أو المبالغة وتحطيم
مسئولين، مضيفا أن الخطاب الإعلامي لهذه الكتائب يركز على الجيش
والشرطة والقضاء والأوضاع الاقتصا دية
أن الوعي عملية تراكمية ويتكون من منظومة التعليم والإعلام والثقافة،
موضحة أن تأثير التعليم والثقافة بعيد شيئًا ما، أما الإعلام فتأثيره يكون
بشكل مباشر، لكونه ينقل لنا أحداث كل لحظة وكل يوم، وخاصة وسائل
التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك» والإعلام الإلكتروني. إن الوعي
الحقيقي يمر بعدة مراحل، أولها توفير المعلومات كافية وصحية ودقيقة
عن الحدث أو القضية، وبعد ذلك تقديم فهم واضح من قبل وسائل الإعلام
للحقائق والوقائع والأحداث، لكي تكون دقيقة وموثقة، بعد ذلك شرح
التداعيات والتفاصيل، ثم تكوين الآراء بالمعلومات والتعرف على الآراء
الأخرى، ومن ثم تكوين الاتجاه والرأي السديد. بالنسبة للوعي الزائف
فيتكون من المعلومات المغلوطة بوسائل التواصل الاجتماعي، وتكرارها
بشكل مختلف حتى يعتقد الجمهور بها ويصدقها، لافتة إلى أنه يتم بناء
عليه مواقف وسلوكيات غير حقيقة، مستطردة: “هذا النوع من الوعي
يضر الجمهور والشباب ويدمر المجتمع، كما يهمش الشباب ويحول
مسارهم عن أهدافهم، كما يخلق نجوم زائفة مثل بعض الفنانين
والراقصات ولاعبي الكرة بعيدًا عن التركيز عن تضحيات شهداءنا وجهود
أطبائنا وامتيازات الطلبة المتميزين”، متابعة: “وبالتالي يكون وعي غير
حقيقي يبعد المواطن عن أهدافه الحقيقية”. وضرورة الاهتمام بالإعلام
الوطني الذي يبني الوعي الحقيقي ولا يزيفه، مضيفة: «أما شبكات
التواصل الاجتماعي زائفة، لكنها إذا قدمت معلومة سليمة فهي بالتأكيد
تلعب دورًا مهمًا في بناء الوعي ليست منفصلة عن التعليم والثقافة»،
لافتة إلى أهمية الاهتمام بالمنظومة بالكامل وتحديثها لبناء الوعي
المجتمعي الحقيقي الذي يعبر عن المجتمع المصري، ويوضح ماذا نريد
الوصول إليه مستقبلًا؟ تحريم المشاركة في الشائعات وأكد مرصد
الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أن كافة
النصوص الشرعية من الكتاب والسنة حرَّمت المشاركة فيما يعرف بترويج
الشائعات وترويج الأكاذيب والأقاويل غير المحققة والظنون الكاذبة، دون
تثبت المرء من صحتها بالرجوع إلى المختصين والخبراء بالأمور قبل
نشرها؛ لأنه مما يثير الفتن والقلاقل بين الناس. وأوضح مرصد الإفتاء، أن
مروجي الشائعات وعناصر الحرب النفسية يصدق عليهم وصف
«المرجفين»، الذين يهدفون إلى زعزعة استقرار الأوطان بالأخبار
المساهمة في نشر الاضطراب والفوضى في مخالفة صريحة لنهي
الشرع الحكيم عن هذه الصفة «الإرجاف»: كما جاء في قوله تعالي:
«وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ
يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ» [المائدة: 41]. ، إن عقوبة إنشاء صفحة
وهمية تروج الفتنة وتنشر الأخبار الكاذبة موجودة في قانون الوسائل
السمعية والبصرية وقانون الجرائم الإلكترونية، الذي ينص على معاقبة
كل من انتحل أو أضاف أو اخترق موقعا ليس ملكه بالسجن من شهر إلى
3 سنوات وغرامة مالية قد تصل إلى 50 ألف جنيه وتعتبر جنحة، ولكن
في حالة اعترافه بالجريمة قبل التحقيق معه يتم إعفائه من العقوبة. ،
إلى أنه في حال ثبوت أن الصفحة التي قام المتهم باقتحامها أو أنشأ
صفحة مشابهة لها تخص الداخلية أو جهة حكومية، يتم توجيه تهم إليه
تتمثل في محاولة إذاعة الفتنة والبلبلة بجانب نشر أخبار كاذبة وانتحال
صفة، مما يقع في دائرة الجنايات وتصل العقوبة فيها إلى 7 سنوات،