غير مصنف

ألوم نفسي على فراق أحبتي

الوم نفسي على فراق أحبتي
بقلم مصطفى عبدالحميد 
ودَّعتُ من أهوى وفقتُ من الكَرى
والنارُ في قلبي علتْ نارَ القِرَى

وحملتُ نفسي على فراقِ أحبتي
ونأيتُ عنهم ثمَّ صُغْتُ الجوهرا
ورأيتُ من حزمِ الأُمورِ فِراقَهُم
ومن الحماقةِ أنْ أظلَّ مُحيَّرا
آذنتُهُم بالبعدِ ثمَّ تركتُهم


وفؤادي يقتلُهُ الأسى ما أصبرا
قالتْ أليسَ الحبُّ أعظمُ غايةٍ
وأرى المحبةُ في الحقيقةِ معبرا
قطعتْ بأنَّ الوصلَ ليسَ بممكنٍ
قلتُ اللقاءُ مرادُنا وتأخَّرا


فحزمتُ أمري ثمَّ ودعتُ التي
أحببتُها ووعدتُ نفسي أدهُرا
ودعتُها من بعدِ طولِ مودةٍ
ورأيتُ من هولِ النوى ما لايُرى
وإذا المحبةُ ما أتتْ بثمارِها


ودِّعْ حبيبَ القلبِ وانظرْ آخَرَا
وإذا الحبيبُ رعى الودادَ تَكَلُّفاً
فاهجرْهُ واطلبْ من سواهُ مُغييرا
فالحبُّ من عملِ القلوبِ ومُخطِيءٌ


من ظنَّ أنَّ الحُبَّ شيءٌ يُشتَرَى
وعلامةُ الحُبِّ الصحيحِ حفاوةٌ
في كلِّ حالٍ والمحبُّ بها سرى
أمَّا الحفاوةُ فاهتمامٌ بالغٌ


وتودُّدٌ بلغَ النهايةَ والذرا
وأجلُّ أنواعِ المحبَّةِ ذي التي
كانتْ لوجهِ اللهِ ما فيها مِرَا
ولذاكَ عدَّ أئمةُ العقدِ الأُلى


بسطوا المسائلَ ذي المحبةَ أكبرا
أوهى المحبةِ ما أتتْ لمصالحٍ
وهي الأقلُّ وكم جرتْ بين الورىَ
وهي التي لاتنبغي لأُولي النهي


والسالكينَ وكلِّ حرٍّ أبصرا
فالحبُّ في ذاتِ الإله فضيلةٌ
أربابُهُ هم أرقى من وطأَ الثرى


فإذا رُزِقتَ محبةَ العلماءِ
والحنفاءِ والأخيارِ لن تتأخرا
وإذا بُليتَ ببغضِ أربابِ الهُدى
أُلفيتَ عن أهلِ العُلا مُتأخِّرا

ألوم نفسي على فراق أحبتي
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى