غير مصنف
الشيخ عبد العاطي ناصف…القارئ الكبير الزاهد المتصوف في ذكراه
الشيخ عبد العاطي ناصف…القارئ الكبير الزاهد المتصوف في ذكراه
كتب: المستشار/ هشام فاروق
عضو شرف نقابة القراء
ورئيس محكمة استئناف الإسكندرية.
هو قارئ عظيم موهوب…صاحب صوت
فريد وأسلوب متميز في قراءته ؛ غير
مقلد لأحد ؛ ولا تُخطئ الأذن صوته! في
صوته بحة طبيعية مذهلة تميزه عن كل
القراء! أستاذ في القراءات! قارئ متين!
متواضع لأقصى الحدود ولم يُتاجر بكتاب
ربه! ابتلاه الله بمصيبة موت ابنه فحولت
حياته…ليس إلى الأسوأ أبدا ؛ وإنما إلى
خير بإذن الله! أشهد له بأنه كان رجلا
يتخلق بأخلاق القرآن ، ولا أزكيه على
الله وهو في رحابه…
وُلد الشيخ عبد العاطي حسن علي ناصف
في شبين القناطر بمحافظة القليوبية
في عام 1944. توفي والده ؛ فتولى
جده أمر تعليمه وتحفيظه القرآن الكريم
، فحفظه وتعلم التجويد وهو بعد لم
يتجاوز الخامسة عشرة من عمره ،
وتعلم القراءات وأتقنها على يد الشيخ
علي أبو أحمد بقرية الأحراز…
قرأ في واجب عزاء ثم قرآن الجمعة
بالمسجد الكبير فجذب أسماع الناس
وقلوبها ؛ وأُعجب أهل قريته بصوته
فبدأ يقرأ في المناسبات الأهلية وذاعت
شهرته في محافظته والمحافظات
المجاورة. وفي 9/4/1974 تم اعتماده
قارئا بالإذاعة…
في عام 1982 توفي “حسن” نجله ؛
وكان طالبا بالفرقة الثالثة بكلية أصول
الدين جامعة الأزهر…وحولت تلك
المصيبة والابتلاء حياة الشيخ فصار
زاهدا في الدنيا ؛ واتجه إلى الاعتكاف
والخلوة في مساجد آل البيت ؛ ثم
استقر في مسجد الشبراوي الذي شهد
أروع تلاواته! وكان لا يخرج من اعتكافه
إلا مرتين في الشهر لرؤية أسرته!
ومما لا يعرفه الناس عن الشيخ إجادته
للتواشيح والابتهالات بقدر إجادته
للقراءة إلى حد أنه كان يقرأ مرة قرآن
الفجر على الهواء مباشرة عبر الإذاعة
المصرية في إحدى الليالي ؛ وطرأ عذر
للمبتهل المُكلف فلم يحضر ولكن الشيخ
عبد العاطي أنقذ الموقف! فبعد انتهائه
من القراءة قام فأدى الابتهالات الدينية
بنفسه فأحسن وأجاد ثم رفع أذان الفجر!
وتُوفي الشيخ في 8/6/2014
رحم الله الشيخ الكبير وأجزل له المثوبة
وجزاه عن كتابه خيرا…