غير مصنف

حبيبتي بينَ النّجومِ منازلُ

حبيبتي بينَ النّجومِ منازلُ
بقلم مصطفى سبتة 
حبيبتي فتاةٌ لها بينَ النّجومِ منازلُ
كشمعٍ لشمسٍ عمّدتْهُ السواحلُ
إذا أقبلَتْ فاضَ المدى بعبيرِها
حبيبتي نسيمُ ربيعٍ للزّنابقِ حاملُ
منَ الزّهرِ اِسمٌ و البياضُ بِروحِها
على غُصنِها الممهورِ حطّتْ بلابلُ
و في طَرْفِها ألقى الجمالُ جَمالَهُ
حبيبتي كعينَيّ ثريّا كحّلتْها مكاحِلُ
منَ الشّعرِ أضحَتْ تستَقي بَتلاتُها
سقَتْها قوافي المجدِ تَترى جداوِلُ
و يجري كنهرٍ في الضّلوعِ مدادُهُ
كجَريِ حروفٍ راودَتْها أنامِلُ
و تبقى بقلبٍ يستفيضُ عطاؤُهُ
و لو أنّ ثلجاً حلّ فيها تُحايِلُ
مدائنُ غيمٍ كنتُ فيها عزيزةً
رمتْني لأرضٍ أرهقَتْها النّوازِلُ
و فجرٍ جريحٍ لا شموسَ لصُبحِهِ
فضمّدَتْ قرْحاً من ندايَ العنادِلُ
كإسفنجَةِ الأشجانِ صارَتْ وِسادَتي
تجلّدْتُ عمراً و الأسى بيَ نازِلُ
ركِبْتُ بحاراً لا أبالي بموجِها
و لو كبّلتْني بالحديدِ العوازِلُ
فلنْ يستكينَ القلبُ يومًا لليلِهِ
و روحي بمجدٍ زيّنتْها شمائِلُ
فراشاتُ حلمٍ من فؤادي نثرْتُها
و بالحبّ تندى ، لؤلؤاتٌ هواطِلُ
فإنْ كانَ فخراً في السّطورِ لخِلْتَهُ
كطاوُوسِ زهرٍ لا مثيلَ يُماثلُ
و إذْ ما هجوتُ اللّيلَ يأتي مهادِناً
بسُكرٍ تهاوى تزدريهِ المحافِلُ
قوافي زهورٍ من عنابِرَ صُغتُها
تلامِسُ قلباً و الشّغافُ نواهِلُ

حبيبتي بينَ النّجومِ منازلُ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى