غير مصنفمقالات وتقارير

مرجانة قارئة الفنجان والعندليب كتب المهندس احمد الغمري

مرجانة قارئة الفنجان والعندليب

كتب/ المهندس احمد الغمري 

لم يعرف الكثيرون من عشاق النجم

الراحل عبدالحليم حافظ أنه تربطه

علاقة وطيدة بسيدة سودانية تدعي

“مرجانة” تمارس السحر والشعوذة؛ فقد

سطرت له هذه السيدة مستقبله من خلال

مقابلة صغيرة في بداية مشواره الفني.

قابلت “مرجانة” “العندليب” وهو لا يزال

في سن صغيرة، وتنبأت له بأنه سيكون

له جماهرية عريضة وكبيرة في مصر

والعالم بأسره، فقابل “عبدالحليم” كلام

هذه السيدة بإستهجان واستهزاء لدرجة

ان “العندليب الأسمر” ضحك بإستهزاء

في وجهها، وكاد أن يطردها من بيته

عندما قالت له ذلك؛ لان عبدالحليم حافظ

لم يكن يؤمن بالسحر والشعوذة.

ويُحكي أن هذه السيدة في ذلك الحين

سافرت إلى السودان برفقة ابنائها ولم

تعود الي مصر طيلة سنوات عديدة وبعد

اول نجاح لعبدالحليم حافظ ظل يبحث

عن هذه السيدة في جميع ارجاء مصر؛

لتنتابه هواجس نحو التطلع الي مستقبله

ومعرفة ماذا سيحدث له، وغابت هذه

السيدة فترات طويلة جدا عنه وبعد أن

ذاع صيت “عبدالحليم” لأكثر من عشر

سنوات جاءت “مرجانة”إلى مصر،

وبحثت عن مسكن “عبدالحليم” وعندما

طلبت مقابلته أاول مرة طردها حارس العقار.

لم تيأس “مرجانة” من مقابلة

“عبدالحليم” بعد أن نال شهرة واسعة،

واصبح مطرب مصر والعالم العربي

الأول، وفي إحدى المرات خلال عودة

“عبدالحليم” إلى منزله لمح “مرجانة”

تنتظره أمام بيته فأسرع اليها وادخلها

بيته ورحب بها ترحييا جما، أخبر حارس

العقار أن هذه السيدة تأتي الي بيته في

اي وقت وكتب لها تصريح مكتوب بخط

يده يضمن أن تدخل بيته كيفيما تشاء،

ومكتوب بهذه الورقة بخط يد عبدالحليم

حافظ “الخالة مرجانة من طرفنا” إمضاء

عبدالحليم حافظ، لتفتح بعدها سيل من

التكهنات والارتباطات اليومية بينهم

حول ما سيحدث مستقبلا في كل مكان يذهب ويغني فيه.

وهكذا بدأت بينهم قصة كبيرة أشبه

بالعشق الممنوع، واستمرت معه طيلة

سنوات عديدة تتردد علي منزله وتتطلعه

علي مستقبله بين الحين والاخر، ومع

كل مرحلة يحقق فيها “عبدالحليم”

النجاح في مصر أو الخارج يزيد عشقه

لهذه السيدة السودانية؛ خاصة انها

تتطلعه بالحرف الواحد عما سيحدث في

مستقبله. واستمرا علي نفس الوتيرة

لحين حدث ما لا يُحمد عقباه قبل وفاته

بسنوات قليلة ففي ذات مرة جلست

“مرجانة” مع “عبدالحليم ” ليعرف منها

ماذا سيحدث له في احدي السفريات،

خاصة انه سيغيب لأيام كثيرة فرفضت

ان تطلعه وقالت له “لما ترجع يا

عبدالحليم”، فأصر على معرفة ماذا

سيحدث له في الغربة.. الامر الذي

استفز “عبدالحليم” وكاد الا يسافر؛

خاصة انه شعر بأنه سيحدث له مكروها

في هذه الرحلة فصممت “مرجانة” ألا

تتحدث مع عبدالحليم حافظ في هذا

الشأن، ولكن مع إلحاحه علي “مرجانة”

فقرأت لعبدالحليم الفنجان، وكان غير

معتاد حيث به خيوط متشابكة ومعقدة

تحيط بالفنجان فقلبت الفجان مرة اخري

لتتأكد مما شعرت به، واطلعت عليه، فإذ

بها تخفض صوتها وتقول لعبدالحليم ان

هناك مصير مجهول ينتظرك، ولم يفهم

“عبدالحليم” هذا الامر واراد ان يتأكد

بلهفة مما تقول “مرجانة” واستشاط

غضبا، وكاد ان يتهكم عليها ولكنه لم

يتمكن من ذلك، ولم يتمالك عبدالحليم

عبدالحافظ نفسه وأوقع الفنجان من

يداها في حالة غضب وشعور بالاستنفار

من كلامها وما زاد الأمر سوء عندما

اخبرته انه سيمرض قريبا، ويعيش شهور

قليلة مع المرض، وانه سيرحل فخرج

“عبدالحليم” من بيته مشمأزا من هذا

الكلام ومستنكرا له، ولم يصدقها هذه

المرة ولكن كلام “مرجانة” كان يتحقق

في كل مرة.

ذهب عبدالحليم الي نزار قباني، وطلب

منه كتابة هذ الموقف وجاءت من هنا

ظروف الاغنية الشهيرة “قارئة الفنجان”،

نسبة الي هذا الموقف، وفي هذه الاوقات

اخبرته “مرجانة” بأن صحته ستكون

عليلة وسيمرض مرض داخليا . لم يصدق

“عبدالحليم” هذا الكلام بالطبع وانصرفت

“مرجانة” وانتهي بينهم قصة العسل

المر والعشق الذي كان يحمله لها

عبدالحليم حافظ وبعد عدة اشهر اصيب

عبدالحليم بنزيف، وتذكر كلمات

“مرجانة” وفي اخر لقاء جمعهما تنبأت

لعبدالحليم بحب مستحيل ومتبادل ولكن

طريقه مسدود، ولم يكتب له النجاح علي

الاطلاق.

هذه الحبيبة لا تزال لغزا حائرا بين

الكثير والكثير فلا احد يعرف من هي،

ولا مواصفتها علي الاطلاق واين ومتي

التقاها، ويُقال أن الشخص الوحيد الذي

يعرف هذه المرأة هو سائقه الخاص

“العم عبدالفتاح” الذي كان يأتمنه

عبدالحليم علي كافة أسراره.

الفنان الراحل عبدالحليم حافظ قال قبل

رحيله، أنه ذهب إلى قارئة الفنجان،

وكانت تخبره في كل مرة شيئًا مختلفًا،

فهذه القصة المشوقة والممزوجة

بكتابات رواها عبدالحليم بنفسه في

احدي كتبه النادرة التي اخرجها، وجاء

فيها أن هذه الشخصية “مرجانة ” هي

المرأة الوحيدة التي اثرت في

شخصيته لدرجة انه كان يتصل بها

يوميا اثناء غيابهما عن بعضهما البعض

لظروف عمله بالداخل والخارج
H

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى