خادمة القرآن / ناهد عثمان
كتبت كلمة صاحب في القرآن في مواضع باﻷلف (صاحب) وبألف خنجرية قصيرة(صحب)
………….
في الآية 34 من سورة الكهف يقول القرآن الكريم على لسان مالك الجنتين :
{ َفقَالَ لِصَحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ }.
حيث جاءت كلمة (صحبه) بألف متروكة لتبين ما كان يظنه مالك الجنتين من أن صاحبه ملتصق به التصاقاً كاملاً سواء في الرفقة أو الإيمان..
غير أن الرد يأتيه من صاحبه المؤمن في الآية 37 من نفس السورة:
{ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ }
حيث جاءت كلمة (صاحبه) بألف صريحة فارقة لتوضح لقارئ القرآن أن هذه الصحبة في الرفقة فقط وأما في الإيمان فهناك افتراق ومسافة بينهما..
وقد جاء هذا المعنى أيضاً واضحاً في حق الرسول صلى الله عليه وسلم حينما نُسب إلى قومه فجاءت كلمة (وما صاحبكم بمجنون) بالألف الصريحة مفرقة بينه وبين قومه في الإيمان بالرغم من مصاحبته لهم في المكان والزمان ..
وذلك في الآيات الكريمة الآتية:
{ مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ } [سبأ: 46].
{ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى } [النجم: 2].
{ وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ } [التكوير: 22].
{ مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ } [الأعراف: 184].
في حين عندما يتكلم القرآن الكريم عن سيدنا أبي بكر صاحب رسول الله تأتي (إذ يقول لصحبه …) بألف متروكة لتبين مدى الالتصاق بينهما وتوضح الصحبة الحقيقية في الرفقة والإيمان فيقول تعالي:
{ إِذْ يَقُولُ لِصَحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا } [التوبة: 40].
وهذا يبين جزءاً من الحكمة في كتابة الكلمة القرآنية باستخدام الألف الصريحة والمد بالألف المتروكة كما سبق أن أوضحنا…
أيضا عندما ياتي الكلام عن الصاحبة بمعني الزوجة ﻻ تأتي اﻷلف الفارقة في الكلمة ﻷن العلاقة بين الاثنين فيها التصاق ومرافقة وليس انقطاع أو مفارقة .
هكذا :
(وَصَحِبَتِهِ وَبَنِيهِ)
[سورة عبس 36] .
(وَصَحِبَتِهِ وَأَخِيهِ)
[سورة المعارج 12] .
فسبحان من هذا كﻻمه ..
زر الذهاب إلى الأعلى