سفير كازاخستان بمصر: مليون سائح كازاخي لمصر قريبا
كتب – محمد سعد
قال سفير كازاخستان في مصر أرمان إيساغالييف، إن مصر شريكا هاما لكازاخستان في الوطن العربي والشرق الأوسط وقارة أفريقيا. كما قال السفير الكازاخي، نخطط حاليا لزيادة عدد السياح الكازاخ ليصل مليون سائح في المستقبل القريب.
وأكد السفير أرمان أن العلاقات الكازاخية المصرية تشهد نموا غير مسبوق منذ زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى كازاخستان في عام 2016 مما أتاح فرص كثيرة للتعاون البناء بين البلدين خاصة في المجالات السياسية والإقتصادية والإنسانية. تعتبر مصر شريكا هاما لكازاخستان في الوطن العربي والشرق الأوسط وقارة أفريقيا. يدعم الجانبان مبادرات بعضهما البعض في إطار المنظمات الدولية والإقليمية مثل الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي حول العديد من القضايا مثل مكافحة الإرهاب والتطرف الديني والقضية الفلسطينية.
كما يواصل حجم التبادل التجاري بين البلدين زيادته منذ خمس سنوات بفضل جهود كلا الجانبين حتى يتناسب مع الإمكانيات والفرص التي تتمتع بها كازاخستان ومصر ومن الطبيعى ان تكون التجارة لأي بلد مع مصر فى أعلى مستوياتها نظرا لأن مصر تمتلك أهم شريان للتجارة العالمية وهى قناة السويس. هناك فرصة كبيرة في تجارة القمح حيث تعتبر كازاخستان من أكبر مصدري القمح فى العالم وفي نفس الوقت مصر أكبر دولة مستوردة لهذا المنتج الزراعي المهم. وفي هذا الصدد، ندرس الآن امكانية الإستثمار في بناء صوامع للقمح في مينائي سفاجة والسويس لتخزين القمح لتصديره إلى مصر والأسواق الإفريقية الأخرى عن طريق مصر. بالنسبة لمكون التجارة بين البلدين، الأدوية المصرية لها نصيب الأسد حيث يفضل المستهلك الكازاخي الأدوية المصرية بسبب جودتها العالية وسعرها المنخفض. وهناك مخطط لبناء مصنع لإنتاج الأدوية لتصديرها دون عوائق إلى سوق الإتحاد الإقتصادي الأوروأسيوي الذي يصل إجمالي عدد سكان الدول الأعضاء به إلى 180 مليون نسمة.
إن الانجازات الاقتصادية لبلادنا ومنها ارتفاع مستوى معيشة المواطنين جعلت كازاخستان سوقا سياحية ضخمة رغم قلة عدد سكانها. تحتل كازاخستان اليوم مركزا ثانيا من حيث عدد السياح الوافدين إلى منتجع شرم الشيخ بعد أوكرانيا. وصل عدد السياح الكازاخ إلى منتجع شرم الشيخ في العام الماضي إلى 150 الف زائر ونحن نخطط لزيادة هذا العدد إلى مليون سائح في المستقبل القريب.
وكل ذلك بفضل الإستقرار الداخلي الذي تتمتع به كازاخستان ومصر بعد أن قام البلدان بإصلاحات سياسية هامة في الآونة الأخيرة لضمان التعايش السلمي ودولة القانون وزيادة كفاءة مؤسسات الدولة كشرط أساسي للتنمية الإقتصادية المستدامة.
على غرار التعديلات الدستورية في مصر، تشهد كازاخستان في الأيام الأخيرة عمليات سياسية هامة في الحياة السياسية للبلاد حيث تجرى فى التاسع من يونيو القادم الانتخابات الرئاسية بكازاخستان. يعد هذا واحدا من أهم الأحداث فى الحياة السياسية بالبلاد، حيث أن رئيس الدولة هو الذى يحدد مسار التنمية بالبلاد، ويكلف الحكومة بمهامها، ويحدد أولويات السياسة الداخلية والخارجية. وتعد هذه هى المرة الأولى التى تنتخب فيها كازاخستان رئيسها الجديد منذ أكثر من ثلاثين عاما.
من المؤكد أن الانتخابات القادمة ستكون الأكثر تنافسية فى تاريخ كازاخستان المستقلة. حيث يتنافس سبعة مرشحين على منصب رئيس الجمهورية هذه المرة. وللمرة الأولى تنافس سيدة للفوز بمقعد الرئيس وهى دانيا يسبايفا، ممثلة حزب “أق جول”. تشير الوقائع المعاصرة إلى أن كازاخستان تقع فى منطقة يسيطر فيها الرجال على الحياة السياسية. ولكن كازاخستان اتخذت خطوات ملموسة منذ سنوات لتحسين المساواة بين الجنسين وتعزيز دور النساء فى مجتمع الأعمال والسياسة. واليوم نرى ثمار هذه الجهود، فإلى جانب السيدة يسبايفا، تتولى النساء فى كازاخستان العديد من المناصب المهمة مثل رئيسة مجلس الشيوخ، ونائبة رئيس الوزراء ووزيرة التعليم والعلوم. كما يمثل النساء ما يقرب من ربع أعضاء البرلمان الكازاخي.
هناك سمة أخرى مميزة للانتخابات القادمة والتى تتمثل فى التنافسية وعدالة العملية الانتخابية. تحقق هذا بفضل التنمية الفعالة للمؤسسات الديمقراطية التى تضمن العدالة وانفتاح العملية الانتخابية فى منطقتنا. وهنا تؤكد كازاخستان مرة أخرى أنها تفوق كل التوقعات. لا يخفى على أحد أن رئيس كازاخستان قاسم-جومارت توقايف قد وعد بضمان إجراء انتخابات نزيهة تطابق أعلى المعايير العالمية. والآن يمكننا سرد بعض الأمثلة التى تؤكد صدق هذه الوعود. أول ما يؤكد هذه الوعود هو ترشح أميرجان قوساناف لمنصب الرئيس، وهو الذى بقى فى صفوف المعارضين للحكومة لما يقرب من عشرين عاما. كما أن كافة المتنافسين على منصب الرئيس، بما فيهم قوساناف يمارسون حملاتهم الانتخابية بشكل منفتح ويكافحون من أجل الفوز بأصوات الناخبين.
كانت كازاخستان منفتحة دائما للمراقبين على الانتخابات وملاحظاتهم البناءة. وفى هذه المرة فنحن ننتظر أكثر من 1000 مراقب دولى يمثلون 10 منظمات دولية ودول أجنبية. حيث سيعمل هؤلاء المراقبون ببلادنا خلال الانتخابات. كما وجهت الحكومة الكازاخية الدعوة للعديد من المنظمات الدولية لمراقبة الانتخابات، ومن بينهم ممثلي مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمن والتعاون فى أوروبا، ورابطة الدول المستقلة وغيرها من المنظمات الأخرى. وقد انتشرت هذه البعثات بالفعل فى كل أنحاء البلاد.
تمثل الانتخابات القادمة أهمية ليس فقط لكازاخستان، ولكن أيضا لجيراننا وشركائنا حول العالم. حيث لا يخفى على أحد أن كازاخستان تشارك بشكل فعال فى حل المشكلات العالمية، بما فى ذلك تسوية الأزمة السورية. ومن وجهة نظر الاقتصاد، تتخذ الحكومة الكازاخية اجراءات حاسمة لتحسين مناخ الاستثمار فى البلاد لكى تجعل منه القطاع الأول من حيث جاذبيته للاستثمار فى المنطقة.
ويمثل هذا الأمر أهمية كبيرة لمصر التى ترتبطها بكازاخستان علاقات سياسية، واقتصادية، واجتماعية، وثقافية وطيدة. حيث يرتبط البلدان بعلاقات تاريخية تمتد للسلطان الظاهر بيبرس، ابن السهوب الكازاخية، الذى حكم مصر والشام فى القرن الثالث عشر الميلادي، ويعد رمزا للعلاقات التاريخية الراسخة التى تربط البلدين.
وسوف تعلن النتائج الرسمية للانتخابات قبل يوم 11 يونيو القادم. وبعد ذلك سيتم استكمال الجهود الفعالة لمواصلة تعزيز العلاقات المتميزة بين كازاخستان ومصر. إننى على ثقة تامة فى المستقبل وفى استمرار التعاون بين البلدين.
زر الذهاب إلى الأعلى