الجولانى زعيم تنظيم جبهة النصرة الارهابى فى زيارة لقطر
كتب /ايمن بحر
تأسست جبهة النصرة على يد مجموعة من المتطرفين عام 2011، مع اندلاع الأزمة السورية.
وخلال فترة قصيرة، تطورت قدرات الجبهة بشكل كبير، لتصبح إحدى أهم الجماعات المحاربة في سوريا.
وقد بدأت الجبهة على أساس محاربة النظام فقط، داعية السوريين إلى “الجهاد” ضده،
وبعد عامين بايعت الجبهة تنظيم القاعدة، معلنة أنها تقاتل تحت رايته في سوريا، وهو الأمر الذي أوقع قطر
في حرج كبير جراء دعمها التنظيم الإرهابي.
إلا أنه ومن وجهة نظر مراقبين، عادت الجبهة لإعلان فك الارتباط بالقاعدة، بسبب ضغوط الداعمين لها ماليًا، وعلى رأسهم دولة قطر.
وتحول اسمها من جبهة النصرة إلى هيئة تحرير الشام، وتتمركز في محافظة إدلب التي تشهد قتالاً بين التنظيمات المعارضة وقوات النظام السوري.
ووفق ما نقلته وكالة “رويترز”، في 4 مارس 2015، عن مصادر لم تسمها، فإن أمير النصرة أبو محمد الجولاني
،التقى مسؤولين قطريين -لم تسمّهم الوكالة- وحاولوا إقناعه بفكرة التخلّي عن تنظيم القاعدة.
كما أوضحت رويترز أن الجولانييؤيد هذا المقترح، رغم وجود اعتراضات داخل الشورى “جبهة النصرة
وكانت الخطة ترمي، وفق الوكالة، إلى فك ارتباط جبهة النصرة بتنظيم القاعدة مقابل زيادة الدعم المالي،
بالإضافة إلى تشكيل كيان جديد يضم جبهة النصرة وجيش المهاجرين والأنصار في سوريا.
وفي تلك الفترة التقى مسؤولون في المخابرات القطرية بزعيم النصرة أبو محمد الجولاني،
مرات عدة، وأكدوا له وجود ضمان بزيادة تدفق الدعم، حال قيامه بتغييرات في الولاءات،
الأمر الذي استجاب له الجولاني.
كما زار قادة جبهة النصرة، الدوحة أكثر من مرة، وعقدوا اجتماعات
مع كبار المسؤولين والممولين العسكريين القطريين، وفق تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال.
إلا أن تغيرات عدة شهدها الداخل السوري خلال آخر سنتين، إضافة إلى تغيرات وتحولات في الدول الداعمة للجماعات المسلحة فيها.
فمن جانب، حسم النظام السوري بدعم روسي كثيرًا من معاركه في سوريا، وألحق الهزيمة بالمعارضة في
جبهات عدة، ومن جانب آخر شهدت دولة قطر -الممول الرئيس لجبهة النصرة- مقاطعة شاملة من قبل دول
الخليج العربي بالإضافة إلى مصر، مما جعلها تستجدي دولًا غربية كبرى لنصرتها في فك المقاطعة.
ومن بين الدول التي لجأت إليها قطر كانت روسيا، إلا أن تقارير أشارت،
مؤخرًا، إلى رفض روسيا أية وساطة لقطر مع جاراتها في الخليج،
لأن قطر تواصل دعم “النصرة” ضد النظام السوري حتى يومنا هذا.
ورغم حملة المقاطعة والتقارير عن تراجع الدعم للجماعات المسلحة في سوريا،
إلا أن تقريرًا لمجلة “libertarian institute” يشير إلى أن الدعم القطري لجبهة النصرة، ازداد خلال العام الأخير بشكل ملحوظ.
ويقول التقرير إن “قطر تستخدم طائرات النقل من طراز C-130 لتوصيل الأسلحة إلى تركيا،
ثم يجري تسليمها إلى المسلحين في محافظة إدلب”.
وهنا يبدو التناقض في الموقف القطري التركي؛ ففي حين تشن تركيا حملة
شرسة ضد الأكراد خارج أراضيها، بادعاء وجود تنظيمات إرهابية، تواصل مع قطر
مد المسلحين المعارضين للنظام بالسلاح داخل سوريا.
زر الذهاب إلى الأعلى