مقالات وتقارير

مهلاً رمضان بقلم عمر أبو سيكا

عمر أبو سيكا :يكتب ..

.. مهلاً رمضان !!

بالأمس القريب كنا نقول أهلا رمضان واليوم نقول مهلاً رمضان ،

فقد انقضى ثلث الشهر الكريم فى لمح البصر ، هكذا الأيام المباركة والليالي الطيبة تمر

وتنقضي دون أن نشعر بها ، فرمضان شهر له طبيعته الخاصة فهو مدرسة روحية لتربية

الإرادة الإنسانية وتهذيب النفس البشرية والسمو بالروح والارتقاء بها فى منابر النور

والإيمان ، رمضان شهر جاء لينفض عنا غبار الدنيا ويمسح عنا اّثار الذنوب والمعاصي بعد

عام كامل من الصراع المادي البحت والركض وراء متطلبات الحياة والانشغال في دوامة

الدنيا ، رمضان فرصة عظيمة لا تعوض وكنز ثمين لا يضاهيه كنز لكي نمسح عن

قلوبنا ما أصابها من ظلمات الدنيا وغفلة الحياة ، فالحكمة الربانية من الصوم هى تحقيق

التقوى قال تعالى ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ

لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ” 183 سورة البقرة ، هذا هو الهدف المنشود من الصوم تحقيق التقوى

ومراقبة الله فى السر والعلن ، فالصوم تجديد للطاقة الروحية وشحذ للهمم وتقويم

للسلوك والأخلاق ، ووقاية للنفس من الوقوع فى المنكرات والجهل وسوء الأخلاق فعن

أبي هريرة – رضي الله عنه – أنَّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال” الصِّيَامُ جُنَّةٌ،

فَلاَ يَرْفثْ وَلاَ يَجْهَلْ، وَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي صائم مرتين ” .

هكذا يجب أن نحافظ على صومنا حتى نحقق الثمرة المرجوة منه وألا نضيع هذه الفرصة

العظيمة التى لا تاتى إلا مرة واحدة فى العام ، وان نستثمر ما تبقى من الشهر الكريم

فى الذكر والعبادة والعمل الصالح وخاصة العشر الأواخر منه عسى أن تصيبنا نفحة من

نفحات ليلة القدر فلا نشقى بعدها أبداً ، ونحاول جاهدين أن يكون رمضان هذا العام هو

نقطة الانطلاقة الحقيقية لنا نحو حياة أفضل ، حياة يسودها الود والحب والتعاون ،

حياة خالية من الصراعات والاحقاد والضغائن ، حياة فى ظل طاعة الرحمن لكى نشعر

فيها بالاستقرار والطمأنينة والسلام النفسي .

مهلاً رمضان بقلم عمر أبو سيكا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى