غير مصنف
الشيخ مصطفى إسماعيل وقرار منع السهر في رمضان!
الشيخ مصطفى إسماعيل وقرار منع السهر في رمضان!
كتب: المستشار هشام فاروق
عضو شرف نقابة القراء
ورئيس محكمة استئناف الإسكندرية…
بعد نكسة وهزيمة 1967 وبسبب ظروف البلاد وقتها صدر قرار من وزير الأوقاف في ذلك
الوقت د.عبد العزيز كامل رحمه الله بمنع السهر بعد العاشرة ليلا! وكان ذلك موافقا لشهر
رمضان المبارك! وكان هذا يعني أن كل الحفلات والسهرات القرآنية ينبغي أن تنتهي في
هذا التوقيت! فأثار ذلك غضب واستياء القراء! فهم ينتظرون موسم رمضان من العام إلى
العام لحرص الناس على إقامة الليالي والسهرات القرآنية فيه (ولم تكن أجور القراء
حينها مبالغا فيها وخيالية كما هي الآن!). فتجمع عدد كبير منهم أمام وزارة الأوقاف
للشكوى من ذلك ، وكان منهم القارئ العملاق الشيخ مصطفى اسماعيل رحمه الله!
ولما علم الوزير بتجمعهم أرسل إليهم ليختاروا واحدا منهم لعرض شكواهم! فاختاروا الشيخ مصطفى!
عندما دخل الشيخ مكتب الوزير عرض شكوى القراء ، فلم يستجب الوزير وأبى تغيير
قراره وأصر على الرفض ، فما كان من الشيخ مصطفى إلا أن قال له:إذن سأخرج من
مكتب سيادتكم إلى رئاسة الجمهورية لمقابلة الرئيس جمال عبد الناصر لعرض شكوانا
، وتعلم سيادتكم أنني سأتمكن من مقابلته فورا! فتغيرت لهجة وأسلوب الوزير ، وقال له
مبتسما:ليه كده يا شيخ مصطفى؟ ما دخل السيد الرئيس بمثل تلك الأمور؟ إن السيد
الرئيس لديه مشغوليات أهم من ذلك! ووافق على إلغاء القرار!
كان الشيخ مصطفى ذكيا وحصيفا ، وأراد ألا يكون في نفس الوزير شيء تجاه القراء ،
فخرج إلى القراء المتجمعين في الخارج مصطحبا معه الوزير ، ثم رفع يد الوزير وقال
لزملائه القراء:حيوا معالي الوزير د.عبد العزيز كامل فقد وافق على شكواكم وألغى قرار
منع السهر! فهلل القراء وكبروا وحيوا الوزير!