الولي الصالح
***********
بقلم / السيد شليل
…وكأنكم لا تعلمون أن مجرد الاقتراب منها-أكثر من ذلك-لا يجوز حتى وإن
جازفت ودنوت منها دون أن يلمحني أحد ،
لن أتمكن من ملئ تلك الزجاجة من مائها العذاب..
من منكم يعرف سرها؟
ولماذا أحاطوها بسياج من حديد؟
ذات مساء انقطعت عن قريتنا الكهرباء ؛ فجلسنا أمام الدار وقد استعد أبي
لممارسة هوايته المعتادة وراح يحكي لنا عن تلك العين التي قال بأنها انفجرت
بين ليلة وضحاها تحت أقدام ولي صالح هبط على قريتنا قبل الفجر وهو يمتطي جواده.
فقاطعته كعادتي عندما يساورني الشك في أمر ما وسألته: هل رأيت الولي؟
– لا. ولكن جدك رحمه الله حكى لي أنه سمع عن جده أنه رآه.
رجل عجوز بلحية بيضاء طويلة ، معه حصان أبيض شاهق
– ولماذا اختار قريتنا دون غيرها؟
– وهل رآه الولي الصالح؟
نهرني قائلا: لو قاطعتني مرة آخرى لن أكمل الحكي.
وأمام إلحاح ورغبة أخواتي الخمسة سكت.
كانا يتجولان في القرية واشتد بهما العطش ، فرفعت له يدي ولكنه تجاهلني
وظل السؤال راودني لماذا لم يطرق الولي أحد البيوت ؛ ويطلب ماء ليشرب
هو وحصانه؟
وإذا بالحصان يضرب بحافريه الأرض فتفجرت تحتهما عين الماء فشربا
منها ثم انصرفا.
إذا العين انفجرت تحت أقدام الحصان لا الولي؟
وفي الصباح استيقظ الناس على غرق الزرع والشوارع والبيوت فقلنا بصوت
عالي ولي صالح فعلا وضحك الجميع إلا أبي الذي هم بالدخول
إلى الدار عندها جاء النور وعم القرية كلها.
زر الذهاب إلى الأعلى