تابع خطة الخداع الاستراتيجي فى حرب العاشر من رمضان
بقلم:-أشرف فوزى
اجراءات تأمين تحركات واستعدادات القوات المسلحة
ومنها كشف شبكات التجسس بما في ذلك شبكة هبة سليم وشبكة
طناش راندوبولو. تحييد دور الملحقين العسكريين وضباط المخابرات
بالسفارات بوضعهم تحت رقابة صارمة لمنع وصولهم إلى معلومات
تمس سرية الاستعداد للحرب، حتى وصل الأمر إلى ترحيل الملحق
العسكري الإسباني مصاباً خلال معركة بالأيدي على متن طائرة
إسعاف، لنقله تحركات سلاح الطيران المصري دقيقة بدقيقة.
توفير المعلومات السرية عن العدو وتضليله
توفير المعلومات السرية عن العدو وتضليله عن طريق عملاء جهاز
المخابرات العامة ومنهم أشرف مروان، رفعت الجمال «رأفت الهجان»،
أحمد الهوان «جمعة الشوان». استخدمت اللهجة النوبية لتشفير
الرسائل الهامة بين القوات أثناء المعركة لتضليل معترضي تلك الرسائل.
إجراءات خداع ميدانية
ومنها توفير المخابرات لمعلومات حيوية سمحت ببناء نماذج لقطاعات
خط بارليف في الصحراء الغربية لتدريب الجنود عليها وخداع الأقمار
الصناعية لملء المعسكر بعدد من الخيام البالية والأكشاك الخشبية
المتهالكة، ولافتات قديمة لشركات مدنية. في يوليو 1972 صدر قرار
بتسريح 30 ألف من المجندين منذ عام 1967 وكان معظمهم خارج
التشكيلات المقاتلة الفعلية، وفي مواقع خلفية. التمويه برفع درجة
الاستعداد القصوى للجيش وإعلان حالة التأهب في المطارات
والقواعد الجوية من 22 إلى 25 سبتمبر، مما يضطر إسرائيل لرفع
درجة استعداد قواتها تحسباً لأي هجوم، ثم يعلن بعد ذلك أنه كان
مجرد تدريب روتيني حتى جاء يوم 6 أكتوبر فظنت المخابرات
الإسرائيلية أنه مجرد تدريب آخر. وبدأ القتال تحت ستار المناورة
العسكرية المشتركة (تحرير 23)، ثم استبدلت خرائط التدريب بخرائط
العملية (بدر) وكانت البرقيات والرسائل المصرية التي تعترضها
المخابرات الإسرائيلية تؤكد أنباء تلك المناورة مما أدى إلى استبعاد
إسرائيل لفكرة الحرب. في أكتوبر 1973 تم الإعلان عن فتح باب رحلات
العُمْرة لضباط القوات المسلحة والجنود، وكذا تنظيم دورات رياضية
عسكرية مما يتنافى وفكرة الاستعداد للحرب. شوهد الجنود المصريون
على الضفة الغربية للقناة صبيحة يوم الحرب وهم في حالة استرخاء
وخمول، ويتظاهر بعضهم بمص القصب وأكل البرتقال. ولإخفاء نية
القوات البحرية في إغلاق مضيق باب المندب، نشر خبر صغير في
شهر سبتمبر عام 1973، عن توجه ثلاث قطع بحرية مصرية إلي أحد
الموانئ الباكستانية لإجراء العمرات وأعمال الصيانة الدورية لها،
وبالفعل تحركت القطع الثلاث إلى ميناء عدن وهناك أمضت أسبوعاً ثم
صدر لهم الأمر بالتوجه إلي أحد الموانئ الصومالية في زيارة رسمية
استغرقت أسبوعاً آخر لزيارة بعض الموانئ الصومالية، ثم عادت القطع
الثلاث من جديد إلي عدن وهناك جاءتهم الإشارة الكودية في مساء
الخامس من أكتوبر 1973 بالتوجه إلى مواقع محددة لها عند مضيق
باب المندب في سرية تامة عند نقط تسمح لها بمتابعة حركة جميع
السفن العابرة في البحر الأحمر رادارياً وتفتيشها، ومنع السفن
الإسرائيلية من عبور مضيق باب المندب طوال الحصار.
زر الذهاب إلى الأعلى