كتب /ايمن بحر
اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخير الأمني ومكافحة الإرهاب صوت 132 نائباً لصالح الحكومة الجديدة فيما إمتنع نائبان عن التصويت. رئيس الوزراء الجديد رفع شعار ليبيا الموحدة. هل سيصبح ذلك نهاية للحرب.
الحكومة الليبية الجديدة تؤدى اليمين أمام مجلس النواب. أدى المجلس الرئاسى الليبى الجديد اليمين أمام المحكمة الدستورية بطرابلس، فيما حصلت حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة على ثقة تاريخية من مجلس النواب، ما يمهد الطريق لخروج ليبيا من أزمتها بعد فوضى استمرت طويلا.
أدى المجلس الرئاسى الليبى الجديد برئاسة محمد المنفىليوم الإثنين (15 مارس/آذار 2021) اليمين أمام المحكمة الدستورية فىى طرابلس بعد أكثر من شهر على تعيينه فى إطار عملية سياسية رعتها الأمم المتحدة لإخراج ليبيا من الفوضى المستمرة منذ عشر سنوات..
أكد ياسين أقطاى مستشار الرئيس التركى أن الإتفاقيات التى أبرمتها تركيا مع حكومة الوفاق الليبية هى إتفاقيات دولية، ولن تتأثر بمواقف الحكومات الأخرى مشيراً الى أن الحكومة الليبية الجديدة تدعم الدور التركى فى بلادها.
وطبقا للقناة، أقلعت طائرة حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة وأعضاء البرلمان من مطار معيتيقة الى طبرق لأداء اليمين فى المقر الموقت للبرلمان الذى إتخذه منذ العام 2014 فى مدينة طبرق الساحلية (شرق) الواقعة على بعد حوالى 1300 كيلومتر من العاصمة طرابلس.
وبعد سنوات من الجمود فى بلد ينقسم الى معسكرين أحدهما فى الشرق والثانى فى الغرب، عُين الدبيبة (61 عاماً) رئيساً للوزراء فى 5 شباط/فبراير من قبل 75 مسئولاً ليبياً من جميع الأطياف إجتمعوا فى جنيف برعاية الأمم المتحدة، الى جانب مجلسٍ رئاسى يتألف من ثلاثة أعضاء.
وحصلت حكومة الوحدة الوطنية التى شكلها، الأربعاء على ثقة تاريخية من النواب. وتحلّ حكومته محل حكومة الوفاق الوطنى المنتهية ولايتها برئاسة فايز السراج وتتّخذ طرابلس مقرّاً لها والحكومة الموازية بقيادة عبد الله الثنى التى تدير إقليم برقة (شرق) الواقع تحت السيطرة الفعليّة لقوات المشير خليفة حفتر.
والدبيبة مكلّف بتوحيد مؤسسات الدولة وضمان عملية الإنتقال بحلول موعد الإنتخابات المقررة فى 24 كانون الأول/ديسمبر، عندما تنتهى مهمته نظرياً.
وتضم حكومة الدبيبة نائبَين لرئيس الوزراء و26 وزيراً وستة وزراء دولة وذلك رغبةً منها فى أن تكون ممثلة لجميع الليبيين. وقد أُسنِدت خمس وزارات بما فى ذلك وزارتان سياديتان هما الخارجية والعدل الى نساء فى سابقةٍ فى هذا البلد البالغ عدد سكانه 7 ملايين نسمة.
ويُعتبر الدبيبة أحد أعيان مدينة مصراتة الساحلية (غرب) وليس لديه خط أيديولوجى واضح وقد تولى مسئوليات عدة فى عهد القذافى. ويُعتبر من المقربين من تركيا وشكّل إختياره مفاجأة. وفى ظل نظام القذافى شهدت مصراتة ثالث أكبر مدن ليبيا فورة صناعية وإقتصادية إستفادت منها عائلات عدة ووجهاء محليون بينها عائلة رئيس الوزراء الجديد.
ولم ينتظر الدبيبة تأدية اليمين لبدء العمل، فقد عقد السبت إجتماعاً فى مكتب رئيس الوزراء فى طرابلس وإفتتح مؤتمراً وطنياً بشأن مكافحة كوفيد-19 ووعد بمعالجة سوء إدارة الجائحة. وفى اليوم نفسه أمر صناديق الإستثمار ومؤسسات مالية أخرى بتجميد جميع المعاملات حتى إشعار آخر.
لكنّ التحدّيات لا تزال هائلة بعد نظام ديكتاتورى حكم مدة 42 عاماً وعقد من العنف منذ التدخل العسكرى الدولى الذى بدأ فى آذار/مارس 2011 تحت مظلة حلف شمال الأطلسى وإنتهى فى تشرين الأول/أكتوبر من العام نفسه بمقتل القذافى فى معقله فى سرت.
ورغم إنتهاء المعارك الصيف الماضى وما تلا ذلك من توقيع لإتفاق من أجل وقف إطلاق النار فى تشرين الأول/أكتوبر الماضى ما زالت ليبيا تشهد صراعات نفوذ وتعانى إنتشار مجموعات مسلحة ومرتزقة أجانب فضلاً عن الفساد. وتعانى البلاد أيضاً من إنهيار البنى التحتية وتعطل الخدمات فيما الناس يشكون من الفقر المدقع فى بلد يمتلك أكبر إحتياطات للنفط فى إفريقيا.
وسيُتابع ما ستقوم به الحكومة الجديدة المؤقته عن كثب فى مواجهة التوقعات الملحة للسكان الذين يعانون فى حياتهم اليومية من إنقطاع فى التيار الكهربائى وتضخم ونقص فى السيولة. وسيتعين على الدبيبة ضمان رحيل 20 الف من المرتزقة والمقاتلين الأجانب الذين ما زالوا منتشرين فى ليبيا.
وطالب مجلس الأمن الدولى الجمعة بـ إنسحاب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا من دون مزيد من التأخير.
زر الذهاب إلى الأعلى