د / أزهار الغرباوي
أكاديمية عراقية
وصل بابا الفاتيكان قداسة البابا فرنسيس إلى العاصمة العراقيه بغداد اليوم الجمعة من العاصمة الإيطالية روما في أول زيارة له منذ تفشي فايروس
كورونا.
وقد كان في استقباله رئيس الحكومة العراقيه السيد مصطفى الكاظمي.
وفي ظل إصرار قداسة البابا على المجيء لبغداد في ظل ظروف أمنية وصحبه سيئة هذا الأمر قد يدفع لطرح عدد من التساؤلات في
هذا الجانب:
– ما الذي يجعل زيارة البابا إلى العراق تاريخيه ؟؟
– ما الرسالة التي يريد قداسة البابا فرانسيس إيصالها من خلال هذه الزيارة ؟؟
إن الإجابة على هذه التساولات تدفع إلى العودة قليلا إلى الوراء واستذكار أن البابا يوحنا بولس الثاني كان قد ألغى زيارة له إلى العراق في العام ١٩٩٩ بعد فشل المفاوضات بينه وبين حكومة بغدادي ذلك الحين، ومنذ ذلك الوقت تراجعت أعداد المسيحيين في العراق من ١.٤ مليون الى ٢٥٠ الف مسيحي.
كما فر الكثيرين منهم في أعقاب أحداث العنف التي تلت الغزو الأمريكي على العراق في عام ٢٠٠٣.
كما نزح الآلاف منهم عندما اجتاح تنظيم الدولة الإسلامية داعش مدينه الموصل في عام ٢٠١٤.
بعد أم تدمير كنائسهم ونهب ممتلكاتهم. بعد أن خيروا بدفع الجزية أو تغيير ديانتهم أو الموت.
يبدو أن قداسة بابا الفاتيكان الذي وصل لبغداد برفقة وفد كبير من رجال العالم المسيحي من القساوسه وعدد كبير من الصحفيين قد تحمل في طياتها أكثر من مدلول ومعنى، يأتي في مقدمتها اللقاءات التي سيجريها مع عدد من الزعماء السياسين وغيرهم من رجال الدين. والأساقفة في كنيسة ( سيدة النجاة ) للسريان الكاثوليك في بغداد.
حيث خاطب قداسة البابا العراقيين في تسجيل فديو عشيه زيارته للعراق قائلا ( أوافيكم حاجا تائبا لكي ألتمس من الرب المغفرة والمصالحة بعد سنين الحرب والإرهاب، ولأسأل الله عزاء القلوب وشفاء الجراح).
واضاف ( أوافيكم حاجا يشوقني السلام… وأسعى خلف الأخوة وتدفعني الرغبة في أن نصلي معا ونسير معا ومع الإخوة والأخوات في التقاليد الدينية الأخرى أيضا، تحت راية أبينا إبراهيم، الذي يجمع في عائلة واحدة المسلمين واليهود والمسيحيين”.
كما سيتوجه إلى مدينة النجف الأشرف بعد ذلك ..لزيارة المرجع الشيعي الأعلى السيد ايه الله علي السيستاني، ثم إلى مدينة أور التاريخية والموصل ..وستقام صلاة في كنيسة الساحه على أرواح من سقط شهيدا على يد عصابات داعش ، ثم يقيم البابا قداس في ملعب أربيل عاصمه إقليم كردستان وبحضور الآلاف.
والأهم من ذلك ، فقداسة البابا جاء حاملا رسالة للسلام في مدينة السلام بغداد ..التي للأسف لم تنعم ابدا بنعمة السلام ..
