بقلم :اسامة قدوس
تُثير تحرّكات الرجوب السياسيّة مؤخّرا جدلًا داخل الأوساط الفتحاويّة، وفي حين يدعم البعض توجّهات الرجوب السياسيّة، ينتقد آخرون سياسات الرّجوب وخياراته الاستراتيجيّة، خاصّة المتعلّقة منها بملفّ المصالحة الفلسطينيّة مع الفصائل الفلسطينيّة، وخاصّة حركة حماس.
وقد انتقد عدد من نشطاء حركة فتح مؤخّرا ما وصفوه ب”ارتجاليّة” الرّجوب وعدم التزامه بتوجيهات القيادة المركزيّة للحركة في لقاء القاهرة الأخير. وتُشير مصادر من داخل حركة فتح أنّ عددا من القيادات حاليّا يُناقشون تحرّكات الرجوب وكيفيّة إلزامه بتوجهات الحركة الاستراتيجيّة، ومن المنتظر أن يجتمع عدد من القيادات لمناقشة هذا الموضوع.
في سياق متّصل، تحدّث خبراء في الشأن الفلسطينيّ عن اجتماع القاهرة الذي لم يحسم في عديد التساؤلات الكبرى المتعلّقة بالانتخابات المقبلة وسبل ضمان نزاهة هذه الانتخابات، حيث تُشير مصادر مطّلعة من لقاء القاهرة أنّ الأجندة التي حملتها الفصائل الفلسطينيّة لبحثها قد وقع تأجيل البتّ فيها، وهو ما طرح أسئلة جديّة حول تقدّم المحادثات بين الفصائل.
هذا وقد علّق أستاذ العلوم السياسية ووزير الثقافة السابق في فلسطين، إبراهيم أبراش لـ”عربي بوست قائلًا “”التفسير الآخر لما صدر عن البيان الختامي يشير إلى أن البيان جاء بصياغة أعدَّتها حركتا حماس وفتح قبل حضور لقاء القاهرة، وأن مشاركة الفصائل في اجتماع القاهرة كان لإظهار صورة مصر بأنها الوسيط الذي نجح في الوصول لهذا المستوى من التفاهمات الشكلية، خصوصاً أن بعض الفصائل أشادت بجهود لقاء بيروت على مستوى الأمناء العامين للفصائل، والذي ظهر بأنه وثيقة وفاق وطني وأرضية أساسية لأي استحقاق سياسي قادم”
تبذل السلطة الفلسطينية وحركة فتح مجهودات استثنائيّة لإنجاح الانتخابات القادمة ولإنهاء الانقسام الفلسطينيّ، إلّا أنّ هناك تساؤلات جديّة حول موقع بعض الشخصيّات السياسيّة من المشهد الحاليّ وما إذا كان حضورها يساهم في الدفع بالمشهد إلى الأمام أم إلى الوراء.
زر الذهاب إلى الأعلى