كتبت / يارا المصري
تحذر مصادر في الدائرة المقربة من محمد دحلان من انقسام فتح إلى قوائم منفصلة، بدعوى أن ذلك قد يؤدي إلى اشتباكات وصراعات على السلطة في الضفة الغربية على غرار تلك التي حدثت في لبنان في الثمانينيات.
ويشارك أنصار التيار الإصلاحي الديمقراطي في الضفة الغربية في نقاشات حية مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية. هؤلاء المؤيدون ، الذين هم على اتصال وثيق بسمير المشهراوي ، الذراع الأيمن لدحلان ، قلقون من التطورات الأمنية وزعزعة الاستقرار في مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية وبعض الأقضية.
وقد نوقشت هذه المسألة في بعض لقاءات المشهراوي الأخيرة مع المسؤولين الدوليين الذين طلبوا منه ضمان نزاهة فتح واستقرارها لما لها من تأثير على منطقة الضفة بأكملها.
فيما تباينت الآراء؛ بين من قدر أنه لا تأثير كبير لتيار القيادي المفصول من “فتح” محمد دحلان، على “فتح” الأم التي يقودها محمود عباس، بينما رأى البعض، أن “تيار دحلان” أصبح يمتلك حضورا في الأراضي الفلسطيني، وتجاوزه يعني خسارة كبيرة لعباس وفريقه.
وفي منشور له على صفحته على “فيس بوك”، أكد القيادي في “تيار دحلان” سفيان أبو زايدة، أن “الانتخابات هي استحقاق شعبي ووطني، تأخر إجراءها أكثر من عشر سنوات”، معتبرا أن إصدار المرسوم “خطوة بالاتجاه الصحيح نحو إعادة الحق المسلوب، لكي يستطيع الشعب الفلسطيني من اختيار ممثلية بكل حرية و شفافية”.
وأوضح أن “التيار كان يرغب و ما زال أن تشارك حركة فتح في هذه الانتخابات من خلال قائمة موحده، وإذا ما تعذر ذلك سنشارك في هذه الانتخابات بقائمة مستقلة عمادها قيادات وكوادر التيار مع بقاء الباب مفتوحا أمام شخصيات وطنية وقامات اجتماعية”.
وعن مدى إعاقة أو تأثير تيار القيادي المفصول من “فتح” محمد دحلان، على حظوظ الحركة في الانتخابات الفلسطينية المرتقبة، نبه المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية ناجي شراب، أن “تيار الحركة (دحلان)، أصبح حقيقة سياسية لا يمكن تجاهلها، وليس مجرد عناصر أو قياده، وأيضا ليس مجرد شخص دحلان”.
وأضاف في حديثه لمواقع صحفية: “لقد أصبح تنظيما وله حضور، ليس في غزة أو الضفة الغربية فقط بل في الشتات، وله دعم إقليمي وعربي واضح، وتتوفر لديه عناصر قوة مالية، ونجح في استقطاب عناصر شبابية وأكاديمية”.
وبشأن إمكانية تحقيق مصالحة داخل حركة “فتح”، استبعد شراب تحقيق “مصالحه علي مستوى فتح في حياة الرئيس عباس”، معتبرا أن “الهدف من القوانين التي صدرت مؤخرا، هو استبعاد دحلان”.
وذكر أن “السيناريوهات المتوقعة؛ الأول؛ استبعاد مشاركة دحلان، لأن الخلاف يبدو شخصيا، وهذا ليس في صالح التيار، والثاني؛ مشاركة التيار في قائمة منفصله، وهذا مستبعد أيضا”.
وأما السيناريو الثالث، أن “يشارك التيار في الانتخابات بقوائم مستقلة، وهذا أمر مهم ، لأنه بحاجة لتمثيل شرعي، والتواجد في قلب السلطة، ما سيمنحه قوة”، بحسب أستاذ العلوم السياسية الذي نوه أن “هذه السيناريوهات تقوم علي استبعاد المصالحة (داخل فتح)، وفي كل الأحوال فتح هي الخاسر الأكبر من بعدم المصالحة”.
زر الذهاب إلى الأعلى