اخبار عربيةعاجلة
وفاة الشاعر والروائي الفلسطيني مريد البرغوثي
“فليحضر التاريخ فورًا.. وليلغِ موعده مع الحرب التى ستجىء أو مع أى سلم مفترض.. ومع القضايا العالقة بجبره وحرابه.. سأجره بيدى إلى غرف المعيشة بيننا وأدير سهرته أنا.. ليرى لأول مرة ولدا له وجه، له صوت له جسد حقيقي، له اسم ثلاثى يمارس يومه بالعادي بين يديه سوف أهيئ الأقلام والأوراق: أكتب ما ترى”.
كلمات للشاعر والروائي الفلسطيني مريد البرغوثي، الذي رحل عن عالمنا عن عمر ناهز 77 عامًا، ذلك الشاعر المتمكن من أدواته واختلافه سر تميزه وبدى منذ بداياته مختلفًا، يبحث في اليومي والمعاش والعادي من المفردات والأحاديث، ليحولها إلى شعر.
بعد 6 سنوات من وفاة الأديبة الكبيرة رضوى عاشور، يلحق بها زوجها الشاعر مريد البرغوثي، في عيد الحب، ليكلل قصة حب امتدت عبر 45 عامًا.
رحلة من الإبداع تفجرت من وسط الاحتلال وتبلورت خلال 30 عامًا قضاها “البرغوثي” في التنقل بين المنافي العربية والأوروبية.
في دير غسّانة بالقرب من رام الله عام 1944، تعالت صيحات مريد البرغوثي ليعلن عن ميلاده في 8 يوليو، تلقى تعليمه في مدرسة رام الله الثانوية، وعاش فصول “النكبة” في صباه.
في عام 1963 انتقل إلى دراسة الأدب الإنجليزي حيث التحق بجامعة القاهرة عام 1967، لكن لم يتمكن من العودة إلى دياره ومدينته رام الله ليمُنع من العودة إلى فلسطين إثر حرب 1967.
لكن الغيبة كانت طويلة استمرت ثلاثة عقود، طاف خلال تلك الفترة الطويلة في عدد من الدول العربية والأوروبية، وكانت القاهرة إحدى اهم تلك المحطات حيث صادف بها وارتبط بحب عمره الكاتبة والباحثة المصرية رضوى عاشور، وأثمر زواجهما على إنجاب الشاعر تميم البرغوثي.
عرف مريد البرغوثي، كشاعر في الوسط الأدبي منذ بداية سبعينيات القرن الماضي، وأصدر خلال مشواره الإبداعي 12 مجموعة شعرية، وروايته “رأيت رام الله” من أشهر مؤلفاته التي تقاطعت مع فصول سيرته الذاتية واشتبك فيها مع نسيج الثقافة الفلسطينية وتعد شهادات متناثرة عن صداقته مع فنان الكاريكاتير ناجي العلي أو الكاتب غسّان كنفاني، إضافة إلى حضور نصوصه الشعرية، وحظيت بمقروئية عالية عربياً، فتعدّدت طبعاتها، كما تُرجمت إلى عدة لغات، كما صدر له كتاب “وُلِدْتُ هُناك، وُلِدْتُ هُنا”.