المصالح تُحرك السياسيات
يارا المصري
تسود حالة من الغضب بين صفوف الجمهور جراء الحديث عن الانتخابات، حيث ترى الناس في الشارع الفلسطيني أن الانتخابات مدفوعة بمصالح شخصية ضيقة للقادة الفلسطينيين الذين يسعون إلى تحسين مكانتهم وكذلك قادة فتح السابقين مثل محمد دحلان ومروان البرغوثي ، الذين هدفهم الوحيد هو إفادة أنفسهم.
كما أن التصالح بين فتح وحماس لم يتم سوى بعد أن رأي الجانبين مصلحتيهما في التصالح وإجراء انتخابات، وكانت الحركتان في نزاع امتد أكثر من عقد قبل التقارب الخجول بينهما في يوليو حين التزمتا التوحد في وجه المشروع الإسرائيلي لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.
واتفق الطرفان في سبتمبر على تنظيم انتخابات “في غضون ستة أشهر”، وجاء ذلك انطلاقا من المصلحة في توحيد الصف ضد تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية برعاية الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب وإدارته.
ويرى مراقبون أن الإعلان عن قرب اجراء الانتخابات مرتبط بتنصيب جو بايدن الأسبوع المقبل رئيتا للولايات المتحدة خلفا لترامب الذي عمل على دعم مشاريع إسرائيل.
ويقول المحلل والوزير الفلسطيني السابق غسان الخطيب إن استئناف الحوار مع الولايات المتحدة بعد توقفه منذ 2017 يتطلب أن يظهر الفلسطينيون بشكل ودود و”أكثر انفتاحا” بعد أن دعت دول غربية إلى “تجديد القيادة”.
وترى حركتا فتح وحماس أن الانتخابات ستؤدي إلى اكساب السلطة الجديدة شرعية وسوف ترفع من فوق كاهلهم الانتقادات المستمرة من قِبل المجتمع الدولي.
من ناحية السلطة الفلسطينية الحالية وحركة فتح، أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني أن محمود عباس (85 عاما) الذي يشغل منصبه منذ عام 2005 هو مرشح حركة فتح الرسمي للانتخابات الرئاسية القادمة.
فيما أظهر استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية منتصف ديسمبر أن 66 بالمئة ممن شملهم يرغبون فياستقالته.
وفي حال ترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في 31 يوليو فسيتقدم عليه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والقيادي في حركة فتح مروان البرغوثي، في حال ترشح الأخير، وفق الاستطلاع نفسه، المشكلة هنا أن البرغوثي وراء القضبان بعد أن حكمت عليه إسرائيل بالسجن المؤبد لدوره في تنظيم هجمات ضدها.
وفي حال أبرم اتفاق مستقبلا حول إطلاق سراحه مقابل نبذه العنف، قد يثير ذلك جدلا حادا في إسرائيل.
وسوف يطرح تساؤلا في الشارع الفلسطيني، هل مروان البرغوثي تقدم للانتخابات الرئاسية من أجل الرغبة الصادقة في خدمة وطنه وتحمل مسئوليات ومتاعب القضية الفلسطينية، أم أنه تقدم لهذه الخطوة من أجل التخلص من السجن الذي هو بداخله..؟